نصائح للتركيز خلال العمل من المنزل للأمهات العاملات

نواجه وقتاً عصيباً على جميع الأصعدة، فانتشار فيروس كورونا غيّر حياتنا من جميع النواحي. استعضنا عن الحياة بحياةٍ أخرى لا تشبه تلك التي ألفناها وأحببناها. ولأننا نحب كرتنا الأرضية قررنا قبول التحدي! تحول التعليم لتعليمٍ عن بعد، وأصبح العمل من المنزل حقيقة أخرى علينا تقبلها والتصالح معها. يتعامل الأفراد مع تحدياتٍ عديدة سببها العمل عن بعد، وانعكس الأثر السلبي لهذه التحديات على الأم العاملة التي تواجه متاعب للتوفيق بين عملها في البيت وخارجه؛ الأمر الذي نتج عنه التوتر وقلة الإنتاجية والإحباط، حتى اضطرت العديد من الأمهات لترك أعمالهن.

قمنا بالعديد من الأبحاث التي من شأنها مساعدة الأم العاملة عن بعد، عبر تقديم بعض النصائح التي تسهّل مهمتها قليلاً. إليك عزيزتي الأم بعض نصائح العمل من المنزل، وتذكري دائماً أنك قوية وأنك تستطيعين وأن هذا الوقت سيمضي.

1. اجعلي عادة الاستيقاظ باكراً عادة أساسية

فالاستيقاظ باكراً وقبل جميع أفراد المنزل؛ يتيح لكِ قضاء بعض الوقت الخاص بك. سواء أمضيت هذا الوقت بشرب القهوة أو كتابة المذكرات؛ سينعكس بشكل إيجابي على انتاجيتك خلال اليوم. قدم الكاتب جيمس كلير في كتابه Atomic Habits؛ بعض النصائح التي تساعدكِ على الاستيقاظ باكراً. كأن تعقدي النية على موعد الاستيقاظ منذ الليلة السابقة للمساعدة على الاستيقاظ بالوقت المحدد. كما ينصح باستخدام نظرية الخمس ثواني، بأن تمنحي نفسك خمسة ثواني فقط للنهوض، قومي بالعد بشكل عكسي  5 4 3 2 1؛ وعند الوصول للرقم واحد انهضي دون تفكير!

وأيضاً قدمت المدونة برديس سميرات عبر مدونتها “مشروع برديس“؛ نصائح للاستيقاظ باكراً. فالتخطيط لهذه الخطوة يبدأ منذ الليلة السابقة؛ بأن نخفف من استخدام الشاشات وأن نخلد للنوم بوقتٍ يتناسب مع وقت الاستيقاظ المحدد. كما تنصح بإسكات الصوت الضبابي الصباحي، الذي يخبرنا باستمرار أن السرير دافئ وأنه لا ضير من النوم لبعض الوقت الزائد. وأيضاً محاولة الاستيقاظ في نفس الوقت كل صباح يساعد على ترسيخ هذه العادة.

2. اختيار غرفة مناسبة للعمل من المنزل

هل تفضلين تخصيص غرفة هادئة ذات إضاءة جيدة؛ تسمح لكِ بالتفاعل مع عملكِ بشكل مناسب؟ أو العمل وأنت مستلقية في فراشك أو على أريكة مريحة؟ تنصحكِ صحيفة Sucess الإلكترونية؛ أن تقومي باختيار البيئة التي تغذي إبداعك وتناسب شخصيتك. لا يوجد قوانين لبيئة العمل من المنزل بل كل ما عليكِ القيام به؛ هو أن تجدي أفضل بقعة تناسبك وتبدأي منها. كما ومن الطبيعي جداً أن تقومي بتغيير بقعة عملك أكثر من مرة خلال اليوم الواحد؛ فأحياناً نحتاج للهدوء والتركيز، وأحياناً أخرى نحتاج إلى بيئة تحفز الإبداع لدينا.

3. جدي زميلة عمل!

يعتقد البعض أن العمل دون إلهاء الزملاء يزيد من التركيز والإنتاجية؛ ولكن للدكتورة Thuy-vy Nguyen رأي آخر! تدرس الدكتورة تأثيرات العزلة على الأفراد في جامعة دور هام البريطانية، وترى أن الآثار النفسية للعمل من المنزل لفترات طويلة غالباً ما يتم تجاهلها؛ على الرغم من كونها عاملاً أساسياً للرفاهية العقلية، وتؤثر بشكلٍ مباشر على فاعلية الفريق. وتقول:

“لقد اعتدنا على التفاعل الاجتماعي إنه يسهل التعاون والتقارب”.

فالأفضل أن تعملي على سد هذه الفجوة؛ بإيجاد صديقة أو زميلة عمل تعمل في مكانٍ آخر وتمر بنفس تجربة العمل عن بعد، للتواصل معها عندما تشعرين بحاجة الحديث لشخصٍ ما. ولا ضير أن تكون المحادثة عبر التطبيقات التي تتيح استخدام الصوت والصورة بدلاً من الدردشة الكتابية.

