­­­­­كيف أحمي طفلي من الجرائم الإلكترونية؟

أمومة وتربية

­­­­­كيف أحمي طفلي من الجرائم الإلكترونية؟

pexels-vika-glitter-392079-4081861

هل تتخيلين أن يقع طفلك ضحية الجرائم الإلكترونية؟

تملكتنا سعادة عارمة في الماضي بتحول هذا الكوكب إلى قرية صغيرة، وبالفعل قد أصبح التواصل أسهل مع وجود منصات تساعد في التواصل بين الجميع مهما كانت المسافات الجغرافية بعيدة.. وبدأت هذه المنصات تكبر يوماً بعد يوم وينضم إليها العشرات من المنصات والمواقع والتطبيقات التي تمنح التواصل بكافة أشكاله. لكن!

مع زيادة الأوقات التي يقضيها الأشخاص مع بعضهم افتراضياً زادت الهوة في قلب نواة هذه المجتمعات الكبيرة وهي العائلة، حيث أضحت الأسرة تعيش في عالم مترامي الأطراف، وأصبحت العلاقات الافتراضية أقوى بكثير على حساب العلاقة الأسرية الواقعية، وأصبح كل فرد من العائلة مشغول بعالمه الخاص مما زاد المسافات بين العائلة الواحدة. وهذا ما زاد من خطورة الموقف بالنسبة للأطفال، فقد أصبح الأطفال غير مراقبين معظم الوقت، لا يعلم الأهل ما الذي يفعله أطفالهم، وكما أصبح الأهل مأسورين لهذه المنصات والتطبيقات، أصبح الأطفال أيضاً كذلك للشاشة السحرية القادرة على أخذهم إلى عوالم لا يعلمها إلا الله، ودون أن يعلم الوالدين أن أطفالهم أصبحوا في قبضة الظلام، في قبضة أشخاص لا يعرفون عن الإنسانية والطفولة إلا اسمها.

يجب الإشارة إلى أن حماية الطفل على الإنترنت تتطلب جهداً  كبيراً من الأهل، حيث أن توعية الأطفال ومنحهم الثقة أمر مهم في حال وجود أي مشكلة وتوفير بيئة توعوية وآمنة للطفل لاستخدام التقنيات الحديثة.

قبل أن يفوت الأوان وتخسرين طفلك للأبد..

تمثل وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً كبيراً من الحياة اليومية للأطفال والمراهقين ومع الوقت ليس بطويل تتحول إلى وسيلة لنشر العديد من الشائعات كما تصبح بيئة خصبة للاحتيال والتعرض للابتزاز والاستغلال. لذلك يجب التفكير جيداً في الإجراءات التي تضمن حماية طفلك من الابتزاز والاستغلال الإلكتروني، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الحماية هي مسؤولية مشتركة أيضاً بين الأهل والمدرسة والحكومات لضمان سلامتهم النفسية والاجتماعية والفكرية.


بعض الإجراءات والخطوات العملية لحماية أطفالك:

  • الحوار والتوعية: أفضل أمر يمكن القيام به في البداية هو الحوار والتوعية، وتشجيعهم على التحدث بكل صراحة عن أي موضوع يثير قلقهم أو يزعجهم أو إن قام أي شخص بطلب أمور غريبة منهم.
  • المراقبة العائلية: راقبي نشاط أطفالك على الإنترنت دون أن تشعريهم بأنك تتجسسين عليهم من خلال أدوات الرقابة الأبوية مثلاً.
  • الغرباء والمعلومات الشخصية: احرصي على تعليم طفلك كيفية التعامل مع الغرباء على الإنترنت والابتعاد عن مشاركة أي معلومات شخصية عنه أو عن عائلته مهما كانت صغيرة أو مشاركتها في مواقع غير آمنة وتوضيح خطورة هكذا تصرف عليه وعلى عائلته.
  • التبليغ في حال الشعور بالخطر: شجعي أطفالك على إبلاغك عن أي محاولة ابتزاز إلكتروني يتعرضون لها وعن أي محتوى غير لائق أو مخل بالآداب أو مسيء للدين.

تعليم الأطفال والمراهقين كيفية حماية معلوماتهم الشخصية وعدم مشاركتها مع الغرباء أو مشاركتها مع مواقع غير معروفة وغير آمنة هي الدرع الحامي لهم ولحياتهم.

تعرفي على أهم التقنيات لحماية أطفالك على مختلف المنصات من خلال مقال؛ طفلك يستخدم الإنترنت: 5 خطوات لضمان اتصال آمن!


تعتبر المدرسة خط الدفاع الأكبر والأكثر إقناعاً للحماية من خطر الإنترنت، فهي المكان الذي يقضون فيه الوقت الأكبر من يومهم مع معلميهم وأصدقائهم. وهذا ما يمنحها دوراً لا يقل أهمية عن دور الأهل بل وأكثر أيضاً.

