بيئة العمل؛ هي المكان الذي تقضين فيه معظم يومك، وهي المكان الذي ستنتمين له لوقت لا بأس به. وأيضاً؛ هي المكان الذين ستتعاملين فيه مع العديد من الأشخاص، ومن مختلف الثقافات والجنسيات والخلفيات الاجتماعية. قد تقابلين أشخاصاً رائعين، وقد تتعاملين مع موظفين لطيفين، وهناك العديد من الأشخاص الذين لا ينسون حقاً! وفي الوقت ذاته؛ لا تخلو بيئة الأعمال من وجود بعض الأشخاص السلبيين المحبطين “المزعجين” فيها! الأمر الذي اضطر العديد لترك أعمالهم، لتجنب الأشخاص المزعجين في العمل الذي يعملون به! حسناً؛ ماذا إن كان خيار تغيير العمل غير متاح لكِ حالياً؟ وماذا لو كان مديرك “مدير مزعج” وسلبي؟ فكيف ستتعاملين مع ذلك، بطريقة تحافظين بها على وظيفتك وعلى توازنك النفسي بالوقت ذاته؟
المدير “المزعج”!
أنت تعملين وتجتهدين، ومديرك يحصل على الثناء كله، دون أن يوجه كلمة شكر واحدة لك. تشعرين بالبرود عند التعامل مع مديرك، كما تشعرين بعدم اهتمامه بما تقولين، أو حتى عدم اصغائه لك! يتناسى مديرك أي اجتماع مجدول بينكما، ولا يدعمك في إنجاز أي عمل موكل لكِ. يترفع مديرك عن حل أي خلاف قد يحصل ضمن الفريق المسؤول عنه، حتى وإن تم اللجوء إليه لحل الخلاف! أخيراً؛ المدير السيء يحطم قدرات الموظفين، لا يرى أبداً أداء فريقه الممتاز، وقد ينتج عن ذلك بيئة عمل غير صحية وموظفين محبطين.
من جهة أخرى
قد لا يدرك المدير أن عدم تقديم أي توجيه للموظفين، أو تغذية راجعة؛ يجعل منه مدير مزعج! وقد يعتقد رئيسك في العمل، أن عدم تدخله بما تقومين به، لا يعني عدم دعمه إياكِ، ولكنه يعني تمكينك ومساعدتكِ على تحمل المسؤولية.
قد يشعر المدير بعدم الأمان أو عدم اليقين بشأن وظيفته؛ إن كان كثير التوجيه أو النقد. وقد لا يدرك المدير المزعج أن أسلوبه بالنقد والتوجيه؛ قد يهين موظفاً ويشعره بعدم الراحة. أيضاً؛ قد يفتقر المدير إلى التدريب، وقد يشعر أن متطلبات منصبه في الشركة هائلة؛ لدرجة عدم تمكنه من تقديم الدعم لكِ أو لأي موظف آخر.
أخيراً؛ قد لا يشاركك هذا المدير المزعج قيمك ونظرتك المتعلقة بالأعمال. فأنت تميلين مثلاً لاستغلال يوم العطلة الأسبوعية، للاستمتاع والاجتماع مع عائلتك؛ بهدف تحقيق التوازن بين حياتك الشخصية والمهنية. بينما يتوقع مديرك منك أن تقومي بالرد على مكالمات العمل والرسائل الإلكترونية حتى في أيام الإجازة! اختلاف القيم هذه، يخلق التوتر والقلق وعدم الراحة في بيئة العمل، ويؤدي في الكثير من الأحيان إلى ترك الوظيفة، فقط للتخلص من المدير المزعج!
حسناً؛ قبل اتخاذ أي قرار، جربي هذه الخطوات، التي من شأنها مساعدتك على تجنب الأشخاص السلبيين أو المدير المزعج في بيئة العمل.
1. تحدثي إلى مديرك
وأخبريه بوضوح عما تحتاجينه منه لتحقيق الإنجازات والنجاح في العمل. أطلبي منه الدعم والتوجيه والتغذية الراجعة، ركزي على الحديث عن احتياجاتك بشكل محدد ولطيف. وبالتأكيد لا تنتقدي مديرك ولا تخبريه أنه مدير مزعج أو سيء، حتى وإن شعرتِ بذلك! فهذا سيؤدي إلى نتائج عكسية، وسيبعدك عن تحقيق أهدافك.
2. “كيف يمكنني المساعدة؟”
وجهي هذا السؤال لمديرك باستمرار، وخلال كل مهمة جديدة إلى أن يتم تحقيق كافة الأهداف من هذه المهمة. إن كان المدير يفتقر لمهارة التوجيه، لا تنتظري منه توجيهاً! بل اعرضي المساعدة دائماً، واستمعي جيداً لأي توجيهات يقدمها المدير بعد عرضك للمساعدة.
