العمل في الصحافة ليس أمراً سهلاً بطبيعة الحال، فكيف إذا كانت من تعمل بها أماً وفي دولة تخضع للإحتلال ويمارس ضد الصحافة انتهاكات بشكل شبه يومي؟
قصة اليوم مع الأم الصحفية راما يوسف. لنتعرف عليها وتذكر لنا رسالتها في العمل ومواقف صعبة وطريفة عاشتها كصحفية وأم. لتكون ملهمة لكل امرأة في العالم العربي. مع تقديم خالص الشكر لها على مشاركتها لقصتها عبر موقع كلنا أمهات.
1. عرفينا عن نفسك
راما يوسف. عمري 31 سنة أم لطفل واحد اسمه جولان متزوجة من أربع سنوات وأسكن مدينة القدس.
تخرجت من جامعة القدس عام 2014 تخصص صحافة وإعلام.
أعمل حالياً مراسلة للتلفزيون الأردني، وأعمل أيضاً في مجال صنع المحتوى على الساب ميديا وأقدم خدمات التصوير والمونتاج وصنع فيديوهات قصيرة عن قصص نجاحات نساء والصعوبات التي تواجههم.
عملت سابقاً مع أكثر من جهة منها: BBC عربي، وقناة الجزيرة.
2. تتشابه الصحافة مع الأمومة، في أنها بحاجة لأن تكوني جاهزة لأي طارئ أو تغيير ومتابعة وتركيز بشكل كامل. كيف تستطيعي التوفيق بينهما؟
فعلاً يتشابهان كثيراً. مثلاً خلال الفترة الماضية والحرب الأخيرة على غزة احتجت للتواجد في العمل لساعات متأخرة وطويلة. بكل صدق مهمة الأمومة هي مهمة شاقة جداً وبلا شك الصحافة أيضاً. السر في التوافق ما بين العمل والبيت والأمومة، تحديداً هي في التنظيم وتقسيم الوقت والمهام وتشاركها مع الزوج الذي يشكل الدرع المنيع المساند للأم الصحفية دوماً وتحديداً في فترة الحروب والتغطيات.
أنا اعتمادي الكلي في فترة التغطيات الطويلة والساعات المتأخرة هي على زوجي وأيضاً أسرتي الذين يدعمون فكرة تواجدي وعملي ومساعدتي في هذه الحالات في المهمات المتعلقة في طفلي.
3. هل بإمكانك ذكر موقف طريف حصل معك يتعلق بالعمل وجولان؟
نعم هناك كثير من المواقف، خاصة عندما يتواجد جولان في نفس مكان العمل، ففي إحدى المرات أتى وبدأ بالنداء علي وكان صوته ظاهر خلال التصوير واضطررنا لإرسال التقرير كما هو مع صوت جولان!
4. علمنا أنكِ تعرضتي لإصابة جسدية أثناء تغطية المواجهات في أحداث الشيخ جراح عام 2021. هل فكرتي بتغيير وظيفتك أو ترك وظيفتك وقتها؟ ولماذا؟
طبعاً فكرت كثيراً في الموضوع لأنه بعد أن أصبحت أماً تضاعفت المهام وتضاعفت المخاوف على نفسي بسبب تفكيري في ابني.
بعد الإصابة حاولت مراراً الانتقال للأعمال المكتبية وتغيير مجال العمل قليلاً. لكني بكل صدق لم أجد نفسي سوى في العمل الميداني.
ولكن الآن أنا حريصة بشكل أكبر اثناء التغطيات وأحاول عدم التواجد بشكل مباشر أثناء التغطيات الميدانية التي تحتوي على مواجهات مع الاحتلال بشكل أخص.
5. نصائح تقدميها للأم العاملة تحافظ على صحتها النفسية من تجربتك.
أنصحها بالاستمرار في العمل خارج المنزل وعدم الانصياع لضغوطات المجتمع وبعض التجريح. حقيقة بأن الأم لا تعطي من وقتها لطفلها ولا من مجهودها الكافي. بالعكس الأمهات العاملات لديهن طاقة أكبر لتقسيم الوقت وتنظيم أمور المنزل والأولاد والعمل خارج المنزل. السر هو المثابرة وعدم التراجع وأيضاً تخصيص أوقات محددة للمنزل والأسرة وأيام إجازات للتعويض عن أوقات العمل الطويلة. وطبعاً التشارك في الحمل مع الزوج بالأخص وعدم تحمل العبء خارج وداخل المنزل لوحدها. ففي تقاسم المهام المنزلية والأسرية أيضاً تخفيف كبير عن كاهل الأم وأيضاً دافع للاستمرار والنجاح والتفوق في العمل فيما بعد.
رسالتي أن الأم تعني العطاء وتعني القدرة الخارقة والطاقة الكبيرة غير المحدودة. باستطاعتنا الاستمرار وتربية أبناء ناجحين وبناء أسرة والنجاح في العمل بنفس الوقت. كل ما يلزمنا التنظيم والتشارك وتقسيم المهام مع الأهل والأصدقاء وعدم الالتفات للنظرة المجتمعية والكلمات الهدامة.
6. في النهاية نطلب منكِ توجيه رسالة لطفلك جولان تحبين أن يقرأها من خلال موقع كلنا أمهات عندما يكبر
أحب عندما يكبر جولان أن يعرف كَم أحبه، وأني أتعب كثيراً وأبذل كل جهدي للسيطرة والموازنة بين كل مسؤولياتي تجاهه وتجاه المنزل وتجاه العمل. وإعطاء كل التزام منهم الوقت الكافي. وأقوم بهذا كله كي يشعر جولان بالفخر تجاهي عندما يكبر. ويباهي بأني أمه وبنجاحاتي التي حققتها في حياتي. وأن يعرف أنه دوماً هو سبب استمراري.
الصحفية راما يوسف.. نشكرك جداً على مشاركتك قصتك عبر موقع كلنا أمهات ولا شك أن كثير من الأمهات بحاجة للتشجيع والاستمرار في عملهن والأمومة معاً وقصتك ستعطيهن هذا التشجيع والدافعية للاستمرار
فريق كلنا أمهات يتمنى لكِ كل التوفيق في حياتك الأسرية والعملية