كلنا أمهات: قصة نجاح ملهمة | هديل السيد أحمد | من الصيدلة إلى التصميم الجرافيكي

أمومة وتربية قصص أمهات ملهمة

 كلنا أمهات: قصة نجاح ملهمة | هديل السيد أحمد | من الصيدلة إلى التصميم الجرافيكي

hadeel-5-1

عرفينا عن نفسك، من هي هديل؟


أنا هديل السيد أحمد، أم لطفلتين، سابقاً صيدلانية وحالياً مصممة علامات استراتيجية، مؤسسة اتحاد المصممين العرب ومؤلفة كتاب How to design a logo، محبة للتعلم والتعليم.. وعملي في التصميم الجرافيكي كان نقطة التحول في حياتي كاملة.


هديل، في مقابلة لكِ في بودكاست.. تحدثتِ عن تأثير شعورك المستمر بضرورة إنجاز كل شيء تريدينه بشكل “مثالي”، كيف أثر هذا الشيء عليكِ من ناحية إيجابية؟


في البداية، أن تسعى للمثالية في كل أمور الحياة، هو أمر متعب، ولكن ولأننا لن نصل إليها أبداً، فالشيء الإيجابي منها هو السعي للأفضل دائماً ومحاولة الوصول دون توقف.. لذلك كنتُ أبذل كل جهدي لإعطاء أفضل ما عندي.. الأمر الذي جعلني دوماً ما أطمح للمزيد بتحقيق إنجازات متتالية ومستمرة لإثبات ذاتي وتأكيد وجودي لنفسي قبل أي أحد.


هديل، تحدثتِ عن شغفك تجاه هندسة العمارة.. وأنها كانت الطموح الذي تسعين إليه خلال الثانوية العامة، ما الذي حدث؟ وكيف وصلتِ لاختيار الصيدلة؟

اخترت الهندسة بدون شك.. وفعلاً ترتبت الأمور لدراستي لهندسة العمارة في جامعة البتراء، ولكن شاء القدر أن عدد طلّاب الدفعة كان ستة فقط.. الأمر الذي جعل الجامعة تلغي التخصص لأختار تخصص آخر ورغم وجود خيارات أخرى كالتصميم الداخلي.. إلاّ إنه لم يكن معروفاً في ذلك الوقت ولم يكن من المشجع اختياره، فارتأيتُ أنا وعائلتي أن الصيدلة ستكون خياراً أفضل، ورغم أن الجامعة عادت لاستقبال الطلاب بتخصص العمارة بعد فصل دراسي وأكمل الطلاب الستة في الهندسة.. لكنني بقيت أدرس الصيدلة، وأصبحت أستأذن لحضور محاضرات في تخصصات التصميم والعمارة والفنون، وكنتُ مدركة تماماً أن حياتي هنا، في التصميم تحديداً.


بعد التخرج، كيف بدأتْ الرحلة في سوق العمل، وكيف انتقلتِ من الصيدلة للتصميم؟


عملت في مجال الصيدلة لمدة 7 سنوات وكنت قد أحببتُها حقاً ونجحتُ فيها واستفدتُ منها كعلم في حياتي اليومية..لكن لأن الله سبحانه يُقدر الأمور كيف يريد.. كان لدي طفلتي الأولى فقط، وعند حملي بالثانية طلب مني الطبيب الراحة وعدم العمل، حتى لا أخسر حملي وقد حدث الإجهاض بالفعل مرتين سابقتين..وخلال هذه الفترة كنتُ قد بدأت بتعلم التصميم ذاتياً وشاركت في مسابقات وحصدت جوائز كثيرة، ومن أول عميل وبأول دخل شعرت أن هناك شغف للاستمرار والتعلم والعمل في هذا المجال.


كأم عاملة، كيف ساعدك العمل في مجال التصميم على إدارة أمور المنزل والأطفال؟

مع طبيعة حياتي كأم عاملة، فضّلتُ جداً هذا النوع من العمل الذي أستطيع فيه أن أكون مستقلة وقادرة على إدارة أمور المنزل والأولاد، خاصةً بعد ولادتي بطفلتي الثانية التي كانت أغلب الوقت في حضني بينما كنت أعمل على الجهاز، وحقيقةً أنني وجدت أن هذا النوع من العمل لا محدودية فيه، كوني قادرة على تحدي نفسي دائماً والبقاء مستقلة مادياً حتى لو كنت أعمل ضعف من يعمل في المجال كوني لم أدرسه أكاديمياً في الجامعة.


