ميادة أبو جابر ريادية مكنت المرأة في سوق العمل وصاحبة منظمة الاقتصاد النسوي

قصص نجاح أمهات ملهمات

ميادة أبو جابر ريادية مكنت المرأة في سوق العمل وصاحبة منظمة الاقتصاد النسوي

mayada abu jaber

ميادة أبو جابر كانت تحلم بالعثور على الغاز الطبيعي الذي من شأنه أن يضيء بلدها الفقير “الأردن” بالنفط ويحل أزمة الطاقة فيها. وعليه استطاعت أن تكون أول امرأة تعمل في هذا المجال! بالرغم من أنها لم تستطع تحقيق ما حلمت به على أرض الواقع؛ لكنها لم تستسلم! وبحثت عن طرق أخرى لتحدث تغيّر أكبر في المجتمع الذي تعيش فيه. آمنت بنفسها وحلمها ولم تدع العقبات تحد من طموحها. طرقت أبواب مغلقة وتحدت نظرة العيب والقيود الذكورية السائدة حول عمل المرأة، في زمن لم يكن به عمل المرأة شيء مألوف وطبيعي.

قصة نجاح استثنائية للريادية ميادة أبو جابر؛ صاحبة مبادرة التعليم من أجل التوظيف ومنظمة الاقتصاد النسوي. والتي سعت خلالهما لدمج النساء وتمكينهن في بيئة العمل الأردنية. حيث استطاعت أن تغير واقع النساء للأفضل؛ من خلال مبادرات ومنظمات نسوية تعمل بإخلاص من أجل مستقبل أفضل للعائلة الأردنية. كما ساعدت 73% من المنتسبين إلى منظمة التعليم من أجل التوظيف في الحصول على وظائف.


عرفينا عن نفسك

اسمي ميادة أبو جابر وأنا أم لثلاثة أولاد مستقلين يؤمنون بتمكين المرأة نشأوا على احترام المرأة ودعمها. وذلك نتاج تربية تدعم الحوار في جميع جوانب الحياة. كنت أرشدهم دائمًا وأشجعهم وأقدم لهم النصيحة. ومع ذلك؛ جعلتهم يتخذون قراراتهم الخاصة ويتحملون مسؤولية اختياراتهم. لقد انخرطوا أيضًا في عملي منذ سن مبكرة جدًا. كانوا يأتون لرؤية عملي ويشاركون في الأنشطة البيئية؛ فكان العرف السائد في الأسرة هو أن النساء يعملن وكبر الأطفال على هذه القاعدة.

والدتي باكستانية وهي من عائلة بشتونية وأتحدث 4 لغات. نشأت في منزل متعدد الثقافات “الثقافة العربية وثقافة البشتون”؛ مما سمح لي بتبني كليهما وأن أصبح مواطنة عالمية مهتمة بالسفر واكتشاف الثقافات والأشخاص المختلفين. لعبت في فريق التنس النسائي والاسكواش والكرة الطائرة، لدي أيضًا حب الطبيعة وهذا ما ألهمني لدراسة الجيولوجيا. حصلت على شهادتي الأولى من الجامعة الأردنية في الجيولوجيا وعلم المعادن، وبعد ذلك تابعت الماجستير في جامعة ديوك في الجيولوجيا البيئية، وركزت رسالتي على تطوير ساحل العقبة، مستوحاة من العمل لمدة 20 عامًا في مجال تمكين المرأة والشباب. قررت أن أرسي معرفتي العملية بالدعم النظري لإحداث تغيير حقيقي نحو الاقتصاد النسوي في الأردن؛ من خلال متابعة درجة الدكتوراه في الاقتصاد النسوي.

كيف توصلت إلى “مشروع JoWomenomics”، ما الذي ألهمك؟

ألهمني ابني الأصغر حمزة لبدء مشروعي. كان حينها في روضة الأطفال وكان يحب برامج اللغة الإنجليزية المسمى ليتيرلاند. وكان برنامج صوتي متعدد الحواس لتعليم الأطفال الصغار القراءة والكتابة. كانت الكتب الأولى التي أردت نشرها هي منهج تعليمي للطفولة المبكرة مستوحى من نظام ليترلاند البريطاني. وتوصلنا إلى شراكة مع ليترلاند، ولكن للأسف لم يكن لدى Letterland ولا World of Letters القدرة على تطوير منهج كامل باللغة العربية، ولم يهتم أحد بالاستثمار في شركتنا. لقد فشلتُ في سعيي لنشر الكتب، وللأسف لم أملك ما يكفي لتحقيق هذا الحلم.

