التحيز اللاواعي في بيئة العمل وكيفية الحد منه

يعتبر التحيز من أكبر المعيقات التي تؤثر على الإنتاجية في بيئة العمل، وهو أمر غير عادل. ويقصد به الميل لصالح أو ضد شخص أو مجموعة، ويقسم التحيز إلى: تحيز واعي أنت مدرك له، ومتعمد على القيام به.  أو تحيز لاواعي تقوم به دون إدراك. كيف نتحيز دون إدراك؟ يبحث عقلك اللاواعي عن الأنماط المتكررة، ويؤثر على سلوكك شئت أم أبيت ودون إدراك منك. لذا نجد أنفسنا دون وعي، نتحيز للأشخاص الذين لديهم سمات تشبه سماتنا، والذين يعيشون نمط حياة قريب من نمط حياتنا. ومن كل النواحي الأخرى؛ سواء دينية أوجنسية أو عرقية أو اجتماعية. فما أثر التحيز اللاواعي في بيئة العمل؟ وكيف نحد منه؟

---

أمثلة على التحيز اللاواعي في بيئة العمل

1. تفضيل أسماء معينة.

وجدت دراسة أن المرشحين لوظيفة معينة من ذوي الأسماء الأجنبية، كانوا أقل قبولاً بنسبة 28% من المرشحين ذوي الأسماء الإنجليزية مثل “جون سميث، جوليا ثوماس”. المصدر

2. التحيز الجنساني.

في المكتب قد ينظر إلى المرأة الحازمة على أنها “عدوانية”، بينما ينظر إلى الرجل الحازم على أنه “واثق”! هذه الصورة النمطية منتشرة بشكل كبير في بيئات الأعمال. وأيضاً وفقاً لدراسة حديثة؛ أشارت النتائج أن العلماء الذكور يولون إهتماماً أكبر لآراء زملائهم الذكور من زميلاتهم الإناث، مما يؤدي إلى تفويت هذه الشركات للعديد من الأفكار الرائعة. المصدر

اقرأ أيضاً المرأة العاملة كيف لا تأخذ الأمور بشكل شخصي

3. التحيز بسبب الطول.

أيضاً أظهرت دراسة حديثة، ميل الشركات لترقية الأشخاص طوال القامة -ولا سيما الرجال- في مناصب عليا! وأشارت إلى أن طول الرئيس التنفيذي الذكر، يبلغ 3 بوصات أكثر من متوسط طول الرجل. وبينت أن طوال القامة يحصلون على مرتب أكثر بنسبة 9-15% من زملائهم. المصدر

---

أثر التحيز اللاواعي على بيئة العمل

وضح الأستاذ د. عبدالله البريدي، بعض الآثار السلبية التي تنتج عن التحيز في بيئة العمل؛ ضمن مقال يتحدث عن السلوك التنظيمي لمجلة التدريب والتقنية. منها:

1. تفجر الخلافات والمنازعات بين الزملاء في بيئة العمل وفي الفريق الواحد، والتي قد تأخذ ألواناً متعددة. وقد تتفاقم وتصل في بعض الأحيان إلى ترك العمل، أو التغيب المتكرر هرباً من الأثر السلبي لهذا التحيز.
2. يؤثر التحيز اللاواعي سلباً على المسار الوظيفي لبعض الأفراد؛ فيؤخرهم عن الصعود ضمن التسلسل الوظيفي، وقد يمنعهم من الترقية أو العلاوة أو حتى التعيين في وظيفة معينة، رغم تمتعهم بجميع المؤهلات اللازمة.
3. شعور الموظف بالظلم؛ وهذا أثر خطير ومدمر للنفسية، وينتج عنه قلة الإنتاجية.
4. الضغوط النفسية الكبيرة التي تنتج عن هذا التحيز؛ والتي قد تتحول إلى “الاحتراق النفسي”، والذي قد يحصل نتيجة لتعرض الفرد لضغوطات معينة ومستمرة لفترة زمنية طويلة. اقرأ أيضاً عن الاحتراق النفسي
5. افتقار بيئة العمل للأفكار الخلاقة التي قد تؤثر على المنتج؛ وبالتالي على رضا العملاء.
6. توظيف المرشح غير المناسب؛ والذي سيؤثر على فاعلية الفريق بشكل مباشر، وعلى انتاجية الشركة وسمعتها.
7. سوء فهم الزبائن؛ وبالتالي عدم حل مشكلتهم أو عدم تنفيذ رغباتهم، مما يؤدي إلى خسارة العديد من العملاء.

---

---

كيف نتجنب التحيز اللاواعي في بيئة العمل وخارجها

إليك بعض النصائح التي تساعدك في تجنب التحيز في بيئة العمل 

1. العمل مع فريق متنوع الشخصيات، الذي يمكنه التفكير بشكل مختلف، ويمكنه أيضاً تقديم مجموعة واسعة من الأفكار.
2. زد من احتكاكك بالأشخاص الذين لديك تحيز تجاههم، حيث يساعد احتكاكك بهم على تقليص التحيز واستبداله بالتقبل والانفتاح.

3. أغمض عينيك عن أي عوامل أو معلومات قد تدفعك للتحيز، خصوصاً إن كنت مقبلاً على اتخاذ قرار مهم.
4. ضع هيكيلية ثابتة لعملية اتخاذ القرار، وقم بتحديد المعايير التي ستتخذ قراراتك بناءً عليها، ثم قدم لنفسك دليلاً عن سبب اتخاذك لهذا القرار، واحرص على تجنب اختلاق تبريرات تبدو عقلانية لتبرر اتخاذ قرار متحيز.
5. واجه القوالب النمطية، فعلى سبيل المثال: لو كنت متحيزاً ضد وجود المرأة في بيئة العمل، حاول مشاهدة أفلام أو قراءة مقالات وكتب تبرز صورة المرأة الناجحة ودورها الفعال في بيئة العمل والمجتمع، بل وأرفق صورة المرأة في وعيك بكلمات وصور إيجابية.

إليك بعض النصائح التي تساعدك في تجنب التحيز على المستوى الشخصي

1. اقرأ عن التحيز اللاواعي وتعرف عليه وتقبله.
2. ثقف نفسك من خلال القراءة والمناقشة مع أشخاص من خلفيات مختلفة، وذوي أفكار متنوعة.
3. حدد التحيزات التي قد تؤثر عليك كإنسان، من خلال عمل اختبار التحيز الضمني، حتى تتمكن من معرفة التصورات الفردية التي قد تتأثر بالتحيز اللاواعي لديك. تسلح بهذه المعلومات حتى تتمكن من التصدي لها، والعمل على معالجتها.
4. أيقظ وعيك بالتحيزات الموجودة لديك، وفكر بالتأثيرات المحتملة لهذه التحيزات، حاول تقييم سلوكك، واسأل نفسك في كل مرة عمّا إذا كان تحيزك يؤثر على تعاملك مع هذا الشخص، أو على قرارك في هذا الموضوع.
5. ذكر نفسك بأنك عرضة لهذا التحيز، وفكر بأثره السلبي والسيء عليك وعلى مشاعرك، وضع نفسك مكان الآخرين قبل أن تحكم عليهم أو تتحيز ضدهم.

---

---