عرفنا أنكِ الآن مسؤولة عن تجمع اتحاد المصممين العرب في فيسبوك، من أي خرجت فكرة هذا التجمع؟


بدأت الفكرة عندما كنتُ مضطرة لأبحث عن إجابةٍ ما خلال مرحلة عملي في التصميم، ولم أجد الإجابة كوني لم أدرس التخصص أكاديمياً كما قلت، ولم أجد أحد من المصممين العرب ليدلني الطريق، فتساءلت لما لا يكون هناك تجمع عربي خاص بالمصممين العرب تحديداً؟


هديل، إحدى أهم إنجازاتك كانت الكتاب الذي طرحتيه مؤخراً، ما فكرة الكتاب؟ ولم اخترتِ اللغة الإنجليزية لكتابته؟

الكتاب هو خدمة ودعم للمجتمع أولاً، كمية الأسئلة التي كانت تُطرح في التجمع كبيرة وتفاصيلية جداً.. ولم أكن أستطع الاكتفاء بشرح الشيء بجملة أو جملتين.. وكنتُ أود أن أُعلّم محبين التصميم الجرافيكي الطريقة والطريق ليبدؤوا في مجال التصميم بمصدر يستطيع إرشادهم. الكتاب سيُدرس في جامعتي، في كليتي التي كنتُ أودُّ أن أدرس فيها، وهو لكل ممارس وهاوٍ للتصميم، مليء بهويةِ التصاميم العربية رغم كتابته باللغة الإنجليزية لأن علم التصميم هو علم أجنبي، وطريقتي في التعلم كانت في اللغة الإنجليزية وحتى العمل كان في الأغلب مع عملاء من غير العرب.. ففضلت بالبداية أن يكون جُل تركيزي على المعلومات المقدمة في الكتاب بدلاً من البحث عن مصطلحات عربية جديدة لمفاهيم التصميم، وسيجري ترجمة الكتاب إن شاء الله.


كموظفة من المنزل، للأمر إيجابيات كثيرة كما ذكرتِ، فماذا يمكن أن تكون السلبيات؟

صحيح فاللامحدودية الموجودة في العمل عن بعد.. تجعلك تعمل دون توقف وبضغط كبير وأحياناً على حساب صحتك النفسية والجسدية، فقد دخلت في مرحلة من الاكتئاب وزاد وزني، وأصبت بقرحتين في المعدة وأيضاً استأصلت المرارة، لذلك تعلمت بالطريقة الصعبة أن أخبرني أنني كافية وأنني أستحق كل شيء صنعته بنفسي.. وأن العائلة تأتي أولاً ثم يأتي بعدها العمل.


كونك قصة نجاح يصنفها الكثيرين على أنها قصة نجاح ملهمة، أخبرينا عن رؤية ابنتيك تجاهك؟

حقيقةً فخورة جداً أن بناتي يلقبونني “بسوبر ماما” ودائماً ما أكون فخورة أكثر عندما أسمعهن يتحدثن عن أحلامهن وطموحاتهن، وتفكيرهن اللامحدود في دراسة أكثر من شيء دون عوائق وقيود! والحمدلله أشعر أنني قدمتُ لهن أساسيات عن الحياة برؤيتهن لي أم وزوجة وليس أم عاملة فقط.


خلال رحلة هديل الطويلة، ممن تلقيتِ الدعم؟


تلقيت الدعم أولاً من نفسي وفكرتي عن ضرورة السعي والاستمرارية وأنني إنسان منتج وعملي ولي دور في المجتمع علي تقديمه، فكنتُ أكافئ نفسي على كل إنجاز وأغير من طريقة تفكيري تجاه أي موضوع يحتمل خسارة تعبي، بالإضافة إلى دعم زوجي السابق الذي كان يحترم وقتي ويترك لي مساحة خاصة لحضور الاجتماعات والسفر، وعائلتي التي احترمت مسيرتي ودعمتها، وبالنهاية لولا فضل الله وتيسيره للأمور ما تمت بهذه الصورة التي هي عليها الآن.


هديل، الحديث معك ملهم، مشوق، وغير محدود كما عوّدتِ من يعرفك، وحان وقت معرفة ما خطة هديل القادمة؟


قد تستغربين، لكن خطتي القادمة هي أن أكون ربة منزل بعد ثلاثة سنوات من الآن.. وأن أحصد ثمار إنجازاتي وأعمالي وأكتفي بالعمل ولكن بمشاريع أقل واستشارات أكثر، وأعمل على هذه الخطة من الآن.. حيث بدأت بإعطاء المحاضرات وتدريس التصميم الجرافيكي بعد اعتماد طريقتي في العمل والتعلم.


أخيراً هديل، ما هي نصيحتك لكل أم عاملة تقرأك اليوم كقصة نجاح؟


نصيحتي، أن تتذكري دوماً أنكِ أنثى وتهتمي بأنوثتك لأنها قوة، وتهتمي بصحتك الجسدية والنفسية، العمل ليس كل شيء، وللعائلة أولوية عليه. اعملي وخططي ولا تستغني عن الورقة والقلم خلال أي فكرة أو عمل ترغبين في القيام به. وكوني على علم أن السعادة لحظية أو هي مرحلة ما تمرين خلالها وتنتهي.. لكن الرضا شعور مستمر، وهذا الذي أسعى إليه، أن أكون راضية. وكأم عاملة فإن التفكير بين موازنة الأمور في العمل والمنزل غير حقيقي مئة بالمئة.. إلا إنك تحاولين تقديم أفضل ما لديك وقت العمل، وأفضل ما لديك في البيت.


شكراً هديل على كمية الإلهام التي ستضعينها في كل أم اليوم.. شكراً لأنك أخذتِ القرار للتغيير وكنتِ حقيقية ومختلفة، وملهمة.


للمزيد من قصص أمهاتنا الملهمة، هنا.

1 التعليق

  1. […] اقرأ أيضاً قصة نجاح ملهمة | هديل السيد أحمد | من الصيدلة … […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0