في القرن الواحد والعشرين، أصبح اهتمام الحكومات والأفراد – على حد سواء – منصب على الاستثمار في الفئات صغيرة العمر. فهم بذرة المجتمع وبناة المستقبل؛ فقد حظيت الطفولة في الآونة الأخيرة على اهتمام الحكومات وقد خصصت مشاريع مبتكرة للاطفال لدعم وتنمية روح الإبداع لدى الأطفال. إضافة إلى ما اتجهت له شركات التسويق ورجال الأعمال، من اتخاذ الطفولة مشروعهم المستجد وجعله محط اهتمامهم.
علاوة على ما سبق
فإن تغير نمط الحياة في العقد الأخير، كان له الأثر الأكبر في إيلاء الطفولة اهتمام غير اكاديمي من قبل الأهل. فقد أصبح السائد عرفاً أن الآباء والأمهات يميلون إلى إنجاب عدد قليل من الأطفال، الأمر الذي أسهم بالضرورة إلى إتاحة المجال أمام الأهل، للإنفاق على الأنشطة اللامنهجية، والمسارعة لتسجيل أبنائهم في مشاريع مبتكرة للاطفال.
بالتالي، سنعرض في هذا المقال بعض من الأمثلة على مثل تلك المشاريع المبتكرة للطفولة. سواء أكانت مشاريع تعليمية للطفولة أو مشاريع مجتمعية للطفولة.
لنتحدث عن مشاريع مبتكرة للاطفال في مختلف دول العالم
من أبرز المشاريع المبتكرة للاطفال والتي توفر للطفولة المنصة الشرعية لطرح أفكارهم وإيصالها لصانعي القرار؛ هي برلمان الأطفال
على غرار الدول الأجنبية التي طبقت هذه الفكرة؛ طبقت عدة دول عربية فكرة برلمان الأطفال. والذي يهدف إلى بناء شبكة طفولة موحدة على مستوى واسع، مع وجود ممثلين من مختلف مناطق الدولة منشئة البرلمان. كما وسجلت إنجازات عدة لمثل هذه البرلمانات؛ كإعداد مسودات مشاريع قوانين خاصة بقضايا تهم الأطفال، والتي تم اعتماد بعضها من قبل البرلمان الشعبي لتلك الدول.
من أبرز الدول صاحبة البرلمانات اليافعة:
- بنغلادش.
- بوليفيا.
- جمهورية الكونغو الديموقراطية.
- الهند.
- وعربياً لبنان.
أيضاً؛ لطالما شهدت دول عدة بناء مستشفى خاص، لنشر التوعية الصحية بين الأطفال. ولمساعدة الأطفال في تخطي خوفهم وقلقهم عند زيارة المستشفيات. حيث يلعب الطفل في هذا المستشفى دور ولي أمر الدمية المريضة، حتى يعايش الأطفال تجربة العلاج ويتابعون عن كثب الإجراءات الطبية العلاجية.
وتجدر الإشارة؛ إلى أن هذ الفكرة الطبية التوعوية المبتكرة قد طبقت في أكثر من دولة عالمياً. مثل: هولندا. وعربياً مثل الإمارات العربية المتحدة.
اقرأ أيضًا أعراض فيروس كورونا عند الأطفال
أما عن بعض الأمثلة على مشاريع مبتكرة للاطفال داخل الحرم المدرسي
والذي يمثل أرض خصبة للأفكار الخلاقة؛ ما اشتهرت به مدارس مدينة طوكيو اليابانية، من كون أن بعضها “مدارس بلا جرس”.حيث أنه تم التغلب على فكرة الجرس المدرسي؛ والذي قد يترك أثر سلبي في نفسية الطفل لكونه غير مريح لحاسة السمع.
حيث تم استبدال الجرس إما بالموسيقى الهادئة او بالساعات الرقمية في كافة الغرف الصفية والأروقة المدرسية للتذكير بموعد الحصص.
علاوة على ذلك، يسجل لمدارس هذه المدينة غرس مبادئ صديقة للبيئة. كفصل النفايات حسب نوعها كالورق والبلاستيك قبل القاءها في الحاويات.
أما عن ذوي الإحتياجات الخاصة
فقد كان لهم نصيب وافر في عدة مشاريع مبتكرة للاطفال الاحتياجات الخاصة. حيث أنه منذ الأزل؛ هناك معاناة مستمرة لأطفال الاحتياجات الخاصة للوصول الى الغرف الصفية. إلا أن قامت بعض المدارس بتخصيص ممرات خاصة لمرور الكرسي المتحرك لذوي الإحتياجات الخاصة.
