تُعد قوة اللغة والثقافة وسيلة قوية للتواصل والتفاهم بين الشعوب، وتعتبر قصص الأطفال من الأدوات الفعالة في نقل اللغة والثقافة في عصر العولمة الذي نعيش فيه. في مقالنا اليوم سنتعرف على أم استثنائية حملت في قلبها وطنها” فلسطين” ولغتها العربية. واستطاعت إيصالها إلى قلوب الأطفال في بلدها والبلاد العربية؛ رغم عيشها بعيداً عن وطنها الأم. حنان أرملي حداد كاتبة قصص للأطفال وصاحبة مشروع عالم رازي.
عرفينا على نفسك.
حنان أرملي حداد، أم لطفل واحد، من فلسطين تحديداً شفا عمرو. درست تخصص اللغة العربية وآدابها، وتخصص الفنون التشكيلية. عملت في مجال التدريس في بداية مشواري المهني لمدة 8 سنوات تقريباً، وفي عام 2019 انتقلت للعمل على مشروعي الخاص” عالم رازي”. وهو مشروع مختص بكتابة قصص للأطفال، وأعمل في مركز الثقافة العربية في بوسطن في مجال تعليم اللغة العربية للطلاب ثنائي اللغة.
صفحة الكاتبة حنان حداد على الانستجرام
من أين أتت فكرة مشروع عالم رازي؟ وهل الأمومة أثرت على اختيارك مسار الكتابة للأطفال؟
فكرة مشروع عالم رازي جاءت من المسؤولية تجاه أطفالنا وزرع حب اللغة العربية لديهم. وكان هدفي تقديم محتوى عربي بجودة لغوية وفنية عالية، والأمومة كان لها دور كبير فشخصيات قصصي هي شخصيات حقيقية (ابني فادي، وأصدقائه الكلبة سمرة، والقط فضة). كما أن مواضيع القصص مستوحاة من أحداث يومية حاولت نقلها بطرق غير تقليدية لتكون قريبة لقلوب الأطفال.
تعتبر الكتابة في مجال أدب الطفل مسؤولية كبيرة، فهي أمانة إنشاء جيل وتوعيته من خلال الرسائل المطروحة بين النصوص. أخبرينا عن التحديات التي واجهتها في مشروعك؟
بدأت العمل على مشروعي عام 2019 وصدرت المجموعة الأولى من القصص عام 2021. في البداية كان المشروع تعاقداً مشتركاً مع عدد من النساء من دول مختلفة، مثل: الأردن وفلسطين والجزائر وفرنسا وكندا، واستمر على هذه الحال حتى بداية عام ٢٠٢٣. عندها قررت تبني المشروع بشكل مستقل كلياً، وتطلب مني هذا الأمر جهداً ووقتاً إضافياَ. ورغم كل التحديات تمكنت من إطلاق سلسلتين بعنوان:” سلسلة سرحان، وصرت أكبر”
ما بين الغربة والأمومة وإدارة مشروعك… كيف نجحت بمعادلة التوازن؟ ومن الداعم الأكبر لك؟
وباء كورونا كان الدافع الأكبر لأنفذ خطواتي الأولى الفعلية في المشروع. حصلت على دعم من كثيرين أولهم زوجي أكرم، وابني فادي، وأمي، ووالدة زوجي حفظها الله، فهي تحمل شهادة في الأدب العربي وكانت تراجع كل نصوصي وتساعدني في التحرير والتدقيق اللغوي.
رغم التحديات دخل مشروع عالم رازي الكثير من البيوت. كيف تصفين شعورك عند حصولك على ردود فعل ومراجعات إيجابية؟ وهل هناك رسالة معينة تتذكرينها؟
ردود الفعل الإيجابية هي دافعي الأكبر للاستمرار بالمشروع، وتشعرني بالمسؤولية لأقدم دوماً الأفضل لغةً وفناً. لأن هذا ما يستحقه أطفالنا، وأنا فخورة بكل أم ومعلمة ومربية تدعم قصص مشروعي وتساهم برفع قيمة لغتنا ومجتمعنا.
كيف تصفين تجربتك بتقديم ورشات قراءة قصص للأطفال بشكل وجاهي” حضوري” وعبر الإنترنت؟
تجربة أكثر من رائعة! لا مجال للمقارنة بين الورشات عبر الإنترنت والورشات الوجاهية. لقد كانت أول ورشة أقدمها عبر الإنترنت في أوج وباء كورونا، لا شك أنني كنت سعيدة بها وفخورة بكل المتعلمين الصغار. لكن للورشات التفاعلية الحضورية طاقة مختلفة، خصوصاً عند التعامل مع الأطفال. ففي عام 2022 قدمت أول ورشة وجاهية في فلسطين، وكانت ردود فعل الأهل والأطفال أكثر من رائعة. وأكدت لي وقتها أنني اخترت المهنة الصحيحة. استمريت بعقد الورشات عبر الإنترنت ووجاهياً في فلسطين وأمريكا، وكل ورشة قادرة على إعطائي مشاعر جميلة تختلف عن الأخرى.
ما هو جديد عالم رازي في الفترة الأخيرة؟
قدم مشروع عالم رازي 16 إصداراً للأجيال من 6 شهور حتى 12 عاماً، تعتبر الإصدارات الأخيرة قفزة نوعية بنوع التوجه، فتغير من معالجة تحديات يومية واجتماعية إلى معالجة تحديات نفسية واقعية تحدث مع كل أهل وطفل. وشاركت قصص المشروع بأكثر من معرض أهمها: معرض الشارقة، ومعرض فلسطين الدولي للكتاب، ومعرض عمان الدولي للكتاب، ونعمل دوماً لكل جديد ومميز.
برأيك هل أثر التطور الرقمي السريع على حب القراءة؟ وما أهم النصائح التي توجهينها للأهل للموازنة بين القراءة والشاشات؟
نعم. أنا أرى أنه تطور إيجابي وكان له أثر في وصول مشروع عالم رازي للأمهات والأطفال، أنصح بالتعامل مع التطور الرقمي بشكل صحيح يخدم الأطفال وذلك من خلال عرض محتوى عربي ومفيد قدر الإمكان، وألّا يكون ذلك قبل عمر السنتين.
كما أنصح الأمهات بعرض الكتب وتوزيعها بكل أرجاء المنزل من عمر الولادة. وحملها في كل مكان تذهبون إليه لتساعد الطفل في بناء علاقة إيجابية مع الكتاب، فالكلمة المكتوبة هي أساس الحضارات.
رسالة توجهها حنان للأمهات العاملة عبر موقع كلنا أمهات:
أنتن رائعات، أنا ممتنة جداً لوجودكن! وشكرا لاهتمامكن بالأمهات والأطفال، وإتاحة هذه المساحة لي للحديث والتعبير عن مشروعي هي دليل على اهتمامكن بالثقافة العربية ونقلها وتحبيب أطفالنا بها.
رسالة توجهها حنان لطفلها فادي تحب أن يقرأها عندما يكبر.
ماما… لا تحلم، اطمح!! لا تتنازل عن طموحاتك، لنترك على هذه الأرض من بعدنا ما ينفعها!
بحبك يا ملهمي الصغير!
الكاتبة الرائعة حنان شكراً لكِ على اللقاء الجميل، نتمنى لكِ مزيداً من النجاحات والتقدم