ما شعورك تجاه الشخص المغرور؟ وما أثره في حياتك؟
نتحدث في مقالنا اليوم عن واحدة من تحديات بيئة العمل، وهي التعامل مع الشخص المغرور، الذي غالباً ما مر في حياةِ كلٍّ منا.
الغرور عكس للثقة، وإظهارٌ للنقص، ومقابل أن يُظهر الشخص المغرور نفسه أولاً قد يعيق عمل فريقٍ كامل. فمن هو الشخص المغرور؟ وكيف يمكن التعامل معها؟
صفات الشخص المغرور:
يرى نفسه الشخص الذي على صواب “دائماً
جميعنا لدينا وجهات نظر مختلفة بالطبع، واحتكار الصواب لشخص واحد ضمن فريق عمل جماعي، يعني خسارة الجميع، بما فيهم الشخصية المغرورة نفسها.
الشعور بأنه الشخص الأفضل
مما لا شك فيه، أن الشعور بالأفضلية هو دلالة على تقدير الذات ومعرفة قيمتها.. لكن لا يعني هذا أن شخص واحد هو الوحيد الذي يستحق المدح والثناء والمُرّتب والمكافأة، فلإنجاح أي عمل جماعي؛ يجب تقدير كل مجهودٍ من كل عضوٍ في الفريق ومعرفةِ قيمةٍ كل فردٍ منهم.
الشخص المغرور كثير الكلام والشكوى
الحديث عن زملاء العمل من ورائهم لا يكون طريقةً للفت النظر أو إعجاب الآخرين، فناقلُ الكلاغم قد يتحدث عن أي أحد!
البديل لذلك، هو الحديث عن تجارب عملية ناجحة والابتعاد عن الشكوى والثرثرة التي تجلب الطاقة السلبية لبيئة العمل.. فالشكوى تعني تبريرنا لأخطائا أحياناً ولوم الآخرين وإظهارنا لصواب أنفسنا بدلاً من تجربة وضع أنفسنا مكان الآخرين وتفهمهم.
يقلل من قيمة التحديات
الشخصية المغرورة ترى أنها تستطيع مواجهة أي تحدي وقادرة عليه دون إعطائه أي أهمية أو استراتيجية أو خطة عمل عمل لمواجهة المنافس.
ينسب النجاح لنفسه فقط
أن تكوني قائدة في فريق عمل ما، يعني أن تقدري مجهود موظفينك، لا أن تنسبي أفكارهم ومجهوداتهم لنفسك، فقد يتوقف الموظف عن طرح أفكاره وبالتالي توليد بيئة عمل مشحونة وظالمة.
والآن، كيف يمكن أن نتحلى بالتواضع ونتجاوز الغرور؟
- لا بأس بالأخطاء، فهي تساعد على كوننا معلمينا عند تصحيحها والاعتراف بها، وتقبلها والاعتذار للآخرين عليها
- تذّكري دائماً، أن التواضع ينعكس أيضاً على طريقة الآخرين في تعاملهم معنا، باحترامهم وتقديرهم لنا ولسلوكنا
- اقتدي بالسلوكيات الجيدة الموجودة لدى الآخرين وحاولي قدر الإمكان العمل بها
- اعترفِ بالأسباب التي نبهّت الغرور في داخلك وجعلته يندفع ويظهر وقومي بالتخلص منها عن طريق كتابتها والتخلص من الورقة أو حتى التحدث عنها بصوت عالٍ مع نفسك وتوقفي عن لوم نفسك.
- لا بأس إن كان لديكِ مرشد خاص وقدوة حسنة تستشيرينه في سلوكياتك وتصرفاتك
- تعلّمِ واستمر في التعلم لزيادة معرفتك وبالتالي ثقتك بتفسك آراءك ومشاركتها مع الآخرين
دراسة
في مقالةٍ بعنوان Ego- the enemy of outstanding leadership تم عرض نسبة تقريبية لكل صفة مرتبطة بالغرور وموجودة لدى القائد السيء.. فحصلت صفة قلة الواعي الذاتي مثلاً على 51% وقلة الصبر على 43% وهكذا، وفي المقابل تم عرض الصفات الإيجابية البعيدة كل البعد عن الغرور ونسبها الموجودة في القائد الجيد.
وفي دراسةٍ أخرى نشرت في مقالة بعنوان “The cost of ego” ذكرت أن القادة الذي يمتلكون غرور أكبر يوّرطون شركاتهم بخسارة مالية أكبر وبنسبة 6-12%
وإلى هنا، كيف يمكن التعامل مع الشخصية المغرورة إن واجهتنا في بيئة العمل؟
- تحتاج الشخصية المغرورة لضبط سلوكها وتصرفاتها، وبالطبع لن تستقبل منكِ أي نصيحة كزميلة لها، لذلك قومي بإشراك الإدارة لتوجيهها بطريقةٍ مباشرة
- استخدام الدعم من زملائك، فالشخصية المغرورة تتعمد التمسك برأيها فقط، ووجود زملاء لكِ مؤيدين لفكرتك يجعلها تلين لاقتراحك، أو قرارك، خاصةً إن كان الرأي الذي اتفقت عليه الأغلبية، لا تكوني من “الأقلية”.
- أثبتِ جدارتك وقيمتك ولا تجعلي تركيزك وطاقتك حول الشخص المغرور فتفقدي الاهتمام بنفسك وتُكسبيه ما يريد.
- استشيري أخصائي نفسي، أو أشخاص ذوي خبرة في التعامل مع مختلف العلاقات الإنسانية.
- محاولة التقرب منهم وطلب رأيهم وتحليلاتهم واستشاراتهم، لأن ذلك يشعرهم بقيمتهم وأهميتهم وبالتالي كسب تأييدهم ونفوذهم خاصةً لو كانوا من القادة.
- التعرف على الشخصية المغرورة على المستوى الشخصي، بسؤالها عن اهتماماتها وهواياتها وغيره، فهذا يجعلها ليّنة أكثر وقد يجعلكِ تتأقلمين مع غروره بتلبية طلباته أحياناً وإلى حدها المعقول والمنطقي أو بمواجهته بالواقع والحقائق.
- إذا كان الشخص صاحب الشخصية المغرورة يقدركِ ويحترمكِ فلا بأس أن تكون منفتحاً معه وتخبره بطريقة لطيفة عن أسلوبه وتأثيره عليه وعلى من حوله، وأنكِ في النهاية تريدين مصلحته وأن يكون قائداً أو عضواً أكثر فاعلية.
وأخيراً.. فإن الإنسان في النهاية معرض لأن يتحلى بإحدى صفات الغرور أحياناً.. لكن المهم فعلاً أن يكون الغرور سبيل للتغيُّر للأفضل فور معرفتنا بهذه الصفات وتطابقها معنا. لأن العمل لا يكمل دون الجماعة، ودون روح الفريق الواحد، ومهما تعرضنا لمواقف، فهناك دوماً محاولات، لإيجاد الحل.