أنفال أبو جراد خاضت تجارب عديدة وزارت بقاعا كثيرة. ليس للسياحة بل لظروف قاهرة أرغمتها على التنقل هنا وهناك، لتحقيق الأمنيات وتحسين جودة الحياة فانتهى بها المطاف لترك الصحافة والخوض في عالم الصحة النفسية، دعونا الآن نتعرف على أنفال وما هي قصتها.
عرفينا عن نفسك؟
أنا أنفال محمد أبو جراد فلسطينية أمريكية. أمضيت طفولتي في الإمارات ومصر. أنهيت دراستي الجامعية تخصص صحافة و إعلام في مصر. وحينها التقيت بزوجي في إحدى مواد المتطلبات الجامعية وتم الزواج بعد إنهاء دراستي الجامعية. حاليا أدرس علم نفس تخصص الصحة النفسية.
ما دافعك للتحول من الصحافة إلى الصحة النفسية؟
بصراحة جاء قرار دراسة علم النفس بعد تجارب عديدة وظروف مررت بها أنا وحدي كأم،ومررنا بها كعائلة، وأيضا كمجتمع مثل فترة كورونا. كلها دفعتني لاستكشاف نفسي وفهم مشاعري فحاولت جاهدة للوصول إلى التوازن في كل أمور حياتي سواء الزوجية أو العملية أو الأمومة. وعندما استطعت جمع بعض أجزاء أحجية التوازن استشعرت الأثر الإيجابي العائد على نفسي أولا وأطفالي وعائلتي وأدركت حينها أنه للوصول إلى التوازن لا بد من تقبل التقصير. ولكن، يجب تحجيم التقصير في مجال معين حتى لا يمتد أثره على باقي مجالات وأمور الحياة. بعد هذه المشاعر وهذا الإدراك قررت أن أخوض في مجال الصحة النفسية بشكل علمي ومهني أكثر.
مررت برحلة عمل طويلة إلى حد ما ومررت بمناصب وظروف عمل مختلفة، حدثينا أكثر عن أدوارك الوظيفية خارج إطار الصحافة والإعلام
بما أنني مررت بظروف عائلية صعبة نوعاً ما، كان لا بد لي من العمل لمساعدة زوجي أولاً، ولأملأ وقتي وأزود نفسي بالخبرات ثانياً، فعملت بعد ولادتي وعودتي إلى مصر معلمة لغة إنجليزية في حضانة. وعلى الرغم من عشقي لعملي في الحضانة ومع الأطفال إلا أنه لم يستمر طويلاً، بسبب معاملة هجرة زوجي إلى أمريكا. فاضطررت لترك العمل في مصر والسفر ثانية إلى أمريكا. وهناك عملت “مسؤولة حسابات كاشير” في مطعم لفترة ثم حصلت على ترقية وكان ذلك في ولاية تكساس، ثم عملت في توصيل الطلبات في ما يسمى بdoordash، ثم آخر وظيفة حصلت عليها ولكن كانت لفترة قصيرة جدا في شركة آبل apple في كاليفورنيا.
كيف استعطت أخذ قرار كبير مثل ترك الوظيفة في شركة Apple ما السبب وما النتيجة؟
في الواقع أنا تركت العمل مجبرة لا مخيرة. فبعد عملي في شركة آبل بفترة وجيزة اكتشفت حملي بطفلي الثالث ولم أستطع الاستمرار بالعمل. لكني اعتبرت هذا الحدث فرصة لي للتقرب من أطفالي وزوجي وتحسين علاقتي بهم. وتجنب أي مضاعفات أو آثار سلبية للحمل والولادة فبعد ولادة طفلتي الثانية وعلى الرغم من حضوري لدروس أمومة خلال فترة حملي بها إلا أنني أصبت باكتئاب ما بعد الولادة ولم أدرك ذلك حينها.
إن كنت تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة أو تودين مساعدة أم في تخطيه انقري فوق الرابط للوصول إلى مختصي موقع كلنا أمهات للحصول عل المساعدة.
النتيجة لا أستطيع تعميمها ولا يمكن لي ذلك فلكل امرأة وكل أم شخصية وظروف مختلفة. بالنسبة لي كانت النتيجة رائعة فقد عم السكون والحب والود أرجاء منزلي. استطعت تجاوز الخلافات الزوجية بالنقاش والحوار. وجدت وقتا كافياً للعب مع أطفالي وبناء علاقة صداقة معهم. شخصيتي اختلفت تماما تعرفت على مشاعري واستطعت تحديد أولوياتي ووّقت الفترة الزمنية من حياتي وعرفت متطلباتها واحتياجاتي. تعاملت وما زلت أتعامل معها بحكمة أكثر بكثير من ذي قبل، ولا يعني ذلك أنني لن أعود للعمل لكن ليس بالوقت الحالي.
ما أهم درس تعلمتيه في رحلة الأمومة؟
أعتقد أن أهم شيئ لسلامة أطفالي النفسية وسلامة علاقتي بهم، أن أفهم مشاعر أطفالي وأسمع لهم وأتعامل معهم بوعي.
أنت أم عاشت حياة الأمومة كأم عاملة ثم أم متفرغة ثم أم طالبة في مجال الصحة النفسية بعد كل هذه التجارب ما هي رسالتك للأمهات؟
أهم نقطة هي أن تتقبل الأم نفسها كما هي. تتقبل شخصيتها وتتقبل شكلها وتتقبل مستوى حياتها. أن تعرف احتياجاتها ثم تركز على أطفالها خاصة في سنوات حياتهم الأولى التي هي فترة تبلور شخصياتهم. أن تحافظ على التوازن بين نفسها وبين أطفالها وعائلتها، أن تعطي باعتدال لذاتها ولغيرها.