ومع ذلك، لم تكن هذه المبادرة فاشلة بالكامل؛ حيث أصبحت World of Letters الذراع الرئيسي للبحث والاستشارات للوكالات المانحة لمساعدة وزارة التعليم في تطوير برنامج مبتكر في التربية البيئية. منذ عام 2006 حتى عام 2010، أصبحت World of Letters شركة استشارية تقبل مشاريع بحثية صغيرة. بما في ذلك برامج ECE التجريبية في المدارس العامة.

JoWomenomics:

عدت من الولايات المتحدة بعد أن أنهيت برنامج الماجستير في جامعة ديوك. كنت شابة طموحة حينها لديها الكثير من الأحلام. إلا أن اكتشفت أن قوانين الأردن منعتني من متابعة أحلامي! حيث تحظر المادة 69 من القانون الأردني على المرأة بعض المهن؛ وأحدها العمل في مجال الجيولوجيا. كنت أتعاطف مع النساء بشكل عام وخاصة اللواتي لم يستطعن ​​العثور على وظائف بسبب القيود الاجتماعية والاقتصادية. تحول هذا التعاطف إلى إصرار على محاولة إحداث فرق؛ مما دفعني إلى المساعدة في إنشاء برنامج التعليم من أجل التوظيف في الأردن عام 2006.

كنت الرئيس التنفيذي المؤسس. وبدأت أول برنامج تدريب موجه حسب الطلب في الأردن للمساعدة في توظيف النساء. ثم بعد 8 سنوات؛ وجدت أن 30٪ فقط من النساء قبلن هذه الوظائف. وأن المشكلة لا تتعلق فقط بالعثور على وظيفة؛ ولكن من أجل التأثير كان يجب أن أغير بشكل أكبر وحقيقي أيضاً؛ و ذلك من خلال تغيير عقلية المجتمع بحد ذاتها والتي تتحكم في قبول المرأة الوظائف.

بدأت أفهم المجتمع الذي أعيش فيه، والمشاكل التي تواجه الشباب والشابات. وكيف اختلطت آمالهم وطموحاتهم بالعجز واليأس؛ لعدم قدرتهم على أن يصبحوا أعضاء نشطين اقتصاديًا في المجتمع. تواجه المرأة في الأردن قيودًا قانونية بالإضافة للقيود المجتمعية للحصول على وظيفة. هنا قررت أن الوقت قد حان بالنسبة لي للابتعاد عن EFE وفتح JoWomenomics. وهي منظمة غير ربحية تأسست على فكرة تغيير عقلية الأفراد. مثل أرباب الأسر والقادة للسماح للمرأة بالوصول والتنقل.


ما هو شعورك حيال وضع المرأة في الأردن ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل عام. كيف وجدت مساحتك الخاصة؟

أجد أن الوطن العربي لديه الكثير من الحواجز التي تعيق المرأة في التطور الوظيفي. لكن النساء اللواتي يملكن العزيمة والقدرة على إزالة هذه الحواجز؛ يصبحن ناجحات ويخرجن أفضل ما لديهن ويتفوقن في مجالاتهن. وهناك الكثير من الأمثلة وقصص نجاح رغم كل الصعاب.
كان الدعم الأكبر طوال مسيرتي المهنية في محيطي من النساء. بالإضافة إلى ظهوري على التلفزيون ووسائل الإعلام في الأردن إلى جانب معارفي من الخارج؛ كل هذا ساعد في منحي المصداقية والإنتشار. أعتقد في النهاية أن بيئة الأردن تدعم ريادة الأعمال الاجتماعية. وبالتالي؛ بمجرد أن تمكنت من العثور على رسالتي وتحقيق النجاح، وجدت أن بيئة الأردن ساعدتني في الوصول إلى ما أصبو له.

