بعد مرور ثلاثة أشهر من الحمل، وبعد تأكدي رسمياً من الأمر، وبعد زيارتي الأولى للطبيب.. لم أكن أفكر بجنس الجنين بل كنت لا أزال لا أمتلك الثقة الكافية بنفسي لأعلن خبر حملي. وظننت بأنني يجب أن أنتظر بضعة أشهر أخرى قبل أن أخبر مديري في عملي الجديد، حيث أنني كنت قلقة بشكل لا يوصف!
بعد مرور 50 يوماً بالضبط في عملي الجديد، حيث كنت حاملاً بالشهر الثالث. حصل نقاش حاد بيني وبين مديري بسبب خطأ ارتكبته في العمل، حيث قام بإهانتي، وتطور الأمر لمشاجرة انتهت بطردي من العمل! كان الأمر مؤلماً للغاية، لأن يزن أيضاً كان يمر بفترة صعبة في عمله.
كيف كانت ردة فعلي؟
بكيت لمدة عشر دقائق تقريباً، ثم مسحت دموعي واتخذت القرار بأنني أريد أن أكون سعيدة من أجل جنيني. مضى أسبوعان تقريباً على الحادثة، واقترحت على يزن أن نسافر إلى إسطنبول ونستمتع بوقتنا. قمنا بحجز تذكرة بكل بساطة، وذهبنا إلى المركز التجاري، واشترينا بعض الملابس الشتوية واتجهنا إلى المطار. بقينا هناك لستة أيام، وكانت أفضل رحلة نحظى بها في حياتنا بمعنى الكلمة! استمتعت بكل تفاصيلها، لا سيما نزهاتنا تحت المطر، بالنسبة لي كان أمراً يفوق الوصف..
دخلت الشهر الرابع من الحمل وكنا متحمسين لمعرفة نوع جنس الجنين، وفي نفس الوقت كنت أبحث عن عمل. وفي نفس الوقت الذي عرفت فيه أن الجنين أنثى فتاة، أمطرني الله بنعمه مرة واحدة، حيث حظيت بفرصة عمل، مع فريق رائع، ورغم أن الراتب والوظيفة بحد ذاتها أقل مما كنت أطمح له، تمت ترقيتي في غضون ستة أشهر، وشعرت أنني بين عائلتي الكبيرة، كما أنهم منحوني تأميناً صحياً، وبالتالي لم يعد هناك داعٍ للقلق بعد الآن..