كيفية التعامل مع المراهق | رحلة تقارب أم صدمات لا تنتهي؟

قصص نجاح أمهات ملهمات

كيفية التعامل مع المراهق | رحلة تقارب أم صدمات لا تنتهي؟

المراهقين

تحتارين في الطريقة الأنسب لـِ التعامل مع المراهق؟

محتويات المقال:

لا تنتهي تربية الأطفال بمجرد أن يتعلم الطفل إطعام نفسه والاغتسال والاعتناء بنفسه. هذه هي مجرد البداية فالمرحلة التي تليها قد تكون أصعب ومليئة بتحديات أكبر وتكون التربية فيها على المستوى الفكري والعاطفي وتسعى الكثير من الأمهات عن وسائل التعامل المراهق. قد تكون مرحلة المراهقة مرحلة صعبة للبعض، ولكن لا شك أن هناك بعض الأمور إن استوعبناها بشكل جيد ستسهل علينا السير قدماً في هذا المرحلة.

دعونا نستذكر، أن التربية ليست محصورة على الرعاية وتلبية احتياجات الطفل من مأكل ومشرب وملبس ولا تنتهي بتعليم الطفل كيفية الاعتناء بنفسه. بل التربية مستمرة، فبعد مرحلة الطفولة تأتي المرحلة الأهم والأبرز في تقويم شخصية طفلك، مرحلة المراهقة أو الشباب.


يعيش المراهقون تلك الفترة الانتقالية بين مرحلتي الطفولة والبلوغ. تبدأ بعمر الـ١٠ سنوات تقريباً وتنتهي في أواسط العشرينيات. تمر بها البنت أو الولد بتغييرات فسيولوجية تتغير فيها أشكالهم من الخارج مدفوعة بتغير هرموني، كما تتغير فيها تركيبة أدمغتهم فيصبحون أكثر اندفاعيةً، وانفعاليةً، وأكثر تقلباً وحدةً في المزاجية.

هي مرحلة ضرورية ومهمة جداً في نمو الفرد، ينتقل من كونه فرداً اتكالياً، يعتمد على غيره في الملبس والمأكل واستخدام الحمام وأنشطة أخرى يقوم بها، إلى شخص قادر على الاهتمام بنفسه والقيام بأموره الشخصية بنفسه. ومع هذه التغييرات يشعر المراهقون بالقوة والرغبة في الاستقلالية عن والديه وهذا شيء طبيعي، ولكنهم ما يزالون بحاجة للدعم والتوجيه.


هل هم غرباء فعلاً؟ بين الشد والجذب، أحبك ساعة ولا أطيق تصرفاتك ساعة أخرى، ما عدت أعرف ابني ولا ابنتي. لكن لنطرح السؤال: هل التعامل مع المراهق حرب أم حوار؟

يختبر بعض الآباء تغييراً جذرياً في تعامل أبنائهم معهم في هذه الفترة، حيث يصبحون أكثر عدائيةً ومزاجيةً. قد يشعر البعض بعدم تقبل للشخصية الجديدة التي يظهر بها ابنهم أو ابنتهم. نحب أن نطمئنكم بأن الأمر طبيعي جداً، حيث يحاول المراهق الاستقلال والاعتماد على نفسه ومحاولة التحليق بجناحيه. وهنا يتغير دورنا من لاعب صف أول في مباراة كرة القدم إلى لاعب في صفوف الاحتياط. لا يزال دورنا مهماً، ولكنه أقل انخراطاً عما قبل.


إليك هنا بعض النصائح والخطوات التي تساعدك في التعامل مع ابنك المراهق وابنتك المراهقة خلال هذه الفترة الجوهرية.

في أوقات الصفاء:

اقضِ وقت ممتع ولعب حر معهم حتى وإن أصبح ابنك أو ابنتك أطول عنك قامة. قد يفضلون البقاء لوحدهم أو مع أصدقاءهم، لا تستسلمي و كرري محاولة الحديث معهم مرة أخرى في وقت أخر.

لا تبخلي في عناقهم وتقبيلهم فقط لأنهم لم يعودوا صغاراً. ما زال المراهق بحاجة إلى التلامس الجسدي والحب والحنان.

شاركيهم في هواياتهم حتى وأن كنتِ لا تحبينها فهذا مدخل جيد للاقتراب منهم.

ثقفي نفسك بالكتب والدورات التي تسلحك على التعامل مع هذه المرحلة المهمة من حياة ابنك/ ابنتك.

تذكري أنّ الأمل في طفلك دائماً موجود، ولا تستسلمي وذكري نفسك: هم جيدون ويحتاجون للدعم والتوجيه.


في أوقات الشدة و تحديات الحياة:

  • تفهمي وجهات نظرهم حتى وأن كنتِ لا تتوافقين معها ولا تؤيديها، يمكن قول: “أنا أتفهم وجهة نظرك، ولكن لا أستطيع تلبية طلبك الآن أو هذا غير ممكن في عائلتنا”.
  • تذكري ما كنت تتمنيه من والديك في هذه المرحلة من لطف واحتواء.
  • في وقت الخلاف، تجنبي الاصطدام معهم. خذي وقتاً مستقطعاً لنفسك وتنفسي وعودي للحديث معهم في وقت لاحق.
  • إذا شعرتِ بأن الأمور لا تسير بشكل جيد، اطلبي المساعدة من أخصائي لايف كوتش أو مدربة حياة للمراهقين أو من تثقين بهم في محيطك الأسري أو من محيط الأصدقاء.
  • اخلقي مجتمعك الداعم من الأمهات اللواتي يشبهنك ويمرون بنفس المرحلة فوجود الدعم والاحتواء يساعد في اجتياز هذه المرحلة بسلام.

وأخيراً تذكري: هذه مرحلة وسوف تمضي (مثلها مثل المراحل الصعبة التي مضت من سهر وتعب وإرهاق في مرحلة الطفولة المبكرة). ركزي فيها على بناء علاقة قوية وسليمة مع طفلك وتغاضي إن أمكن عن الهفوات والمنغصات حتى تخرجي من هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة.


في الختام نحب أن نذكر أن النظرة السلبية تجاه المراهق من المجتمع والمدرسة لا تخدمهم ولا تخدمنا. المراهقون هم طاقة فعالة وحيوية ومن الممكن استغلالها بشكل أفضل في بناء ورفعة المجتمع لذا يجب علينا تمكينهم ودمجهم في الحياة المجتمعية، وهذه كله يبدأ بخلق علاقة تواصل آمنة بينهم وبيننا. هم شباب المستقبل وعليهم نضع الأمل في غدٍ أجمل.

لمزيد من الدعم، موقع كلنا أمهات يقدم لك الدعم مع الأخصائية ميرا سميرات أو فاطمة خلف.

كُتب هذا المقال بقلم المتدربة من برنامج كتابة المحتوى التسويقي ميساء العجمي

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0