مجتمعنا يهيمن عليه الذكور ولا تزال المرأة تواجه أنواعًا مختلفة من التمييز. كيف حاربت هذا وهل هنالك حادثة تودين مشاركتها يمكن أن تثقف النساء الأخريات؟

تخرجت بدرجة الماجستير وعدت إلى أرض الوطن بأحلام كبيرة وحصلت على أول وظيفة في مجال الجيولوجيا. كنت الأنثى الوحيدة في هذا المجال لقلة الخبرات فيه؛ وعليه عملت في مختبرات التنقيب عن النفط التابعة لسلطة الموارد الطبيعية (NRA) في الأردن.

كان التحدي أن مديري كبيراً في السن حيث كان يطلب مني الاستقالة يومياً؛ حتى يتمكن رجل من شغل وظيفتي. وكان يقضي ساعات طويلة يشرح لي مخاطر ترك المرأة منزلها للعمل! وأن ذلك ليس من قيم المجتمع الأردني، وأن الرجال أقوى وعليهم أن يسيطروا بينما يجب على النساء طاعتهم. كنت أستمع بفارغ الصبر على أمل أنه سيغادر بعد ذلك وأعود إلى عالمي من بناء البيئة النهرية تحت الأرض التي كانت موجودة منذ ملايين السنين. كان طموحي هو العثور على الغاز الذي من شأنه أن “يضيء” البلد الفقير بالنفط ويحل أزمة الطاقة لدينا. ازداد كفاحي سوءًا عندما قدمت تقريري الأول إلى المدير العام، يومها غضب رئيسي المباشر ومنعني عن العمل الميداني وأوكل لي العمل المكتبي فقط! حينها قررت الإستقالة وبدأت البحث عن مكان أستطيع به خلق تغيير حقيقي في المجتمع.

هناك اتهام بأن “النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا غير قادرات بما يكفي على قيادة الاقتصاد والأعمال”. ما رأيك في ذلك؟

بالرغم من عدم تكافؤ الفرص المتاحة للمرأة العربية في جميع جوانب الحياة مثل التنقل والتعليم والسماح لهن بالعمل في مهن وأوقات معينة، فقد أثبتت النساء في الشرق الأوسط أنهن قادرات على قيادة الاقتصاد والأعمال ونجحن في كثير من المجالات على أعلى المستويات.

ما هي نصيحتك للأمهات حول كيفية اتخاذ خطواتهن الأولى نحو ريادة الأعمال؟

نصيحتي للأمهات لضمان قدرتهن على العمل والنجاح كرائدات أعمال:

  1. توفير نظام دعم قوي: يجب أن تحصل الأمهات على دعم الأشخاص من حولهم للتخفيف من المصاعب التي يواجهنها في المنزل والعمل، وأهم دعم يجب أن يكون من المقربين مثل الزوج والوالدين والأطفال. يجب أن نعلم الأطفال في سن مبكرة أن الأم والأب متساويان ولا توجد “أدوار أو واجبات محددة” مخصصة لأي منهما بحكم الجنس، أي أن كلاهما مسؤول عن الأطفال، من جميع النواحي “المالية والواجبات المنزلية والتعليم”.
    2- شبكة دعم نسوية تملك نفس الأفكار والطموحات: من المهم جداً مشاركة تجربتك والتعلم من نجاحات وإخفاقات نساء أخريات، يعمل ذلك على زيادة الوعي لدى النساء وتقديم الدعم والنصح من خلال مشاركة قصص من الواقع، هناك مقولة مفادها “الإنسان يشبه من يصادق” فإن صاحبتي 5 رياديات ستكونين سادستهم.

تابعي المزيد من قصص الأمهات الرياديات على مدونة أمهات بالتالي:

ريما دياب ريادية مجتمعية تؤسس أول منظمة غير ربحية للذكاء الاصطناعي 

منى لطوف رائدة أعمال أردنية وأم لثلاث بنات

2 تعليقات

  1. […] ميادة أبو جابر ريادية مكنت المرأة في سوق العمل […]

  2. […] ميادة أبو جابر ريادية مكنت المرأة في سوق العمل وصاحبة م…تحرير: ربا أبو شمعة […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0