دقت ساعة الرعب..حان موعد الولادة ! “استعدي يا ميرا للولادة في أي لحظة”.. تلك كانت تلك ببساطة كلمات طبيب النسائية أثناء الفحص الاعتيادي عندما دخلت أسبوع الحمل الخامس والثلاثين. وكانت المرة الوحيدة التي أذهب فيها إلى فحص الحمل بمفردي؛ رغم أنها كانت أكثر مرة احتجت فيها لرفقة أحدهم طيلة الوقت.. لا يمكنك تخيل شعوري يا صغيرتي! لقد كنت مرعوبة! حيث لم تبد فكرة إخراج طفلة من بطني أمراً منطقياً وقابلاً للاستيعاب بالنسبة لي. ولكن في نهاية الأمر “يجب على الأم أن تنفذ واجباتها بلا اعتراض!”.. “لذا لنبدأ بتحضيرك للمستشفى، وتجهيز التأمين، وحجز الموعد”.. تابع الطبيب كلامه، واختار تاريخ 21 حزيران/يونيو 2015، ثم في ذلك الوقت بدأت أرتجف حرفياً
وسألته: “دكتور هل تتكلم بجدية؟!” فنظر لي وابتسم قائلاً: “لقد حان الوقت!”.
ملكة الدراما
حان موعد الولادة.. وحالما مشيت الخطوة الأولى خارج العيادة؛ حتى أخذت شخصية “ملكة الدراما” داخلي بالتفنن بإظهار مواهبها الخلاقة. إذ سارعت للاتصال بأمي التي ساندت بدورها الدراما بكل قوة! كأن هذا ما كان ينقصني تلك اللحظات.. كنت أحتاج للدعم المعنوي بشدة، فاتصلت بيزن، ثم بعثت رسائل لكل صديقاتي.. كما شعرت برغبة عارمة في البكاء، وبالفعل لم أمنع دموعي من الانطلاق..
كان والدك متحمساً بشدة، ولكنني لم أنم تلك الليلة يا تاليا.. حيث فتكت شبكة معقدة من الأفكار غير المحدودة بعقلي.. من عملي، وإجازة الأمومة، بالإضافة إلى سياسات الشركة وكيف سأوازن حياتي مع أولوياتي، وكيف سأكون أماً جيدة.. إلى ما ذلك من أفكار كثيرة.. كان علي أن أستجمع نفسي وأستعيد رباطة جأشي..
ولحسن الحظ
فقد كانت زميلتي تعاني من نفس نوبات الهلع، وكنا نتشارك البكاء سوياً في المكتب. قررت أن أركز تفكيري في مهمات العمل؛ حيث عملت لساعات إضافية، وأيام نهاية الأسبوع. كما أنها كانت خطتي في نفس الوقت حتى أتمكن من الحصول على عدد أيام أكبر لإجازة الأمومة، والتي لا تتجاوز للأسف 45 يوماً بناء على قانون العمل في دولة الإمارات..
حقاً لا أظن أن الأمر عادل بالنسبة للمرأة! وإذا كنت حاملاً في السنة الأولى من عقد العمل، فإنك تحصلين على 50٪ فقط من راتبك أثناء إجازة الأمومة بناء على القانون. وخبر حزين آخر بالنسبة للأردنيات العاملات المغتربات؛ فإن الضمان الاجتماعي لا يغطي إجازة الأمومة إذا كان نوع اشتراكك اختيارياً.. “رغم أننا ندفع ضعف ثمن الاشتراك في هذه الحالة”.. لذلك فإن لم تكوني مقيمة في الأردن أو أنك لا تعملين في شركة أردنية؛ فلن يغطي الضمان الاجتماعي لك إجازة الأمومة.. وكأننا، نحن الأمهات العاملات، نحتاج إلى المزيد من الصعوبات كي نعاني أكثر..