مرت الأيام بسرعة وكبرت حبيبتي الصغيرة، وأصبحت في عمر المدرسة بلمح البصر. ككل الأمهات؛ بدأت بالبحث عن المدرسة المناسبة وعن الخيار الأفضل لطفلتي والأنسب لنا كعائلة من نواحي متعددة. ولأن شام طفلتي الأولى وتجربتي الأولى؛ وقعت بالحيرة والإحباط والإرهاق، فلم أدري من أين أبدأ وبماذا أفكر، وما هي معايير اختيار المدرسة المناسبة التي يجب أخذها بعين الاعتبار في عملية البحث! فالمدرسة هي البيت الثاني لأطفالنا، فيها يقضون معظم نهارهم وبها تتبلور شخصياتهم.
فبدأت بالبحث عن طريق الانترنت أولاً لأتفاجئ بالأسعار الخيالية لبعض المدارس! متى تحولت المؤسسات التعليمية إلى مؤسسات ربحية؟ من هنا بدأت بحصر خياراتي بما يتناسب مع وضع عائلتنا المادي. ثم بعد ذلك توالت الأسئلة تطرح نفسها في رؤوسنا؛ فقمنا بتسجيلها سؤالاً تلو الآخر حتى نصل للخيار الأنسب والأفضل لطفلتنا.
يختلف مفهوم “الخيار الأنسب” لدى العائلات؛ فبعض العائلات تهتم لموضوع المنهاج. والبعض يبحث عن تطوير المهارات الاجتماعية أو تعليم اللغات؛ والعديد من العوامل الأخرى التي تهم الأهل والتي يعتمد عليها الآباء بتحديد خيارهم. لنتحدث بها معاً.
1. المنهاج التعليمي
لا يقتصر المنهاج التعليمي على المواد والكتب الدراسية؛ بل يشمل كل ما يكتسبه الطفل من مهارات وخبرات حياتية وأنشطة متعددة إلى جانب التحصيل العلمي. توفر المدارس في دولة الإمارات سبعة عشر منهاجاً تعليمياً مختلفاً.
من أشهر مناهج التعليم النظام البريطاني والنظام الأمريكي ونظام البكالوريا الدولية. يعرف النظام البريطاني بشدّته وبكونه منهاجاً زخماً ومليئاً بالمعلومات. بينما النظام الأمريكي أكثر مرونة ويعتمد على المهارات الإضافية للطفل. ونظام البكالوريا الدولية يركز على الابتكار إلى جانب مهارات الإلقاء وتعزيز شخصية الطفل.
انتبهي عزيزتي الأم بعد 18 سنة أين سترغبين لطفلك بأن يدرس؟
بعض الأنظمة الدولية لا تمكن طفلك من الدراسة في بلده الأم أو على الأقل ليس بالتكلفة المتاحة للجميع. وهذا أمر يمكن أن نأخذه بالحسبان.
2. الميزانية
بعد حصر المدارس وتقليص خياراتك، قومي بالبحث الإلكتروني عن كل مدرسة من خلال مواقع التربية والتعليم الإلكترونية:
- Abu Dhabi: adek.gov.ae
- Dubai: khda.gov.ae
- https://www.edarabia.com/
تزودك هذه المواقع بكل التفاصيل المتعلقة بالمدرسة، من نوع المنهاج المعتمد، والموقع وجودة التعليم انتهاءً بالأقساط المطلوبة لكل فصل دراسي، وجنسيات الطلاب والمعلمين وتقييم الهيئات الحكومية، وتذكر أيضاً أفضل مدارس الإمارات، فتمكنك من تقليص الخيارات المطروحة أكثر وبالتالي تسهل عليكِ الاختيار. من المهم جداً أن نختار مدرسة تناسب ميزانيتنا، وأن لا ننسى مصاريف المواصلات والزي والكتب التي تضاف على القسط المدرسي، إن البحث عن مدرسة تتناسب مع الميزانية منذ البداية، سيوفر عليكِ الوقت والجهد والضغط المادي، وسيعلمُكِ بقيمة المستحقات المترتبة، وسيساعدكِ في تقليص الإحتمالات أكثر.
3. الموقع
احرصي على اختيار مدرسة قريبة من مكان سكنك، لتجنب الطرقات المزدحمة والوصول لطفلك في حال حصول أي حوادث لا سمح الله.
4. بيئة المدرسة
يجب الانتباه لبعض الجوانب المتعلقة بالبيئة المدرسية مثل:
تنظيم المدرسة، الصفوف الدراسية مختلطة أم لا، مراعاة المعلمين لقدرات الطلاب المختلفة، الأمور المتعلقة بفترات الاستراحة، ما يتعلق بالمواصلات، قواعد الإنضباط، التعامل مع التنمر والمتنمرين والمتنمر عليهم، دعم العملية التدريسية بالتكنولوجيا، أسلوب التعامل والتواصل مع أولياء الأمور، الأمور المتعلقة بسياسة الامتحانات والتقييم… وأي موضوع آخر يؤثر على قراركم.
لا تخجلي أو تترددي بطرح العديد من الأسئلة التي من شأنها أن تسهل قرارك بما يخص كيفية اختيار المدرسة للطفل، من خلال القيام بالعديد من الزيارات الميدانية إلى الحرم المدرسي، حتى تجدي أخيراً المدرسة التي تكمّل وتتماشى مع آرائكم التربوية كعائلة.
5. سمعة المدرسة
عندما تبدأي البحث عن المدرسة المناسبة خذي بعين الاعتبار أن تبحثي بالجانب المتعلق بسمعة المدرسة، ولكن يفضّل ألا تعتمدي بسؤالك على آراء من حولك فقط، فبكل بساطة ما يناسبهم لا يناسبكِ أو العكس، لهذا احرصي على البحث من مصادر موثوقة أولاً، ومن خلال زياراتكِ المتعددة إلى المدرسة، ثم أخيراً بسماع آراء أهالي الطلبة المسجلين في هذه المدرسة أو تلك.
بالنهاية تذكري أن اختيار المدرسة لو كان سيئاً، بإمكانك دوماً تغييرها وليست نهاية الدنيا.
اقرأ أىضاً الآثار الضارة لوسائل الإعلام والسوشال ميديا على الأطفال