قصة نجاح أم – الدكتورة “خولة أبو عليا” باحثة ملهمة في الغربة

قصص أمهات ملهمة

قصة نجاح أم – الدكتورة “خولة أبو عليا” باحثة ملهمة في الغربة

سنتحدث اليوم عن قصة نجاح أم؛  هي إنسانة طموحة ومثابرة، لا حدود لطموحها وحلمها، تدرس خطواتها بدقة وشغف قبل أن تخطوها! لتفاجئ كل من حولها بتفوق وكبر حجم خطواتها المذهلة. قصة نجاح أم؛ هي خير مثال على الطالبة المجتهدة والموظفة المتميزة والأم المتفانية.

تقول الدكتورة والأم الرائعة خولة أبو عليا: “خلق الله كل إنسان لتحقيق رسالة معينة في الحياة. فعلينا في البداية البحث عن هذه الرسالة بداخلنا، ومن ثم العمل والسعي لتحقيقها”.

هي سيدة تنشر الطاقة الإيجابية والحب والسعادة أينما حلت! لذا؛ سنروي اليوم قصة نجاح أم لملاكين، وحاصلة على شهادة الدكتوراة في علوم الجينات، وخير مثال يحتذى به للأم العاملة والتي تدرس في الغربة. والتي ستحدثنا عن نفسها وقصة نجاحها في هذا المقال.


حدثينا عن رحلتك الدراسية الحافلة

بالبداية، أنهيت دراستي الجامعية لدرجة البكالوريوس في العلوم الطبية المخبرية في فلسطين. وخلال دراستي؛ اكتشفت شغفي في التعلم والغوص أكثر في غمار المعرفة. فقررت المواصلة وحصلت على منحة لدراسة الماجستير في الأردن بلدي الثاني، حيث انتقلت مع عائلتي للعيش في الأردن، فلم تكن غربة بالنسبة لي.

دراستي للماجستير بتخصص علم الجينات؛ لم ترضي شغفي بشكل كامل للعلم. فقررت الحصول على ما هو أكثر من درجة الماجستير، وكان ذلك الحصول على درجة الدكتوراة. ثم وبعد زواجي بعام ونصف؛ تم قبولي في ألمانيا في مؤسسة ماكس بلانك في علم الأحياء التطوري. حيث تصنف أفضل مؤسسة بحثية في أوروبا، ومعدل التنافس عالي جداً من كل أنحاء العالم. واستطعت أن أحجز لنفسي مكاناً بينهم.

وخلال ثلاث سنوات؛ استطعت إنهاء درجة الدكتوراة بأعلى تقدير تمنحه المؤسسة لهذا التخصص. بالإضافة إلى إنجابي فتاتين رائعتين بالغربة، ولازال حبي للتعلم مستمراً. وحاليا أسعى للحصول على زمالة بحثية لما بعد الدكتوراة؛ حتى أكمل خط قصتي كقصة نجاح أم وباحثة ومغتربة.

حدثينا عن شعور الغربة ودوافعها وترك موطنك وذويك

ابتدأت غربتي عندما تزوجت وابتعدت عن عائلتي في الأردن إلى فلسطين. لكنها كانت نصف غربة؛ لوجود أختي وعائلتها وعائلة زوجي (عائلتي الثانية).

لكن؛ عند انتقالي مع زوجي إلى ألمانيا بدأت الغربة الحقيقية! فوجدنا أنفسنا وحيدين معزولين، على الرغم من جمال المحيط الذي لا يكتمل إلا بوجود العائلة. حيث انتقلنا إلى ألمانيا للحصول على شهادة الدكتوراة لي والماجستير لزوجي. وفي البداية كان شعور الشغف وحب التعلم والتطور يغمرنا والذي ازداد مع مرور الوقت.

أبرز الصعوبات والمحطات التي مررت بها خلال غربتك من دارسة وعمل وأمومة

الحياة في ألمانيا صعبة على نحو ما! فعليك القيام بكل شيء بمجهود مضاعف. كنت أقضي ساعتين يومياً في المواصلات للوصول إلى عملي. وما زاده صعوبة عندما أنجبت طفلتي الأولى؛ حيث كان علي أخذها معي دائماً إلى الحضانة في مكان عملي ودراستي.

