على الرغم من الكفاءة والطموح الذي تتمتع به الكثير من النساء العاملات، إلا أن هناك حقيقة مؤسفة تواجه العديد منهن، وهي أنهن غالباً ما يتم تجاهل حصولهن على الترقيات في العمل بمجرد أن يصبحن أمهات أو يبدأنْ تكوين أسرة.
في بيئات العمل التقليدية، تُعتبر الأمومة أحيانًا عبئاً على الموظفة، وعائقًا في رحلة التطوير المهني الخاصة بها. حيث يتم افتراض أن المرأة قد لا تكون قادرة على إعطاء 100% من وقتها وجهدها بسبب التزاماتها العائلية. وفي المقابل، ينُظر إلى الرجال المتزوجين الذين لديهم أسر على أنهم أصول قيمة لمؤسساتهم. حيث يُفترض أنهم أكثر استقراراً والتزاماً تجاه العمل لأن لديهم أسراً يعيلونها. هذا التمييز الواضح يخلق فجوة عميقة بين الجنسين في فرص الترقية والتقدم المهني وفي الأجور أيضًا.
تقرأون في هذا المقال
- كيف يُنظر إلى النساء العاملات بعد تكوين أسرة؟
- لماذا يُنظر إلى الرجال المتزوجين بشكل مختلف؟
- ماذا يمكن للنساء الطموحات فعله للتغلب على هذا التحيز في التطور والحصول على الترقية؟
في دراسة تسلط الضوء على مشكلة عدم المساواة في فرص الترقية بين الجنسين في الشركات الهندية لعام 2023، توصلت لنتيجة مذهلة وهي أنه يتم ترقية موظفة واحدة فقط من بين كل تسع موظفات، مقارنةً بترقية رجل واحد من بين كل ستة رجال. شملت هذه الدراسة أكثر من 600 شركة في أكثر من 40 قطاعًا. المصدر

كيف يُنظر إلى النساء العاملات بعد تكوين أسرة؟
بمجرد أن تصبح المرأة أمًا، تتغير نظرة بعض أصحاب العمل إليها. وينظر لها بعين الصورة النمطية التي تفترض أمورًا مسبقة وغير مبررة تًضعف من فرص النساء في الحصول على الترقيات أو المهام المهمة، حتى وإن كّنّ مؤهلات لذلك. ومن هذه الافتراضات:
- “لن تكون متاحة دائمًا“: تعتقد بعض الشركات أن الأمهات يحتجن إلى إجازات أكثر بسبب المرض أو الأنشطة المدرسية للأطفال.
- “قد تكون أقل تركيزاً“: يتم افتراض أن المرأة ستضع عائلتها أولاً دائمًا، مما يجعل العمل أولوية ثانوية. ولن تكون قادرة على الموازنة بينهما وإعطاء كل مسؤولية التزامها.
- “لن تسعى وراء المزيد من المسؤوليات”: يفترض بعض أصحاب العمل أن النساء المتزوجات لن يطمحن إلى أدوار قيادية لأنها قد تزيد من أعبائهن. مما يقلل الحافز والشغف للتطور والتقدم في العمل.

لماذا يُنظر إلى الرجال المتزوجين بشكل مختلف؟
على الجانب الآخر، غالباً ما تتعامل المؤسسات والشركات مع الرجال المتزوجين بتحيز أكبر، بناءً على أنهم أشخاص أكثر التزامًا واستقراراً مما يتيح لهم فرصًا للحصول على الترقيات والفرص القيادية بشكل أكبر من فرص النساء، وهذا يساهم في التمييز غير العادل. وتاليًا مجموعة من الأسباب الشائعة لهذا التحيز:
- “لديهم دافع قوي للعمل بجد“: يفُترض أن الرجال الذين لديهم أسر يعملون بجد لتأمين مستقبل أسرهم من باب أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الرجال.
- “لا يتأثرون بالأدوار العائلية”: يفُترض أن الرجال المتزوجون أقل تأثراً بالتزامات الأسرة اليومية مقارنة بالنساء اللواتي يقع على عاتقهن، غالبًا، الجزء الأكبر من المسؤولية العائلية

ماذا يمكن للنساء الطموحات فعله للتغلب على هذا التحيز في التطور والحصول على الترقية؟
إذا كنتِ امرأة طموحة تسعى لفرص التطور، ولا ترين في أمومتك عائقًا للتقدم، إليك نصائح مهمة تساعدك في مسيرة تطورك وتساعدك في تجنب التمييز على أساس الجنس في التطور في بيئة العمل:
- إثبات الالتزام والاحترافية: وضّحي أهدافك المهنية لرؤسائك وقدمي أفكارًا جديدة. واحرصي على الالتزام بالمواعيد النهائية لتسليم العمل وإظهار إنتاجية عالية، حتى في الفترات التي تواجهين فيها تحديات عائلية.
- بناء شبكة دعم قوية: استعيني بشبكة دعم سواء في المنزل أو في العمل. يمكن أن تشمل ذلك تقسيم الأدوار والمهام مع شريكك وأطفالك لتستطيعي تحقيق التوازن المطلوب. ويمكنك البحث عن سيدات أو أشخاص في محيط عملك، ممن مروا بنفس التجارب والاستفادة من تجربتهن ونصائحهن.
- تحدي الافتراضات السلبية: إذا واجهتِ مواقف تظهر فيها الافتراضات السلبية، والصور النمطية جاهزة عنك؛ استخدمي الحوار البناّء لتوضيح قدراتك ووجهة نظرك. وشاركي في اجتماعات وفرص تسلط الضوء على مهاراتك القيادية وقدرتك على إثبات نفسك.
- المطالبة بحقوقك بثقة : لا تخجلي من طلب الترقية أو التحدث عن رغبتك في أدوار قِيادية تتناسب مع خبراتك ومهاراتك وأحقيتك حسب السلّم الوظيفي. قدّمي أمثلة ملموسة على إنجازاتك وإسهاماتك التي تثُبت أنك تستحقين تلك الفرص.
- تغيير الصورة النمطية: كوني جزءًا من التغيير الإيجابي، وشاركي في مبادرات تركز على دعم المساواة بين الجنسين في مكان العمل. وادعمي الأمهات في بيئة عملك.
إذا كنتي تودين الحصول على فرص عمل جديدة وتطوير مسيرتك المهنية…احجزي الآن عبر موقعنا جلسة لتطوير حساب لينكد ان احترافي للبحث عن عمل وبناء شبكة من المعارف مع ميرا حوراني
ختامًا، من المهم أن تتحلى النساء بمجموعة من الصفات والقدرات التي تجعلها قادرة على المطالبة بالحصول على الترقيات التي تستحق، مثل المهنية والتمكن التام من العمل وقدرات التواصل الفعالة التي تمكنها من إثبات نفسها وإيصال أفكارها وشرحها، بالإضافة إلى مهارات القيادة والثقة بالنفس التي تعتبر عاملًا أساسيًا للوصول لأي هدف.
نتقدم بالشكر لأخصائية التوظيف وكرير كوتش لينا زيدان لكتابتها هذا المقال

اقرأي أيضًا : بيئة العمل الداعمة مع الأم الموظفة: أفضل بيئة عمل لدعم المرأة