في ظل التطور التكنولوجي والتقني أصبح الوقت الذي يقضيه أطفالنا على الإنترنت أكثر. وبالتالي زادت احتمالية تعرض أطفالنا لمحتوى إباحي. سواء بشكل مقصود أو غير مقصود.ففي دراسة أجرتها جامعة ميدلسيكس في بريطانيا أظهرت أن 94% من الأطفال الذين خضعوا للدراسة شاهدوا محتوى إباحياً. إما عن طريق الصدفة والإعلانات التي تظهر بشكل تلقائي أثناء التصفح. أو عن طريق البحث المباشر.
لهذا يقع على عاتقنا كأهل توفير الرقابة والحماية قدر المستطاع لعدم تعريض أطفالنا لهذه المحتويات التي تؤثر سلباً عليهم. فمن تأثيراتها السلبية نذكر ما يلي:
- تؤثر سلباً على الصحة العقلية للطفل: فتقل قدرته على الانخراط الاجتماعي بشكل صحيح. ويصبح يميل للعزلة أكثر. كذلك قد تؤدي للاكتئاب عند المراهقين.
- تؤثر سلباً على حياتهم الجنسية لاحقاً: فمشاهدة الأطفال للمحتوى الإباحي بشكل متكرر يجعلهم أكثر عرضةً لفقدان الشعور باللذة الجنسية عندما يكبرون. أو قد يصابون باضطراب العلاقات الحميمية. الذي يدفعهم للخوض في العديد من التجارب الجنسية.
- زيادة احتمالية تعاطيهم للمخدرات والكحول.
لهذا نجيب في هذا المقال على سؤال: كيف أتصرف إذا شاهد طفلي محتوى إباحياً عبر الإنترنت لضمان عدم تأثير هذه التجربة بشكل سلبي عليه لاحقاً؟
في حال تمت المشاهدة عن طريق الخطأ
- ضبط النفس: من المهم عدم إظهار أي رد فعل عنيف ومتسرع، والتعامل مع الموقف بحكمة، الحديث مع الطفل عمّا رآه فقد يكون الطفل لم يفهم شيئاً أصلاً. وفي حال فهمه لذلك التحدث معك بما يتناسب مع عمره. وإخباره أن هذا الفعل غير محبب واشرح له لماذا؟
- كتمان الأمر: من المهم عدم الحديث عن الأمر مع الآخرين كإخوانه الأكبر منه سناً مثلاً أو الأقارب والأصدقاء خاصةً أمامه. فهذا يعطيه شعوراً بالذنب والعار. وقد تكون له نتائج وخيمة في المستقبل.
- عدم لوم الطفل: لا تلوم طفلك أنه قد شاهد محتوى إباحي. واشرح له أن هذا ليس خطأه بل خطأ الأشخاص الذين وضعوه على الإنترنت. وإنك ستقوم بالإجراءات المناسبة لعدم تكرار ذلك معه مع إعطاءه المساحة الآمنة للحديث معك دوماً إذا تكرر ذلك.
تساعد هذه الأساليب في تخطي التجربة بسلام في أغلب الحالات. ولكن إذا لاحظت غير ذلك. وأن طفلك لا يزال متأثر بشكل سلبي فمن المهم استشارة أخصائي لعلاج هذه الصدمة.
في حال شاهد الطفل ذلك عن قصد:
- ضبط النفس ومعرفة الدافع وراء هذا الفعل: مهمتكِ هنا أصعب ولكن عليكِ التحلي بالصبر وضبط ردود الفعل غير المدروسة. والابتعاد عن العنف والصراخ والعقاب. لأن ذلك سيزيد من صعوبة تخطي الموقف بسلام خاصة أن ردة الفعل الأولى هي التي يحتفظ بها دماغ الطفل. والبحث عن دافع الطفل للبحث عن المحتوى الإباحي.
يُذكر أن هناك عدة أسباب قد تقود الطفل للبحث المباشر والمقصود عن المحتويات الإباحية: منها وقت الفراغ الغير مستغل بشكل جيد مع غياب دور الآباء وانشغالهم بالعمل مثلاً. لذلك من المهم إخراط الطفل في نشاطات اجتماعية أو رياضية أو علمية تتناسب مع ميوله وعمره. والحفاظ على قناة تواصل آمنة مع الأهل للسيطرة على تأثير الأقران والأصدقاء التي تعتبر سبباً أيضاً للبحث عن محتوى إباحي لدى الأطفال.
- الحوار الفعّال: اسمحي لطفلك الحديث عن المحتوى الذي شاهده بطريقته. وامنحي الشرعية لكل ما يشعر به. سواء صدمة أو خوف أو تشويش وعدم فهم. وابدئي بإيصال الرسالة المطلوبة من وحي حديثه. وتأكدي أن إسكاته عن الحديث رغماً عنه لن يحل المشكلة، بل على العكس سيزيد من فضوله. وربما يلجأ للحديث مع أشخاص آخرين غير مناسبين. كما من المهم اختيار الوقت المناسب له قبل بدأ أي حوار معه .
- استشارة مختص نفسي: في حال لم تستطيعي حل الموضوع بالشكل المناسب والصحيح.