تحديات العودة للعمل للأم المغتربة، من أين ابدأ؟

ارتفعت معدلات البطالة بين النساء بنسبة 20% بين عامي 2009 – 2012، مقابل 0.3% بين الرجال. وتعود تحديات العودة للعمل إلى لعديد من الأسباب أهمها: اضطرار الأم أخذ إجازة أمومة وتمديدها في العديد من الأحيان لعدة شهور، أو حتى إلى حين وصول الأطفال لسن الدخول إلى المدرسة. لتجد نفسها وقد ابتعدت عن جو العمل، وغير قادرة على مواكبة التطورات التي تحصل باستمرار في بيئة الأعمال؛ والتي قد تسبب صعوبات وتحديات العودة للعمل للأمهات.

مرت العديد منا كأمهات مغتربات في هذه المرحلة! فغياب الدعم العائلي لرعاية الأطفال صعّب الأمور علينا. حيث أن هذه الوظيفة لا تستحق؛ لأني سأضع مرتبي كاملاً ثمناً لرعاية الأطفال. وتلك الوظيفة لم أستطع الذهاب إلى مقابلة العمل المتعلقة بها؛ لأني لم أجد مكاناً مناسباً يهتم بأطفالي ويرعاهم بينما أقوم بها!

ومع توالي صعوبات وتحديات العودة للعمل بالنسبة للأم المغتربة؛ تتسع الفجوة وتصبح العودة للعمل أكثر صعوبة. ثم يبدأ الحماس بالإندثار رويداً رويداً؛ لتجد الأم نفسها بعد سنواتٍ وقد تاقت للعودة إلى العمل؛ ولكنها لا تعلم من أين تبدأ، ولا تعلم كيف ستعتني بكل المهام فيما لو تم توظيفها، ولا فكرة لديها عن أفضل رعاية لأطفالها، حتى أنها غير قادرة على ترتيب أولوياتها!

لسوء الحظ؛ قد تضطر العديد من الأمهات إلى العمل بجد فيما لو وجدن وظيفة. فوجود إجازة لمدة طويلة على سيرتهن الذاتية؛ يدفع العديد منهن لمحاولة الإثبات لصاحب العمل أن عقولهن لا زالت تعمل بنفس مستوى البراعة السابقة. أيضاً وجد تقرير بريطاني صدر عام 2015 عن لجنة المساواة وحقوق الإنسان؛ أن النساء يواجهن التمييز عند العودة للعمل بعد إجازة طويلة! فما العمل ومن أين نبدأ؟

1. البحث عن الوظائف المطلوبة في سوق العمل في بلد الإقامة الحالية

عند معرفتك بالوظائف المطلوبة؛ تستطيعين إضافة وتحسين بعض المهارات التي تتمتعين بها للتناسب مع الوظائف الحالية. حيث أن أسواق العمل تتطلع دائماً إلى التوسع؛ لذا فهي بحاجة إلى مهارات محددة ومواهب جديدة. كما يساعدك هذا البحث أيضاً على تقليص الاحتمالات وتوفير الوقت اللازم لعملية البحث.

هناك العديد من المواقع والتطبيقات التي تساعدك بالبحث عن الوظائف المتاحة في دولة الإمارات. مثل: LinkedIn، Property finder، Indeed، Google for jobs، Digital Gurus Saatchi & Saatchi، GulfTalent.

2. تطوير المهارات

بعد أخذ فكرة عامة عن الوظائف المتاحة والمطلوبة؛ ابدأي بتطوير مهاراتك وتحسينها واعملي على اكتساب الجديد منها. فالجهد الذي تقومين ببذله الآن لتطوير قدراتك؛ قد ينظر إليه أصحاب العمل باهتمام. لذلك؛ احرصي على تطوير مهاراتك التكنولوجية لتتناسب مع بيئة الأعمال الجديدة التي قد تغيرت بالطبع عما كانت عليه سابقاً. واعملي على ممارسة اللغة المطلوبة وتقويتها بشكلٍ دائم؛ عن طريق المحادثات أو حتى الاستماع. كما أنه من المهم العمل على مراقبة وتحسين مهارات التواصل لديك، والتأكد من قدرتكِ على العمل ضمن الفريق.

3. تعديل السيرة الذاتية

قبل أن تبدأي بتقديم الطلبات للعمل؛ قومي بتحديث سيرتك الذاتية وملفك الرقمي على LinkedIn. تأكدي من إضافة المهارات الحديثة والدورات والتواريخ المتعلقة بها. ومن المهم جداً ألاّ تحاولي إخفاء الفجوة الزمنية في سيرتك الذاتية بل تحدثي عنها بثقة! قد لا يحب المدراء رؤية هذه الفجوة في سيرتك! ولكن محاولة إخفائها قد تزيد الأمور سوءاً.

4. اكتشفي ما الذي تريدينه من هذه الوظيفة

من الصعب العثور على وظيفة رائعة إن كنتِ لا تعرفين ما هو تعريفك الخاص للوظيفة الرائعة! لذلك بعد أخذ قرار العودة للعمل وقبل البدء بالبحث؛ خذي وقتاً بالتفكير عما تبحثين عنه حقاً في هذه الوظيفة. أهو المسمى الوظيفي أم المال أم الترقية؟ هل أنتِ مهتمة أكثر بتطوير نفسك من خلال العمل؛ أم بالمكانة الاجتماعية التي ستحصلين عليها من خلاله؟

سجلي أهدافك في مفكرتك. وعند البدء بالبحث؛ قارني عروض الأعمال المتاحة بهذه الأهداف، حتى لا تندفعي إلى الوظيفة بدافع اليأس فقط.

