بطلة قصة نجاح اليوم هي أم عاملة، تسلحت بالطموح واستطاعت التغلب على تحديات كثيرة. ما بين الدراسة والأمومة والعمل، استطاعت أن تثبت أن التحديات ما بين الرفض وتراكم المهام والمسؤوليات، ما هي إلا سُلّم باستطاعتنا تسلقه لتحقيق الأحلام وإنجاز الكثير.
عرفينا عن نفسك:
اسمي رنا اليازوري أقيم حالياً في أبو ظبي، وأم عاملة كمدقق طبي وكمدربة في مجال البرمجة اللغوية العصبية خارج أوقات العمل الرسمية.
حدثينا عن قصة نجاحك والصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك كأم عاملة:
حصلت في البداية على دبلوم التمريض وعملت لفترة من الزمن في هذا المجال، ولكن، لم أنجح في اجتياز امتحانات هيئة الصحةلعدة مرات. لذلك، اضطررت لترك العمل في هذا المجال. بعدها، بدأت رحلة البحث عن عمل آخر. وبالطبع، قوبلت طلباتي بالرفض كثيراً، إلى أن بدأت العمل في مجال التأمين وحصلت على ترقيات خلال عملي. بالتأكيد، واجهتني في مرحلة ما تحديات مرتبطة بانعدام المرونة. ولكن، أصبحت الأمور الآن أسهل بعد جائحة كورونا ودخول فكرة العمل عن بعد.
كيف كانت رحلتك بين العمل والدراسة والأمومة؟
قررت الالتحاق بالجامعة للحصول على درجة البكالوريوس في مجال مختلف عن التمريض، تزوجت خلال تلك الفترة وحملت بطفلي الأول. لم تكن الرحلة سهلة في ظل المسؤوليات الكثيرة ولكنني استطعت إيجاد الحلول للتكيف مع صعوبات المرحلة.
كيف استطعت التوفيق بين مهامك كأم عاملة وطالبة جامعية في نفس الوقت؟
كان مفتاح قصة نجاح تلك المرحلة هو تنظيم الوقت و ترتيب الأولويات، احرص على قضاء وقتي خلال اليوم بعد ساعات العمل مع طفلي. ثم، أقوم بإنجاز المهام الأخرى خلال الليل على مراحل. وذلك، وفقاً لأهميتها وضرورة سرعة إنجازها ما بين الدراسة ومتطلبات العمل. ولكنني نجحت في تخطي المرحلة وأكملت دراسة الماجستير أيضاً بهذه الطريقة.
كيف اعتدت التعامل مع المشاعر السلبية كالاحتراق الوظيفي الذي قد تشعر بها أم عاملة ولديها طموح ورغبة في النجاح؟
لقد كانت دراستي لمجال البرمجة اللغوية العصبية الذي أصبحت مؤخراً مدربة معتمدة فيه، عاملاً مهماً ساعدني في تخطي تلك المشاعر. استطعت تفهم مشاعري والبحث في الأسباب الحقيقية التي قد تسبب هذه المشاعر، كشعوري بالذنب تجاه طفلي ورغبتي في النجاح على المستوى المهني. وقد كنت دائماً أفكر في أهمية العمل بالنسبة لي. فأنا أعمل من أجل تحقيق الرضا لنفسي ومن أجل توفير حياة أفضل لعائلتي وطفلي.
ما هو مصدر الدعم الذي تستمدين منه القوة والإصرار على تحقيق الطموح؟
حرصت دائماً على الحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء واستشارتهم عند حاجتي لذلك. أيضاً، ابتعدت عن الأشخاص السلبيين الذين لا يشجعون على الطموح والمثابرة. كما أن إيجاد الأشخاص الذين يتشاركون معك الطموح ذاته قد يكون مصدر دعم مهم. وقد أصبح هذا الأمر ممكناً من خلال منصات التواصل الاجتماعي. حتى وإن لم تجمعك بهم معرفة شخصية سابقة. ولكن، قد تشكل متابعتهم حافزاً مهماً خلال الرحلة.
ما هي نصيحتك للأمهات اللاتي يمتلكن الطموح ولكنهن قد يعانين من ظروف صعبة قد تعيقهن عن تحقيق قصة نجاح خاصة بهن؟
نصيحتي الأهم هي تحديد الأهداف، على الأمهات البحث والتجربة لإيجاد الأمور التي قد يسعين للنجاح فيها. وعدم انتظار الظروف حتى تتهيأ وتصبح مناسبة لهن. بل عليهن خلق الظروف والمصادر. بالتأكيد، أصبح هذا الأمر الآن أسهل. وذلك، لسهولة الحصول على المعرفة واكتساب الخبرات دون الحاجة للخروج من المنزل حتى أو التقيد بأوقات معينة.
في الختام، وكما جرت العادة، نود تذكيرك بأنك قادرة دائماَ على خلق نجاحات من العدم، مهما صعبت ظروف الحياة.
عليك فقط التسلح بالإيمان والطموح. والعمل من أجل تحقيق الأهداف لتكوني دائماً القدوة والأم الأفضل التي يستحقها أطفالك.