ترك العمل كان نقطة تحول في حياة روان عواد، حيث انتقلت من عالم المحاماة إلى عالم الطفولة. هذا الانتقال قادها إلى اكتشاف شغفها الحقيقي بالأمومة والطفولة، مما دفعها إلى إطلاق مشروعها التجاري الخاص لبيع الألعاب المستوحاة من منهج المونتسوري، وأدوات الطعام الآمنة للطفل.
عرفينا على نفسك.
روان أبوتايه- عواد، أم ل ٣ أطفال، مبادرة ورائدة أعمال، مؤسسة شريكة ومديرة تنفيذية لمجموعة صوفياكس للتجارة.
أخبرينا عن بداية مشوارك المهني
بدأت مسيرتي المهنية كمحامية مع لقب أول في علم النفس، حتى فترة انتقالي مع زوجي من فلسطين إلى أوروبا لمدة تسع سنوات قبل أن ننتقل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حديثًا لتكون مقرًا لنا. خلال فترة إقامتنا في أوروبا، تعرفت على التنويم الإيحائي للولادة، وقررت مشاركة هذه المعرفة مع نساء العالم العربي عبر منصة إنستجرام أطلقت عليها اسم “وَلادة ناعمة”. وخلال الأربع سنوات من العمل في مجال إعداد المحتوى، تعرفت على مجموعة متنوعة من المواضيع في الصحة النفسية والتربية، وقررت الانطلاق في رحلة التعليم من خلال مبادرات مثل الوالدية الواعية مع دكتور شيفالي، وبرامج تطوير الذات للنساء والأمهات بشكل خاص.
في الوقت نفسه، بدأت مشروعًا تجاريًا مع زوجي يتعلق بالألعاب التعليمية المستوحاة من منهج المونتيسوري وأدوات الطعام المصنوعة من السيليكون. واليوم، بعد مرور سنتين من التعلم والتجربة، تم اختياري لأكون المديرة التنفيذية للشركة.
هل لعبت الأمومة دوراً بترك العمل وتغيير مشوارك المهني، كيف؟
بالطبع، بعد انتقالي إلى أوروبا مع ابني الأول عندما كان عمره سنتين ونصف، واجهت صعوبة كبيرة في العمل بدون أي دعم من العائلة. حتى خلال فترة حملي بابني الثالث، قررت التفرغ لأطفالي والاهتمام بهم دون أن أكون مشغولة بأي عمل جديد. كأم تعيش في بلاد الغربة بدون مساعدة أو دعم، كان من الصعب علي التركيز على إدارة الأعمال بشكل فعّال وكانت معظم أعمالي تتم من المنزل. بذلت مجهودًا كبيرًا في محاولة تنسيق وقتي بين العمل المنزلي ورعاية الأطفال خلال وجودهم في المدرسة.
الغربة، الأمومة، إدارة مشاريع والعمل، وربما حتى تجربة ترك العمل، هل سبق وأن وصلتي لمرحلة الاحتراق الوظيفي، وكيف تعاملتِ معها؟”
بصراحة، في العديد من المرات، شعرت بالاحتراق الوظيفي وفقدت الرغبة في المضي قدماً، خصوصاً بعد ولادة ابني الثالث. قررت أن أتبع طريقة المرافقة مع مدربين في مراحل مختلفة. وحتى اليوم، تقوم مدربة مخضرمة بمرافقتي، داعمة ومتفهمة، وتمنحني المساحة الآمنة للتعبير عن تحدياتي والسعي لإيجاد الوسائل اللازمة للنمو والتطور. بالإضافة إلى ذلك، أتبع عدة تقنيات للاسترخاء واليقظة الذهنية مثل التأمل والتنفس الواعي والكتابة. كما كان من الجميل أيضاً أنني في السنوات الأخيرة وأثناء إقامتنا في سويسرا، كان بإمكاني الاستمتاع بالطبيعة الخلابة. استراحات متفرقة هنا وهناك كانت مفيدة جداً لإعادة شحن طاقتي.
بعد ذلك، قررنا الانتقال إلى الإمارات لتطوير الشركة والاستفادة من دعم ومساعدة أكبر في تربية الأطفال، مما سيمكنني من التركيز بفعالية أكبر على إدارة المشاريع. دعم زوجي خلال كل هذه السنوات وتبادل الأدوار في بعض الأحيان كان أساسياً لي حتى أحافظ على التوازن.
برأيك، ما أهمية وجود بيئة عمل داعمة للأم سواء في مكان العمل أو في المحيط العائلي؟ أخبرينا أكثر عن تجربتك بالأمر.
أنا أؤمن أن وجود بيئة داعمة هو شيء مهم وضروري حتى نجد المساحة الكافية للتطور. ففقدان الدعم اللازم للأمهات مع المسؤوليات الملقاة على عاتقهن يمكن أن يشعرهن ببعض الأحيان بضياع الهوية. من الممكن أن تكون البيئة الداعمة هي الزوج، العائلة، الأصدقاء وأيضاً المربيات ومدبرات المنزل إذا توفرت هذه الإمكانية. لولا دعم زوجي المتواصل لم أكن لأتمكن من العمل والتركيز بنفس الوقت على تربية الأطفال. كذلك وجود أمي في العديد من الأحيان سهل علي العمل خصوصاً في أوقات السفر. ومن الممكن أن تكون البيئة الداعمة هي ببساطة توفر مدربين أو معالجين مرافقين لدعمك في مسيرتك فالأشخاص المهنيين عندهم الأدوات لدعمك في رحلة نموك ولديهم الآليات لمساعدتك.
بعد انتقالنا للإمارات اخترت أن يرافقني طفلي في الشركة، خصوصاً أنه ما زال في مرحلة الرضاعة. الحمدلله تمكنت من توفير مربية ترافقني إلى المكتب لتهتم به خلال أوقات اجتماعاتي. وجود ابني معي بالشركة جعلني أشعر بالاطمئنان أكثر كما أن وجوده معي يشعرني بالسعادة. كم أتمنى أن يتسنى للأمهات مشاركة أطفالهم في أماكن العمل إذا توفر مكان مناسب لذلك حتى لا يضطرّن إلى ترك العمل في بعض الأحيان، فحسب رأيي هذا يزيد من نجاعة عملهن خصوصاً عند شعورهن بالطمأنينة تجاه أطفالهن.
اخترنا لكِ، لماذا تحتاج الأم العاملة حضانة في مكان العمل؟
نصيحة تقدمينها للأمهات العاملات أو من اضطرت منهن لترك العمل والتفرغ العائلي
انتِ لستِ بامرأة خارقة، كما جعلونا نصدق. لا تحاولي القيام بكل شيء في آن واحد، كوني لطيفة مع نفسك واطلبي المساعدة عند الحاجة. عيشي بانسجام مع دورتك البيولوجية وأعطِ أهمية أكبر لمشاعرك وأحاسيسك وثقي بحدسك الداخلي. تذكري أن وراء كل الأدوار التي تؤديها خلال اليوم توجد ذاتك الحقيقية والأصيلة، حاولي الاتصال بها ودعي نورك يتألق.
روان عواد شكراً لكِ على اللقاء المميز، نتمنى لكِ مزيداً من التوفيق
هل سمعت من قبل عن مؤسسة أكوان؟ تعرفي معنا على قصة نجاح لجين أبو الفرج في ريادة الأعمال مؤسسة شركة أكوان