5. تناقشي مع زوجك حول موضوع رعاية الأطفال

غيابك وزوجك عن المنزل للعمل؛ سيترك الأطفال دون الرعاية الأبوية اللازمة. ولحسن الحظ تتوفر العديد من الخيارات لرعاية الأطفال! من الاستعانة بمساعدة منزلية أو إرسال الأطفال إلى دار الحضانة، أو حتى الاستعانة بالأقارب للعناية بهم.

عند التفكير بالعودة للعمل؛ تناقشي وزوجك بما هو أفضل للأطفال. فالتوصل والاتفاق على أحد هذه الخيارات أو غيرها بما يتناسب مع ظرفكم وأسلوب حياتكم؛ سيعطيكِ رؤية أشمل لطبيعة أوقات الوظيفة التي ترغبين العمل بها.

5. اجعلي العثور على وظيفة وظيفتك الجديدة

لا يمكنكِ تجنب هذا الأمر عن أخذك لقرار العودة للعمل! إن كنتِ ترغبين بإيجاد وظيفة مناسبة ومثالية؛ ستقضين الوقت الطويل في البحث عما يناسبك من جميع النواحي. ولكن الأمر يستحق! أيضاً تستطيعين بكل سهولة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بكِ لإعلان بحثكِ عن وظيفة؛ فالأشخاص الذين يعرفونك ويعرفون قدراتك غالباً ما يبذلون جهدهم لإجراء اتصالٍ يتعلق ببحثك عن وظيفة. كما وسيقدمون لك الدعم اللازم لتخطي هذه المرحلة.

6. استعدي لمقابلة العمل

نعم لقد تحقق الأمر واستقبلت تلك المكالمة التي طال انتظارها. هنيئاً لكِ! الآن يجب عليكِ أن تستعدي لهذه المقابلة بشكلٍ جيد. فكري بكل التفاصيل؛ من الوقت اللازم للوصول إلى الشركة والمعلومات المختلفة المتعلقة بثقافتها، إلى اختيار ملابس ملائمة والتدرب على ضبط لغة الجسد.

ولا تنسي تأمين رعاية لطفلك أو تركه مع شخص موثوق أو في أيدي أمينة أو مع أشخاص محترفين لهذا الغرض؛ فهذا سيعطيكِ المزيد من الراحة والأمان والهدوء. تأكدي مسبقاً من تأمين هذه الرعاية لطفلك. وحاولي تأمينها لمدة أطول من المدة المتوقعة للمقابلة؛ لتضمني وتتأكدي من سلامة طفلك في حال حدوث أي عائق.

7. ثقي بقرارك وكوني لطيفة مع نفسك

قد يكون قرار أخذ إجازة طويلة قراراً صعباً ومؤلماً. ولكنه لا يستدعي الخجل! فقد قمتِ باختيار ما هو الأنسب لكِ ولعائلتكِ اعتماداً على ظروفك الحالية. ثقي بقرارك ولا تعتذري عنه؛ بل اذكري أسبابك المنطقية بإيجاز ووضوح، فالوضوح والثقة من الصفات التي يحترمها أرباب الأعمال.

ولا تنسي أن تعتني بنفسك خلال هذا الوقت العصيب؛ فالعثور على وظيفة مناسبة أمر مرهق. استرخي وتأملي وأحيطي نفسك بشبكة دعم. ابذلي جهدكِ وقومي بما عليكِ ثم توكلي على الله.

8. فكري بإنشاء مشروع منزلي صغير

إذا كان بحثك عن وظيفة متعثر بعض الشيء؛ لا تيأسي! فإنشاء مشروعك المنزلي الصغير يعد خياراً رائعاً! استخدمي شغفك للبحث عن أفكار تتناسب وظروفك المنزلية، واجمعي المعلومات المتعلقة بتوجهات المستهلكين. وظفي قدراتك واعملي على نقل أحلامك وطموحاتك إلى المستوى التالي؛ فأنت قادرة على ما هو أكثر من مجرد الحلم بفكرة جيدة. بل أنت قادرة على تحويل الحلم إلى واقع!

لو كنتِ من هواة الطبخ والمطبخ؛ انقلي هذه الهواية إلى مستوى أعلى. ولو كنتِ مهتمة بالأطفال والأمور التربوية؛ ابدأي بالبحث عن الدورات المتعلقة بهذا الأمر وادرسيها لتحصلي على شهادة في هذا المجال وغيره، يخولك لنقل هذا الشغف الى المستوى التالي. أياً كانت اهتماماتك وقدراتك اكتشفيها؛ وقومي بتوظيفها لبدء عملك الخاص.

اقرأ أيضاً 50 فكرة للعمل من المنزل

المجموع	$0
المجموع الإجمالي	$0

تحديات العودة للعمل للأم المغتربة، من أين ابدأ؟

تحديات العودة للعمل للأم المغتربة، من أين ابدأ؟