تحتفل العديد من البلدان الأوروبية بعيد الاب، في يوم الأحد الواقع في الأسبوع الثالث من شهر حزيران. ثم انتقل هذا التقليد رويداً رويداً إلى عالمنا العربي، حيث تبنت العديد من العائلات هذا الاحتفال، لتعبر للزوج والأب عن مدى حبهم وتقديرهم له. لا يرتبط الاحتفال بعيد الاب بدين أو جنسية أو ثقافة معينة؛ فالأب هو الأب! وقد تم تقديره في كل الديانات والثقافات والجنسيات. نحن لا نتحدث هنا عن عيدي رسمي أو ديني أو قومي، وإنما نتحدث عن يوم مميز، وعن وقت يحتفل فيه الأطفال بآبائهم، لإعلامهم بمدى تقديرهم لهم. وهو وقت تحتفل به السيدات بأزواجهن، للتعبير عن حبهن وعن تقديرهن للدور الرائع الذي يقوم به الزوج في حياة عائلته. لم يتم تقبل هذا احتفال عيد الاب في البداية، وخصوصاً في مجتمعنا العربي. ولكن مع مرور الوقت؛ تعلمنا أكثر عن دور الأب الفعال في حياة عائلته، ومدى تأثيره على أبنائه بشكل إيجابي.
لماذا نحتفل بعيد الاب؟
على الرغم من الجدل حول عيد الاب، وعلى الرغم من اعتباره يوماً جميلاً تحتفل به العائلات سوياً؛ إلا أن هناك سبباً وجيهاً لإظهار الحب والتقدير لآبائنا. ففي أوائل القرت العشرين، لم يُمنح الأب التقدير الذي يستحقه، ولم ينسب له أي فضل في التأثير الذي أحدثه في حياة أطفاله. في الواقع؛ ركزت معظم الدراسات النفسية والمتعلقة بالأمومة والأبوة، على عمل أبحاث خاصة بالأمهات، وقد تم استثناء الأب ودوره من هذه الأبحاث والدراسات، دون قصد ربما!
بعد ذلك؛ انقشعت الغمامة، وبدأ علماء النفس بإدراك أهمية الأب وأهمية دوره في حياة أطفاله. فبدأت الأبحاث والدراسات المتعلقة بالأب تظهر رويداً رويدا. حيث أظهرت واحدة من تلك الدراسات، أن الأطفال الذين لديهم أب منخرط في حياتهم وفي تربيتهم، قد يشعرون بالأمن العاطفي بصورة أكبر. وأيضاً قد يشعرون بالثقة المطلقة التي تدفعهم لاستكشاف محيطهم. ثم ومع تقدم هؤلاء الأطفال بالعمر؛ سينشؤون روابط اجتماعية أقوى وأمتن وأفضل. كما وجدت هذه الدراسة، أن انخراط الأب بالعملية التربوية، يؤثر على المهارات الفكرية والأكاديمية واللفظية لدى الأطفال والمراهقين بشكل إيجابي. المصدر
بالإضافة إلى ذلك..
انخراط الأب في حياة أطفاله، له تأثير إيجابي رائع على مهارات الطفل كما ذكرنا سابقاً. كما أن انخراط الأب في العملية التربوية، يؤثر بشكل رائع على سلوك أطفاله ومشاعرهم. نعم الأم هي أهم شخص في حياة الطفل، خصوصاً في فترة الطفولة المبكرة، ولكن هذا لا يعني اغفال دور الأب المهم والفعال بتقديم الرعاية لأطفاله. وكما نرى الآن في الزمن الحالي، انخرطت السيدات في سوق العمل جنباً إلى جنب مع الرجال، مما أدى إلى انخراط الأب بالعملية التربوية بشكل أكبر على الجانب الآخر.
فبدلاً من حصر دور الأب فقط بإعالة الأسرة مادياً، أصبح دوره اليوم هو التأثير بشكل إيجابي على حياة أطفاله وعائلته، وتوفير احتياجاتهم وقضاء وقت رائع معهم، بالإضافة لمشاركته حتى بالأعمال المنزلية. لهذا نحتفل بعيد الأب!
شخصياً
لا يرى والدي أي ضرورة لتخصيص يوم للاحتفال به! مع ذلك، أقوم كل عام بتذكره في هذا اليوم، أحاول أن أحترم رغبته بعدم الاحتفال، ولكني في نفس الوقت أقوم بتدليله أكثر قليلاً من باقي الأيام. عيد الأب عيد مميز لي أنا كإبنة، أستشعر عظمة هذه النعمة المتمثلة “بالأب”. أرى شيباً قد زاد في رأسه، وتجاعيد قد تناثرت على وجهه، وبقعاً بدأت تغطي يديه! فكيف لا أقدر هذا البطل المعطاء اليوم وكل يوم؟ وهو من أفنى عمراً لإسعادنا فقط!
