في ظل نمط حياتنا المتسارع والمليء بالمهمات والتحديات قد نعتقد أن التوازن أمر شبه مستحيل، ولكن في قصة اليوم سنتعرف على آية التي حولت التحديات لفرصة للتغيير ووجدت في الرياضة ملاذها الآمن ليس فقط في تحسين صحتها الجسدية بل لتحسين كل حياتها وحياة الأمهات العاملات الأخريات عبر تحدي” تحدي حالك مع آية” والذي يهدف لتشجيع الرياضة للنساء من المنزل والموجه للأمهات.
عرفينا على نفسك
اسمي آية، أم لطفلتين جميلتين تدعيان تايا وفايا، من فلسطين وكأي أم عاملة، حياتي مليئة بالتحديات والمسؤوليات، أعمل بدوام كامل من الساعة الثامنة صباحًا حتى الرابعة، وكاتبة محتوى أحب عملي وأستمتع به، لكنني دائمًا أشعر وكأنني أعيش في سباق مع الزمن. يومي مزدحم للغاية، من لحظة استيقاظي في الصباح حتى نهاية اليوم عندما أضع رأسي على الوسادة.
أخبرينا عن تحدي” تحدي حالك مع آية” الذي وجهتيه للأمهات لتشجيعهن على ممارسة الرياضة من المنزل واتباع نمط غذائي صحي.
لفترة طويلة، كنت أشعر أنني أدور في حلقة لا تنتهي؛ أتنقل بين متطلبات العمل، ورعاية طفلتيّ، والاهتمام بمنزلي، دون أن أجد وقتًا لنفسي. ووسط كل هذا الانشغال، بدأت ألاحظ أنني أهملت صحتي. آلام ظهري أصبحت جزءًا دائمًا من يومي، وكنت أتعامل معها وكأنها أمر لا مفر منه، حتى أصبحت تلك الآلام غير محتملة. كنت أعتقد أنني لا أملك خيارًا سوى التحمل، وأنني ببساطة ليس لديّ وقت للإهتمام بنفسي.
لكن في بداية عام 2023، جاءت لحظة قررت فيها أنني يجب أن أضع نفسي وصحتي في المقدمة. تلك اللحظة كانت نقطة التحول في حياتي، عندما قلت لنفسي: “كفى! حان الوقت للتغيير.” قررت أن أبدأ ممارسة الرياضة من المنزل كوسيلة لتحسين صحتي، لكنني كنت قلقة؛ كيف سأتمكن من التوفيق بين التمارين وجدولي المزدحم؟ كيف سأجد الطاقة بعد يوم طويل من العمل والعناية بأطفالي؟ لذلك قررت أن أبدأ بتدريبات أونلاين. واخترت مدربًا متخصصًا يستطيع أن يوجهني ويدعمني من خلال تدريبات مخصصة تناسب وقتي واحتياجاتي. كان الأمر صعبًا في البداية، فقد شعرت بأن جسدي يعترض على هذا التغيير الجديد، وكان من السهل أن أستسلم. لكن كان لدي دافع قوي جدًا؛ أردت أن أكون نموذجًا لأطفالي، وأن أُريهم أن الاهتمام بالصحة واللياقة هو جزء مهم من الحياة.
كيف ساهم التحدي في دخولك مجال صناعة المحتوى؟
مع مرور الأسابيع، بدأت أرى نتائج ملموسة. لم تكن التغييرات في البداية مرتبطة بمظهري فقط، بل كانت تتعلق بالطاقة الإيجابية والثقة بالنفس التي بدأت تنبض في داخلي. بدأت أشعر أنني أقوى وأكثر تحملاً، ليس فقط من الناحية الجسدية، بل من الناحية النفسية أيضًا. لقد أصبحت أكثر قدرة على مواجهة تحديات يومي، وأكثر مرونة في التعامل مع مشاغل الحياة اليومية؟
قررت حينها أن أشارك رحلتي مع العالم، ليس فقط لأوثق نجاحاتي، ولكن لألهم الأمهات الأخريات اللواتي قد يشعرن أن التغيير أمر مستحيل في ظل انشغالهن بالحياة اليومية. بدأت في كتابة تجربتي على منصات التواصل الاجتماعي، حيث كنت أشارك لحظات الفشل والنجاح، وأتحدث بصراحة عن الصعوبات التي واجهتها وكيف تغلبت عليها.
من هنا وُلد تحدي “حالك مع آية” على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو تحدٍ صحي قمت بإطلاقه بهدف مساعدة وتشجيع النساء لممارسة الرياضة في المنزل لتحقيق أهدافهن الصحية واللياقة البدنية. كان التحدي عبارة عن برنامج يشجع المشاركات على تغيير عاداتهن الغذائية والبدنية بشكل تدريجي ومستدام. لم أكن أتوقع التفاعل الكبير الذي حظيت به، ولم أكن أدرك حينها أن رحلتي الشخصية ستتحول إلى حركة ملهمة تضم العديد من النساء اللاتي يدعمن بعضهن البعض.
ما هو الأثر الذي تركه هذا التحدي على حياتك وعلى علاقتك بالأمهات الأخريات؟
هذا التحدي لم يكن مجرد وسيلة لخسارة الوزن، بل كان مجتمعًا حقيقيًا من النساء اللواتي يشاركن تجاربهن ويشجعن بعضهن البعض على الاستمرار في رحلاتهن نحو حياة أفضل. أصبح كل إنجاز صغير لأي مشتركة في التحدي مصدر إلهام لباقي المجموعة، وتحولت قصتي إلى قصة تحفيز ومشاركة ودعم متبادل.
من كان الداعم الأكبر لكِ في مواجهة التحديات في تلك الفترة؟
الفضل الأكبر في دعمي خلال هذه الفترة يعود لزوجي وعائلتي. لم يكن دعمه مجرد كلمات تشجيع؛ بل كان يساندني بشكل فعلي، حيث كان يتولى رعاية تايا وفايا أثناء جلسات التمرين الخاصة بي، ويحرص على أن يخلق لي الوقت الذي أحتاجه للتركيز على نفسي. كان هذا الدعم من جانبه ومن جانب عائلتي لا يُقدر بثمن. كان شعوري أنني لست وحدي في هذه الرحلة، وأن لديّ من يساندني مهما كانت التحديات كبيرة.
رسالة توجهينها للأمهات ممن لم يتخذن الخطوة الأولى في التغيير بعد.
رسالتي لكل أم تقرأ هذه الكلمات وتشعر أن الوقت لا يسعفها للعناية بنفسها: “لا تدعي ضغوط الحياة اليومية تمنعكِ من أن تكوني النسخة الأفضل من نفسك. التغيير يبدأ بخطوة صغيرة، ولا يهم كم هي بسيطة تلك الخطوة. أنتِ تستحقين الاهتمام بنفسك تمامًا كما تهتمين بكل شيء آخر. ضعي صحتك في المقدمة، ليس فقط من أجلكِ، ولكن من أجل عائلتكِ وأحبائكِ. تذكري دائمًا أن الحب والرعاية التي تعطينها لنفسك ستنعكس على كل من حولك. يمكنكِ تحقيق ذلك، وأنا هنا لأشارككِ رحلتكِ.