كيف يتم تفعيل دور المدرسة في توعية الأطفال والمراهقين وحمايتهم؟

  • خلق بيئة مريحة تدفعهم للتحدث بأريحية عن أي مشكلة يتعرضون لها.
  • مراقبة أنشطتهم على الإنترنت أثناء الدوام المدرسي.
  • تدريبهم على التصفح الآمن للإنترنت وكيفية الحفاظ على خصوصيتهم.
  • تعزيز مهاراتهم الرقمية وتدريبهم على كيفية تمييز المحتوى السيئ وكيفية التعامل مع المواقف الصعبة.
  • التعاون مع الدولة في الإبلاغ عن أي عملية ابتزاز وحماية الطفل من أي نوع من الاستغلال أو التحرش الإلكتروني.

تساهم الجهود المشتركة بين المدرسة والأهل في خلق دور فعال في حماية الطفل من مخاطر الإنترنت وخلق جيل واع يستطيع التعامل مع هذه التحديات الكبيرة والخطيرة التي نواجهها في هذا العالم الرقمي.


تعلب الحكومات دوراً محورياً في حماية الأطفال والمراهقين من الجرائم الإلكترونية، ويظهر هذا الدور من خلال تفعيل الخطوط الساخنة للتبليغ عن حالات مشبوهة بالإضافة إلى تفعيل التطبيقات المساعدة للأهل لتمكينهم من متابعة نشاط أطفاله على الانترنت وحمايتهم من أي محتوى قد يضر بهم، ويهدف هذا الجهد المشترك إلى بناء بيئة رقمية آمنة للأطفال، كما تنظم دورات توعوية للأهل والأطفال لتوعيتهم بكيفية التعامل مع الانترنت وتجنب الوقوع ضحايا هذه الوحوش الإلكترونية.

من أهم الأمثلة على دور الحكومات فقد قامت دولة الإمارات بتفعيل تطبيق “حمايتي” للمساعدة في تعزيز أمن الطفل وتأمين حمايتهم. الجدير بالذكر أن التطبيق متوفر بشكل مجاني. ويوفر هذا التطبيق أيضاً ميزة طلب الاستغاثة عن طريق توجيه الأطفال نداء إلى ذويهم عن الشعور بأي خطر.

كما قامت بتنظيم قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية ومن ضمنها جرائم الابتزاز والتهديد الإلكتروني.

وفيما يلي بعض المواقع والتطبيقات التي يمكن الاستعانة بها في حال حدوث أي من هذه الحوادث:


هناك علامات كثيرة تدل على أن طفلك في ورطة إلكترونية منها:

  1. تغير في سلوكه كالقلق والاكتئاب والانعزال.
  2. تجنب الأجهزة الإلكترونية.
  3. صعوبة في النوم وشرود في الذهن مستمر.
  4. قلت الأكل وعدم رغبته بتناول الأكلات التي يحبها عادة.

وفي هذه الحالة يجب عليك الحافظ على هدوئك وتهدئة طفلك وإشعاره بالأمان ولا تقومي بلومه أبداً، وأن تشعريه بأنك موجودة لحمايته وليس لمعاقبته، وبعد ذلك اجمعي الأدلة التي تساعد في التبليغ مثل الرسائل أو المحادثات والصور، ولا تترددي بالاتصال بالجهات الأمنية المختصة لحماية الطفل.

ابتعدي عن العنف ومعاقبة الطفل إذا اكتشفت أنه وقع في ورطة على الإنترنت، فهو ضحية وليس المذنب.

وفي النهاية نعود للقول أنه لا يجب إهمال مراقبة الطفل أثناء استخدامه للانترنت سواء الألعاب أو مواقع التواصل حت لا نندم ساعة لا ينفع الندم. دمتم وأطفالكم بخير.

كُتب هذا المقال بقلم رباب الحرفي من فريق كُلنا أمهات.

6 تعليقات

  1. ديمة
    سبتمبر 1, 2024 في 9:43 م

    مقال توعي يحتوي على معلومات توعوية وطرق مهمة لحماية الأطفال في عالم الانترنت المفتوح . سلمت يداك رباب

    1. رباب الحرفي
      سبتمبر 2, 2024 في 9:52 ص

      شكراً ديمة على اهتمامك، فعلاً هذا الموضوع من أخطر المواضيع التي تواجنا في الوقت الحالي

    2. رباب الحرفي
      سبتمبر 2, 2024 في 9:57 ص

      شكراً ديمة لاهتمامك، أتمنى الأمان لكل العائلات في عالم الانترنت العملاق، تحياتي لك.

  2. أم شهد
    سبتمبر 2, 2024 في 2:39 ص

    مقال رائع يحتوي على العديد من المعلومات المفيدة والتي يمكن أن تساعد الأهل في تجنب وقوع أبنائهم ضحايا الجرائم الإلكترونية وأيضا تسهل على الأهل التبليغ ومساعدة أبنائهم في حال وقعوا ضحايا لهذه الجرائم.

    1. رباب الحرفي
      سبتمبر 2, 2024 في 9:55 ص

      شكراً أم شهد، صدقتي، أتمنى السلامة والأمان لجميع الأطفال والأهل، الموضوع فقط يحتاج بعض المتابعة من الأهل لتجنب هذا الأمر. تحياتي لك

  3. Nahed Al Jrab
    سبتمبر 2, 2024 في 6:58 م

    مقالة رائعة ومفيدة جاً، يحتاجها الوالدين في هذا الزمن الصعب في تربية الأولاد والتي باتت نوع من أنواع الجهاد.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0