3. لا تسمحي لسوء تعامل مديرك أن يؤثر على عملك
بغض النظر عن مدى سوء سلوك رئيسك في العمل، تجنبي السماح له بالتأثير على عملك. فبالطبع أنت تريدين الحفاظ على علاقات جيدة مع المدراء الآخرين في الشركة، وأيضاً الحفاظ على وظيفتك! لا تفكري أن التباطؤ بالعمل سينفس عن استيائك، بل وأن تعمدك لتجاوز الوقت المحدد لاستراحة الغداء، سيضعك بالخلف فقط.
4. تقدمي دائماً بخطوة!
ذلك يعني أن تتجنبي أوامر المدير، من خلال توقعها وتنفيذها، حتى قبل أن يقوم مديرك بطلبها! مثلاً: “لقد أعددت المسودة وتركتها على مكتبك بانتظار موافقتك عليها”.
5. ارسمي حدودك الخاصة وافرضيها
العمل مع مدير مزعج؛ يفرض عليكِ أن تقومي بوضع حدود وبطريقة سلسلة منذ اليوم الأول! فرؤيتك لمديرك بهذه الصورة “مدير مزعج”؛ يعني أنه يقوم بتصرفات مزعجة! فإذاً؛ من واجبك أن تنأي بنفسك عن هذه التصرفات والسلوكيات، من خلال رسم الحدود. فالأسوار الطيبة؛ تصنع جيراناً جيدين!
6. تجنبي مسببات الغضب لدى مديرك
فلو كان مديرك متشدداً بشأن الوصول بعد موعد بدء العمل، حاولي الوصول قبل خمسة دقائق دائماً!
أعزاءي القراء؛ قد تبدو هذه الخطوات والنصائح ثقيلة للبعض! ولكنني أذكركم أن تقوموا باتباعها عندما لا يكون خيار تغيير الوظيفة متاح لكم الآن! وعندما تكونون بحاجة للحفاظ على الوظيفة في الوقت الحالي. وإن استنفذتم كل الطرق لإصلاح الأمور؛ فاطلبوا الانتقال لقسم آخر في بادئ الأمر! في حال عدم توفر هذا الخيار أيضاً، فلا تترددوا بالبحث عن وظيفة أخرى. ولا تنسوا أن تجعلوا تجربتكم مع المدير المزعج؛ مرجعاً أساسياً لكم عند البحث عن وظيفة أخرى، حتى تكونون قادرين على التعرف على المدير المزعج وتجنبه، وبالتالي تجنب تكرار هذه التجربة مرة أخرى.
ماذا عن الموظفين المزعجين!
كيف أتعامل مع الأشخاص المزعجين في بيئة العمل؟
- تقبلي واقع أنكِ لن تحبي الجميع: حتى وإن كنتِ شخصية لطيفة ومحبوبة، وحتى إن كنتِ تعاملين الجميع بود وتعاون؛ هذا لا يعني أن الآخرين سيعاملوكِ بنفس الطريقة. تقبلي ذلك!
- تجاهلي المزعجين: حاولي الوصول لنقطة الحياد بالمشاعر تجاههم، وتذكري دائماً أنهم هنا لنفس الهدف، ولا تعطيهم أي ردة فعل ترضي غرورهم. عاجلاً أم آجلاً سيتراجعون عن تصرفاتهم المزعجة.
- حافظي على كياستك بالتعامل معهم: ويكون ذلك من خلال عدم إبداء أي ردة فعل، أو أي تعابير أو مشاعر رداً على تصرفاتهم المزعجة. حتى لو رغبتِ بإزعاجهم رداً على تصرفاتهم؛ اكبحي هذا الشعور! فهذا سيقودك لمواجهات لا تمثلكِ أنت بغنى عنها.
- ركزي على نفسك: ولا تفكري بالآخرين الذين لا يهمهم سوى استفزازك وإزعاجك! بل فكري بإنجازاتك وعملك، غوصي بدواخلك ونافسي نفسكِ فقط، طوري من أفكارك ومعلوماتك، حتى تصبحي نسخة أفضل من نفسك، دون الالتفات للآخرين.
- لا تنسي تحديد خطوطك الحمراء: حددي خطوطك الحمراء بوضوح، وعرفي الآخرين عليها وأظهريها لهم، وكوني حازمة عندما يقوم أي شخص بتجاوزها.
لقد قمت شخصياً باتباع معظم هذه النصائح عند الحاجة، وكنت دائماً أشعر بشعور أفضل! فمهما كانت التحديات التي نواجهها في بيئة الأعمال؛ سواء تمثلت بمدير مزعج أو موظفين مزعجين، فقط أنظر لهذه التحديات كوسيلة لتطويرك وتحفيزك، وكدافع لكي تخرج أفضل ما فيك، ولكي تبحث عن أفضل خياراتك المتاحة.
اقرأ أىضاً طرق سريعة لمعرفة بيئة العمل المناسبة لك
مقالات مكملة كم مواقع أخرى Read More on Finding the Good in a Bad Boss
