عذراً عزيزاتي السيدات، هذا المقال مخصص للرجال! ولكن بإمكانكنّ قراءته، علّه يساعدكنّ على فهم طبيعة أزواجكنّ الرجولية. هل لاحظتنّ في العديد والعديد من المرات انسحاب الزوج في جلسة ما، للجوء إلى كهفه الخاص ليحظى ببعض الهدوء؟ لنكن عادلات وواقعيات؛ نحتاج نحن السيدات أيضاً إلى مكان لنهرب إليه، نسميه بالعادة مكاننا الخاص! كغرفة الخياطة أو مكتبة المنزل، أو حتى المطبخ. ولكن المكان الخاص الذي يلجأ إليه كل الرجال يسمى كهف الرجل.
ما هو كهف الرجل؟
يشار إليه أيضاً بمغارة الرجل، أو عرين الرجل ومساحته الخاصة. كل هذه المصطلحات تشير إلى مأوى للزوج في المنزل، كغرفة نوم إضافية، يلجأ أليه الرجل للراحة أو التفكير أو حتى للتخلص من التوتر والقلق.
كهف الرجل هي مجرد عبارة مجازية لوصف غرفة في المنزل، حيث يمكن للزوج أن يفعل بها ما يريد، دون القلق من رأى أو حساسة الآخرين.
كيف ظهر هذا المصطلح؟
تعرفتُ على هذا المصطلح لأول مرة، من خلال قراءتي لكتاب “الرجال من المريخ النساء من الزهرة”، لكاتبه الدكتور جون غراي. حيث تحدث المؤلف عن كهف الرجل، وعن أسباب دخول الرجل إلى الكهف، وأيضاً عن مدة كهف الرجل. قال الدكتور غراي أن الرجل يدخل إلى كهفه مرة كل شهر تقريباً، أو حسب قدرة تحمله. ماذا يعني هذا الكلام؟ هذا يعني أن الرجال فعلاً يلجؤون إلى كهوفهم عند الحاجة لذلك!
حلل دكتور غراي موضوع كهف الرجل أكثر في كتابه “الرجال من المريخ والنساء من الزهرة”. حيث طبيعة الرجل الذكورية، تمنعه من الحديث عن مشاكله أو عمّا يمر به من ضغوطات وتحديات، فهو الرجل وهو القادر على حل مشاكله دون الاستعانة بأحد، ودون الحديث عن هذه المشكلات. فمن وجهة نظره الحديث عن المشكلة ضعف! والضعف غير موجود في قاموس الرجل لأن القوة هي من صفاته.
وعلى العكس من ذلك، طبيعة الأنثى. فهي تشعر بالراحة عند الحديث عن المشكلات التي تواجهها. بالعادة تتوجه السيدة لأكثر شخص موثوق من أصدقائها، وتبدأ بالحديث والحديث إلى أن يزول أثر المشكلة من نفسها. بهذه البساطة تعالج المشكلات!
حسناً؛ هذا الاختلاف الفطري، قد يولد سوء الفهم الذي سيقود إلى المشكلات. لنوضح ذلك من خلال مثال واقعي. في الحياة الزوجية، مرت كل سيدة دون استثناء في هذا الموقف، تجلس هي وزوجها في غرفة المعيشة، الزوجة تتحدث وتتفاعل مع الجو العام للجلسة العائلية، والزوج صامت غارق في أفكاره!
ما الذي يحصل بعد ذلك؟ تبدأ الزوجة بالتساؤل: “ما بك؟ هل هناك مشكلة؟”. والأسوأ من ذلك، تبدأ الزوجة بالتفكير والاعتقاد أنها هي من تسببت في كدر وصمت وعزلة زوجها، فهي غير قادرة على معرفة سبب تصرفات زوجها لتبدأ بلوم نفسها، وقد تزداد حدة الموقف لتنتهي بمشاحنات ومشاكل بين الزوجين.
لذا؛ عندما يمر الزوج في ضغوطات معينة، يتوقف عن الكلام، ويدخل كهفه فهو الملاذ والملجأ له. ويجب أن نعلم كزوجات؛ أنه لا يسمح لأحد الدخول إلى هذا الكهف ولا حتى أعز أصدقائه. ويجب أيضاً أن تتركيه يدخل كهف الرجل خاصته بهدوء، لأنه سيخرج منه تدريجياً، وسيكون كل شيء على ما يرام.
لماذا يحتاج الرجال إلى كهف الرجل؟
- مكان للاسترخاء
بعد يوم طويل في العمل؛ نتوق جميعنا إلى وسائل الراحة المنزلية، وإلى الغطس في الأريكة للاسترخاء والراحة. هذا السبب الأساسي الذي يجعل أغلب الرجال بحاجةٍ إلى كهفهم الخاص.
أضف إلى ذلك، بعد الاسترخاء والتخلص من الأفكار المزعجة في كهف الرجل، يشعر الرجل بالسعادة، ويتخلص من الإجهاد، ويصبح أكثر انفتاحاً لإكمال يومه مع زوجته بحب وهدوء، مما يؤدي إلى تحسين العلاقة الزوجية بينهما.