من ناحية أخرى؛ أشجع أطفالي على الاحتفال بوالدهم وتقديره في كل يوم، فنحن عائلة تعشق الاحتفالات الصغيرة هذه! وفي يوم الأب، أخبر أطفالي أن اليوم هو عيد الأب، نصنع معاً بطاقات معايدة يدوية الصنع، ونخبز كعكة شهية، ونحضر هدية رمزية تعبر عن حب أطفالي لوالدهم، دون أن أشمل نفسي بهذه الهدية! ونعم؛ أرى نظرة الفرح الغامرة بعيون زوجي، وأفرح لذلك.
أفكار الاحتفال بعيد الاب
- ابدئي اليوم بتحضير إفطار بابا المفضل بمساعدة أطفالك، وقدميه له مع مشروبه المفضل من القهوة أو الشاي. ثم تناولوا وجبة الإفطار كعائلة، وحدثيه بما يحب أن يتحدث. من الرائع أن تتسلل الحميمية والمشاعر الدافئة إلى حديثكما.
- هيئي له أجواءً مريحة، وشجعيه على الاسترخاء في فترة ما بعد الظهر. من الرائع أن تقومي بأداء بعض مهامه في هذا اليوم إن استطعتِ، كتوصيل الأطفال إلى المدرسة، أو القيام بحصته من الأعمال المنزلية.
- إخبزي مع أطفالك قالباً من حلوى بابا المفضلة، شجعي أطفالك على تقديمها لوالدهم، والتعبير عن مدى حبهم لبابا، ومدى سعادتهم بالوقت الذي يقضونه معه. فنحن نعتقد أن الأمهات عاطفيات، لكن الآباء يحبون أن يسمعوا مدى حب أطفالهم لهم ولماذا يعتقدون أن آبائهم رائعون. إنهم يحبون أن يكونوا الأبطال الخارقين في القصة!
- اجعلي من هذا اليوم يوماً مميزاً يحتوي على ذكريات رائعة. من خلال نزهة عائلية، أو غداء مميز، أو حتى مشاهدة فلم بابا المفضل.
- تذكري أن تشجعي أطفالك على إعداد هدية يدوية الصنع لوالدهم، فهدية من هذه الأيدي الصغيرة، ستؤثر فيه بشكل كبير. يحتفظ زوجي بكل كروت المعايدة والآشكال السلكية والصور الفنية التي يعدها أطفالنا له، وكأنها أغلى كنوزه!
أما أنت عزيزي القارئ،
يمكنك الاحتفال أيضاً بوالدك من خلال العديد من الطرق والوسائل!يمكنك شراء هدايا خاصة له، أو اصطحابه لمشاهدة فيلمه المفضل، أو منحه يوماً هادئاً في الطبيعة برفقتك، أو حتى تنظيم حفلة شواء عائلية يقودها هو. أيضاً يمكنك ببساطة أن تخبره عن مدى روعته!
إن كنت مغترباً، أو تعيش بعيداً عن والدك؛ يمكنك ترتيب مكالمة فيديو جماعية وخاصة بك أنت وإخوتك مع الوالد فقط. وإن كان والدك لا يفضل الاحتفال بعيد الاب، فقط عبر له عن حبك بشكل زائد في هذا اليوم. خصص زيارة له، إخلق حديثاً لطيفاً معه، ساعده بأي مهام أو أعمال متراكمة عليه، حدثه عن مدى فخرك بكونك ابنه، ودون أن تربط كل هذا بعيد الاب.
أما إن كان والدك متوفياً؛ فتذكر أن تتصدق عن روحه وتدعو له، وتخبر قصصاً رائعة عنه وعن أعماله الطيبة. استشعر الأثر الطيب الذي زرعه والدك في داخلك في كل وقت، وازرع بدورك هذا الأثر في أطفالك. تذكر عملاً نبيلاً واحداً على الأقل، كان والدك ملتزماً به – كفالة يتيم مثلاً – ثم داوم عليه بدورك، واشرح لأطفالك أن جدكم كان يقوم بهذا العمل، لهذا السبب أنت تقوم به، بل وانقل هذا العمل النبيل وأثره لأطفالك أيضاً، لتبقى ذكرى والدك الطيبة تتناقل عبر الأجيال.
حقائق لا نعرفها عن عيد الأب - كلنا أمهات
يونيو 20, 2021 في 12:49 م[…] اقرأ أىضاً أفكار للاحتفال بيوم الأب – لماذا نحتفل به… […]