ومن الجدير بالذكر، فقد كان لجائحة كورونا الأثر الملموس على نوعية الأنشطة التعليمية واللامنهجية الخاصة بالطفولة. فقد تحولت أحلام الأطفال وذويهم الى أحلام الكترونية تلوح من خلف الشاشات الرقمية، مسجونة خلف قضبان الشبكة العنكبوتية، مبلورة في اطار افتراضي. فقد أودى الوباء بحياة المشاريع الطلابية ومشاريع الأطفال التعليمية والمشاريع الصيفية للأطفال، وحرم أبناءنا من المشاركة فيها.
إلا أنه هناك بعض الأمثلة على مشاريع مبتكرة للاطفال وأنشطة طلابية، والتي تمارس عن بعد. ونعني بذلك ما استحدثته بعض الحكومات والمؤسسات غير الربحية في مجال تنمية الطفولة أثناء فترة الحجر المنزلي، والذي ما زال يطبق بأوجه مختلفة وبساعات مختلفة في دول عدة.
وعلى الرغم من غياب المجهود الجسدي في مثل هذه المشروعات؛ إلا أن المجهود الفكري من وراء الشاشات، لا يقل أهمية عن المجهود البدني. وتثبيتاً لذلك؛ فقد كانت فترة الحجر المنزلي أرض خصبة لعدة مشاريع مبتكرة للاطفال، التي يستطيع الطفل المشاركة فيها وهو يجلس في منزله على أريكة مريحة.
فقد حرصت دول عدة على اطلاق مبادرات لتشجيع مواهب الاطفال ومحاولة صقلها وتنميتها. فمثلاً: أعلنت حكومة الشارقة عن برامج خاصة بالأطفال خلال العام المنصرم. منها المعسكر الصيفي بعنوان: «صيفي» عن بُعد عبر برنامج teams تيمز. حيث يتضمن المعسكر مجموعة من الأنشطة التي تُنفذ عن بعد. مثل: مسار العلوم والتكنولوجيا.
أيضاً من الأمثلة على ذلك: الاهتمام بالآداب واللغات، الرياضة، والفنون، الأنشطة العامة والمهارات الحياتية، وكذلك الرحلات الترفيهية الافتراضية عن بُعد.
كما وقد أعلنت عدة حكومات مثل حكومة المملكة العربية السعودية؛ عن إطلاق مبادرات لمواهب الأطفال. مثل نشاط تعلم صنع الروبوت الورقي، حيث تسهم مثل هذه المشاريع بتنمية روح الابداع لدى الطفل.
كما وأعلنت حكومات أخرى عن مبادرات لتحقيق الاستثمار الأمثل لطاقات الشباب والأطفال، وتوجيهها نحو النافع من الأعمال خلال فترة الحجر المنزلي. مثل مبادرة “موهبتي من بيتي” في المملكة الأردنية الهاشمية وقطاع غزة. حيث أسهمت مثل هذه المبادرات بكسر الروتين لدى الفئة العمرية الصغيرة خلال الحجر المنزلي.
وتبعاً لذلك ولاحقاً لتطورات الوضع الوبائي، والتي بدأت بالانحسار تدريجياً في أغلب الدول، ومع إعلان عودة الطلبة الى الغرف الصفية، وإيذاناً لعودة التعليم الصفي عن قرب؛ فإننا نرى بأنه قد حان الآن موعد إطلاق العنان مجدداً للأنشطة الطلابية المبتكرة ولمشاريع مبتكرة للاطفال، والتي تسهم بخلق جيل يتقن مهارة النشاط البدني بقدر إتقانه للمشاركة التفاعلية عبر شبكة الويب العالمية أثناء التعليم الالكتروني.
في النهاية
فإن أطفالنا هم جيل المستقبل. وإن غرس القيم التربوية والتعليمية وتشجيع الجوانب الإبداعية لدى هذه الفئة؛ يجب أن يترأس قائمة أولويات الدول والحكومات والأفراد على حد سواء. فلا يقعد صاحب فكر عن فكره ولا يتوانى صاحب قرار عن الاستثمار في أطفال الأمة وشبابها، وستجنى ثمار ذلك عاجلاً أم آجلاً بلا شك.
“تمت كتابة هذا المقال بقلم ربى ماضي”
اقرأ أيضًا أفكار لاستثمار طاقات الشباب أثناء الحجر
تأثير الملل على الإبداع لدى الطفل - كلنا أمهات
فبراير 27, 2021 في 7:47 م[…] اقرأ أيضاً أنشطة لامنهجية ومشاريع مبتكرة للطفولة […]
أطفال مخترعين عرب..أجسام صغيرة بعقول كبيرة - كلنا أمهات
مايو 3, 2021 في 12:08 ص[…] اقرأ أيضًا مشاريع مبتكرة للطفولة […]