أمومة في خط الدفاع الأول لفيروس كورونا

قصص نجاح أمهات ملهمات

أمومة في خط الدفاع الأول لفيروس كورونا

WhatsApp Image 2020-05-27 at 8.52.20 PM

بينما نحن قابعين في بيوتنا بأمان واطمئنان في ظل الظروف الراهنة لفيروس كورونا؛ هناك من يحارب لأجل سلامتنا. هذه ليست قصة بطلة خارقة من هوليوود أو ديزني، انها قصة بطلة حقيقية من واقعنا المعاصر؛ تركت راحتها وأمانها وأطفالها واختارت أن تكون في خط الدفاع الأول لمحاربة وباء كورونا. واجهت خوفها وتخطت التحديات لتكون محاربة من الطراز الأول، محاربة لا تعرف الاستسلام.

حينما سألت سندس ألا تفكرين في الاستقالة من عملك؟ أجابتني: “أشعر بالمسؤولية تجاه العلم الذي درسته بأن أطبقه اليوم في خدمة الإنسانية أولاً، وواجبي تجاه الإمارات الدولة التي احتضتني ووفرت منزلاً لي ولعائلتي ثانياً”.


عرفينا عن نفسك

سندس أم لطفلين (محمد – 6 سنوات) و(زينة – 4 سنوات). حاصلة على درجة البكالوريوس والماجستير في الصيدلة السريرية من الجامعة الأردنية. أعمل حالياً كصيدلانية سريرية في أحدى مستشفيات العزل لمرضى فيروس كوفيد 19 (كورونا)، لدي خبرة 10 سنوات وأعيش في الغربة منذ 8 سنوات.

أنت الآن خط دفاع أول لفيروس كورونا. حدثيني عن شعورك

يصعب علي أن أصف شعوري باختصار. هو مزيج من مجموعة مشاعر خوف وقلق وتوتر وشعور بالفخر وآخر بالنصر! الخوف من الإصابة بلا شك، والهاجس الأكبر بنقل العدوى لأطفالي وخصوصاً أنني أعمل أنا وزوجي في مستشفيات للعزل الصحي لمرضى كوفيد 19 (كورونا). أعيش أجواء من التوتر والهلع والحزن بسبب مخالطة المرضى بشكل يومي، وخاصة حين يفارقنا بعضهم عند تدهور حالتهم الصحية، مما يؤثر على نفسيتنا ويدفعنا للبكاء والانهيار. ونفرح عندما يشفى البعض الآخر ويغادر المستشفى.

أشعر بالخوف من أنني لن أرى والداي قريباً ولا أعلم متى سوف تتسنى لي فرصة السفر إلى الأردن ورؤيتهم مرة أخرى. الخوف يحيطني في بيئة عملي كل يوم. وإلى جانب شعوري بالخوف؛ أشعر بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقي اتجاه المرضى المصابين. بالإضافة للجهد الكبير المبذول لمساندة الزملاء؛ لا أستطيع التغيب مهما كان الظرف. وبالتالي فإن ضغط العمل أصبح مضاعفاً بلا شك.

بالرغم من صعوبة وحساسية الوضع الذي أعيشه حالياً؛ إلا أنني أشعر بالفخر والاعتزاز اتجاه عملي الذي أقدمه. فالأمر لا يقتصر فقط على تأدية الوظيفة على أكمل وجه؛ بل أشعر أنني جزء مهم في محاربة هذا الوباء، وخاصة أنني أتلقى رسائل شكر وتقدير من القيادة العليا لدولة الإمارات. مما يعطيني دافعاً وشعوراً بالإنجاز لما أقدمه من جهود في تأدية واجبي الوطني. كما أنني أؤمن أن العناية الآلهية تحيطنا على الدوام، ولم أفقد إيماني بالله ولا للحظة واحدة. وداومت على الصلاة والدعاء اللذان بدورهما كانا يمداني بالقوة ورباطة الجأش.

 ما هي الخطوات التي اتبعتها للتعامل مع أطفالك؟ وهل شرحت لهم عن الفيروس وسبب غيابك عن المنزل؟

لقد حرصت على أخذ الحيطة والحذر أثناء تأدية عملي. حيث أنني ارتدي الملابس الواقية والأقنعة خلال تواجدي في المستشفى، وأحرص على عدم لمس عيناي وفمي في المستشفى. وأقوم بنزع ملابسي بالكامل فور الوصول للمنزل وأعمل على تعقيم جسدي أيضاً. أما عن توعية أطفالي؛ لقد شرحت لهم طبيعة الفيروس وطبيعة عملي وأنني مضطرة للغياب لساعات أطول عن المنزل بسبب بعد مكان العمل وصعوبة التعامل مع المرض وانتشاره. كان الأمر صعباً في البداية ولكنهم تفهموا الوضع لاحقاً.

تابعي أيضاً على المدونة: دروس إيجابية من فيروس كورونا

كيف استطعت أن توازني بين التعليم المنزلي وبين عملك ومشاعرك كونك خط دفاع أول؟

في البداية شعرت بأن التدريس من المنزل سيكون حملاً ومسؤولية أخرى ستضاف على جدولي المزدحم. ولكن استطعت أن أجد التوازن بين عملي والتدريس المنزلي. وساعدني هذا الأمر على تصفية ذهني قليلاً من الأعباء التي أواجهها في العمل، كنت حريصة على تسليم المتطلبات في وقتها وتحضير جدول أسبوعي للمواد لأقوم بتدريسه لطفلي، والأمر الذي ساعدني أيضاً أن المدرسة كانت متعاونة معي وذلك لظروف عملي الخاصة.

نصيحة توجهينها للأهل في هذه الظروف الصعبة

أنصح الأهل أن يتجنبوا متابعة الأخبار والإشاعات في الوقت الحالي وعدم تتبع زيادة أرقام الحالات اليومية في العالم، فالمهم هو عدد الوفيات ووضع الإصابات وليس عدد المصابين حيث أن الأغلب لا يعاني من الأعراض ويتماثل إلى الشفاء وهذا هو الأهم، كما أنصحهم بمراعاة شعور أطفالهم ومحاولة التخفيف عنهم من خلال الأنشطة المنزلية أو نزهات في السيارة أو المشي في الأماكن البعيدة عن التجمعات والإكتظاظ السكاني مع الحرص على الالتزام بالتعليمات الخاصة بالوقاية من المرض مثل تعقيم اليدين وارتداء الكمامة، فهم أيضاً يتعرضون للضغط النفسي ومحرومون من ممارسة الأنشطة الخارجية ويشعرون بالشوق لأصدقائهم، فدورنا نحن أن نخفف عنهم عزلتهم ونشعرهم بالحب والعاطفة ونعزز وعيهم بالأمور الروحانية مثل التوكل والإيمان بوجود الله معنا وانه سيحمينا لنجتاز هذه الجائحة معاً.


أنابيلا طفلة محاربة بنصف قلب تلهمنا الصبر والقوة

3 تعليقات

  1. رولا
    يونيو 1, 2020 في 5:42 م

    مقال جميل يرفع المعنويات نحن فخورين بك جدا

    1. Mera Horani
      يونيو 4, 2020 في 3:06 م

      شكرا لك على زيارة مدونة أمهات وسعيدين برأيك

  2. […] أمومة في خط الدفاع الأول لفيروس كورونا […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0