4. حافظي على جدول منظم أكثر من المعتاد

سجلي في هذا الجدول ما عليكِ القيام به خلال كل ساعة من ساعات اليوم، ونظمي المهام المنزلية المترتبة عليكِ فيه واتبعيه بدقة. الأمر الذي سينظم يومك كله وسيساعدك على تخفيف التوتر الذي تشعرين به وبالتالي سيزيد إنتاجيتك.

قال الدكتور “مات هوغي” الكاتب في تطبيق Slack ومبتكر مدونة Metafilter لصحيفة التايم:

“إحدى النتائج التي توصلنا إليها في محاولاتنا لفهم العزلة؛ أن الوقت الذي يقضيه الشخص بمفرده يكون أفضل إذا كان منظماً بشكلٍ جيد”.

5. قنني استخدام التكنولوجيا

لا شك بأن التكنولوجيا سلاحٌ ذو حدين؛ فهي تسهل حياة الأفراد بشكل كبير، ولكنها وبنفس الوقت تعتبر من أكبر الملهيات التي تعيقهم عن أعمالهم وتأخرهم عن خططهم. فقد أظهر استطلاع قامت به Careerbuilder وشمل ألفي موظف في الولايات المتحدة الأمريكية؛ أن الملهيات تشمل الهواتف الذكية (49%)، والإنترنت (38%)، ووسائل التواصل الاجتماعي (37%).

يمكنكِ سيدتي أن تأخذي هذا القرار بكل سهولة بأن تقومي بالتالي:

• إلغاء التنبيهات الخاصة بتطبيقات الهاتف.
•  تحديد استخدام الجهاز الذكي في وقت استراحتكِ فقط.
•  الاستعانة بإحدى التطبيقات التي تساعد على تقنين استخدام الهاتف مثل تطبيق AppBlock؛ الذي يساعدكِ على اغلاق المواقع التي تعتبرينها مصدر إلهاء بشكلٍ مؤقت.
• تقنين استخدام التكنولوجيا يحافظ على الوقت والتركيز خلال فترات العمل.

المصدر

6. اختاري أصدقائك بذكاء وابتعدي عن الأشخاص السلبيين

هل سمعتِ بالعدوى السلوكية؟ العدوى السلوكية هي ميلنا إلى تقليد ما يفعله الآخرين من المحيطين بنا دون أن ندرك ذلك. فلو أردتي الحفاظ على تركيزك وزيادة إنتاجيتك وتحسين أدائك؛ أحيطي نفسك بدائرة معارف يفعلون ذلك أيضاً.

ذكر مدرب الطاقة الحيوية دكتور إيهاب الحمارنة بفيديو تحت عنوان “كيف تحمي نفسك من مصاصين الطاقة“؛ أن معدل دخل الشخص مرتبط بأكثر خمس أشخاص يقضي وقته معهم؛ لأن الأشخاص يميلون دون وعي لتقليد المحيطين بهم. مرجعاً ذلك إلى حقيقة أن العقل الباطن يقوم بنسخ طاقة وتصرفات الأشخاص المحيطين به؛ حتى يستطيع التناغم معهم. لذلك؛ حاولي انتقاء الأشخاص الذين يتصفون بالصفات التي تسعين لاكتسابها، وبعيداً عن الأشخاص السلبيين الذين يعيقون أدائك وتطورك.

7. قدمي الاقتراحات التي تعزز العلاقات بين الموظفين عن بعد في الشركة التي تعملين بها

تعتمد زيادة الإنتاجية والإبداع بالعمل على تعزيز العلاقات بين موظفي الشركة الواحدة. فقد توصل الأستاذ المشارك بكلية هارفارد للأعمال بريثويراج شودوري، والذي يدرس العمل عن بعد والعلاقات بين الجغرافية والإنتاجية؛ إلى أهمية عمل أنشطة جماعية لكل العمال حتى لو كانت عن بعد، مشيراً إلى أن هذه الأنشطة تعزز التقارب وتنعكس على الإنتاجية.

فمثلاً قدمي اقتراحاً لتوفير تطبيقات معينة تتيح للموظفين التواصل سوياً. أو اقتراحاً لعمل نشاطات جماعية يختبرها الموظفين عن بعد في نفس الوقت.

قال شودري عن إحدى المديرات في مكتب براءات الإختراع الأمريكي:

“كانت تطلب نفس البيتزا ليتم تسليمها في نفس الوقت حتى يتمتع الفريق بتجربة الترابط هذه؛ التي تشعر الموظفين أنهم فريق واحد”. معززاً ذلك بقوله: “هذا هو مستقبل العمل. لذلك لا يمكننا الاستمرار في القيام بالأشياء بالطرق القديمة المألوفة. علينا إختراع أفكار جديدة.”

المصدر

اقرأ أىضاً قنوات الاتصال الرقمي وآداب استخدامها في العمل عن بعد