- إيجاد الحلول
يدخل الرجل إلى كهفه عندما يحتاج أن يفكر في مشكلة ما لإيجاد الحل المناسب لها، وتزداد حاجته للدخول إلى كهفه عندما لا يجد أي حلاً في عقله لهذه المشكلة أو تلك. في هذه الحالة نراه يهره إلى ملاذه لحاجته لأن يكون وحيداً، ليهدأ ويستعيد قوته مرة أخرى، حتى لا يتصرف تصرفاً انفعالياً قد يندم عليه.
- التخلص من الضغط النفسي
عندما يكون الرجل تحت ضغط نفسي، ينسحب إلى كهفه. ويحاول أن يتخلص من مسببات هذا الضغط وآثاره لوحده، ولا يتقبل المساعدة أو النصح من أحد. في مثل هذه الفترة يصبح الرجل كثير النسيان وغير متجاوب. فمثلاً حين يدور حديث في المنزل، قد تلاحظ زوجته أن 5% من عقله متاح ومتجاوب، بينما 95% الأخرى مشغولة في عالم آخر.
كيف تتفاعل النساء مع الكهف؟
في عالم النساء المليء بالحب والعطاء، تتحدث السيدة عن مشاكلها دون حرج أو خجل. فهي تشعر بالراحة والتحسن عن طريق التحدث. تبحث السيدة في العادة عن شخص تثق به لتتحدث إليه بالتفصيل عن مشكلتها، وعندما تتحدث عن هذه المشكلة تشعر فجأة بتحسن!
لذلك؛ تواجه العديد من السيدات صعوبة في تقبل انسحاب الزوج إلى كهفه، وتستمر باستعجاله لتقصير مدة كهف الرجل، بل وتشعر بعدم تقبله لها أو أنها سبب المشكلة. ومن وجهة نظرها، تفضل أن يتحدث زوجها إليها عن مشكلاته حتى تقدم التعاطف والنصح له، وعدم تحدثه إليها يعني أنه يتجاهلها ولا يهتم بها.
أيضاً؛ تتوقع الزوجة من زوجها أن يفتح لها قلبه, وأن يتحدث معها عن كل ما يضايقه. فهي تفعل المثل! فعندما ينسحب الرجل لكهفه تشعر بالاستياء والألم.
تتحدث المرأة، ثم تهدأ وتصبح منطقية فوراً. وعدم درايتها لطبيعة الرجل الذي يفضل عدم الحديث، يدفعها لأن تقاتل من أجل حقوقها مع هذا الرجل عديم الاهتمام، دون أن تفكر أن هذا هو أسلوب الرجل في التعايش مع الضغوطات، وهذا الأسلوب لا يعني أبداً أن هذه طريقة تعبيره عن شعوره نحوها.
ما الذي يتمناه الرجل أثناء تواجده في كهفه؟
كما ذكرنا سابقاً؛ يدخل الرجل إلى كهفه بالعادة عندما يعاني من ضغوطاتٍ مختلفة، أو عندما يواجه مشاكل تستدعي حلاً جذرياً. أثناء تواجد الرجل في كهفه يتمنى الهدوء والهدوء فقط. وهنا يأتي دور الزوجة باحترام خصوصية زوجها ورغبته. كما يحترم الزوج رغبة زوجته بالحديث عند مواجهتها لمشكلة معينة، من واجبها أن تحترم رغبته بالانسحاب إلى كهفه ليزيل الشوائب من عقله.
ولا تنسي عزيزتي الزوجة، محاولاتك المتعددة لتقديم المساعدة وإخراج زوجك من كهفه، سيترك في نفسه أثر سلبي وسيزيد من مدة بقائه فيه!
فما التصرف المناسب؟
- لا تستعجليه في الخروج من الكهف؛ فالزوج بحاجة لأن يشعر أنه قادر على تدبر أمر مشكلاته لوحده. وتقبل شريكته لتواجده في الكهف، سيقلل من مدة كهف الرجل وتواجده فيه. وإن قامت الزوجة بإشعار زوجها بدعمها المعنوي الكامل، سيعطيه قوة أكبر لمعالجة مشكلاته.
- لا تطرحي أسئلة متعلقة بمشاعره؛ مثل: “هل أنت غاضب مني؟ هل أنت حزين بسببي؟ هل تشعر بقلة الحيلة؟”. وما إلى ذلك.
- لا تقلقي عليه ولا تشعري بالحزن والأسى من أجله؛ فطبيعة الرجل الذكورية، تجعله ينفر من النصح والإرشاد، ولا يتقبل التعاطف معه، فهذا يشعره بأنه ضعيف، وغير قادر على حل مشكلاته.
- لا تحاولي مساعدته بحل المشكلة بتقديم النصائح؛ لا تمارسي دور الأم النصوح في حياة زوجك، وتوقفي عن تقديم النصائح أو النقد دون أن يطلب منك ذلك.
- مارسي أي نشاط يجعلك سعيدة؛ اخرجي مع صديقاتك، مارسي رياضتك المفضلة، اقرأي وتأملي، أو أي نشاط آخر يسعدك. هذا من شأنه مساعدة الزوجين في تخطي فترة الانسحاب إلى الكهف، بتقبل وانفتاح وحب وسلاسة.
أزمة منتصف العمر لدى الرجال - كلنا أمهات
يونيو 23, 2021 في 8:28 م[…] اقرأ أيضاً كهف الرجل ما هو ولماذا يحتاج إليه كل الرجال […]