كما أنه من أكثر الصعوبات التي كان على مواجهتهاك هو إنجابي لطفلتيَ وحيدة مع زوجي بدون عائلتي، والقيام بتربيتهما بدون مساعدة. في كثير من الأحيان كنت أتمنى وجود أحد يساعدني عند مرضي أو عند حاجتي لتسليم عمل في موعد معين.

أنا أحب المثالية والإتقان الكامل في كل عمل أقومه! قبل الأطفال كان الأمر أسهل بكثير، ومع وجودهم أصبح الموضوع بمثابة التحدي، وأنا أقبل التحديات! فكنت دائما أسعى لإتمام عملي على أكمل وجه؛ حتى لو اضطرني العمل لساعات متأخرة بعد نوم طفلتي. فخلال وجودي معها أحاول التركيز عليها فقط وتعليمها واللعب معها أو تنظيف المنزل وتحضير الطعام. فعادة ما يكون يومي ممتلئا تماماً! وفي معظم الأحيان يكون على حساب وقتي الخاص للراحة أو الاعتناء بنفسي.

ومن أبرز التحديات؛ كانت عند انتقال زوجي للعمل في ولاية أخرى. حيث كان يأتي لزيارتنا مرتين شهرياً! وما زاد من صعوبة الأمر؛ حملي في طفلتي الثانية خلال تلك الفترة! كان عليَ كتابة رسالة الدكتوراه في فترة قياسية والاعتناء بطفلتي وأمور المنزل والحمل معاً في نفس الوقت!


صفِ لنا دور الأمومة إلى جانب المسؤوليات الأخرى. وهل أثر أياً منهما على الأخر؟

لها إيجابياتها وسلبياتها بالطبع. فلا أنكر دور الدولة الألمانية في التسهيل على المرأة العاملة في إنجاب الأطفال! مثلاً: الدولة مسؤولة عن توفير مكان لطفلتي في الحضانة كي أستطيع العمل. لكن في الوقت ذاته؛ لا أنفي حاجتي في كثير من الأحيان لوجود أحد من عائلتي لمساعدتي للعناية بطفلتي كي أقوم بعمل ما. بالإضافة لحاجة طفلتي لوجود عائلة كبيرة وأقارب للتعرف عليهم. مع ذلك فإن قدرتي على التحكم في تصرفاتها وحياتها؛ أسهل بكثير.

أيضاً؛ قد اجهت في البداية صعوبة كبيرة لكوني أماً وما يتبعه من مسؤوليات. مثل التقيد وانعدام الحرية التي كنت أتمتع بها سابقاً! لكن مع مرور الوقت وبمساعدة زوجي؛ استعدت قدرتي على التحكم بمحيطي، وكنت قادرة على التوفيق بين عملي ودراستي وبين منزلي وطفلتي.

من كان الداعم الأساسي لك خلال هذه المراحل؟

بالطبع الداعم الأكبر هو شريك حياتي وزوجي! فهو يحاول دائماً تقديم أكبر قدر من المساعدة، وإعطائي مساحتي الشخصية كي أستطيع الاستمرار. فمن المهم الحصول على الدعم المعنوي باستمرار في ظل الضغط المستمر الذي يواجهنا في الغربة.

وقد كان زوجي خير مساعد في ذلك؛ فدائما يشعرني بعدم تقصيري في أي شيء حتى لو كنت أعلم العكس. وكان لذلك أثراً إيجابياً كبيراً في حياتي. كما كانت عائلتي وعائلة زوجي خير عون لي نفسياً من تعظيمهم وفخرهم بما أقوم به وإحساسهم بكل ما نعيشه!

كيف واجهت الصعوبات التي تعثرت بها خلال رحلتك؟

في بعض الأحيان؛ كنت أشعر بالاستسلام لكن لبضعة ساعات! ثم استجمع نفسي واستمر. فمن أعظم النعم التي أستشعرها هو إسلامي وقربي من الله، خاصة في محيط ينعدم فيه تقريباً الأيمان وذكر الله.

ففي كل مرحلة كنت الجأ الى الله وكان المعين والمعطي دائماً. اعتبر نفسي محظوظة لقدرتي على استشعار الخير في كل شر ولو بعد حين، فهذه نعمة اشكر الله عليها.

نصائح تقدمينها للنساء اللواتي يطمحن في إكمال تعليمهن خارج البلاد أو إنشاء عائلة هناك

  • علينا جميعا التذكر بأننا سنعيش حياة واحدة فقط! وكل مرحلة أو عمر يمر لن يعود. لذلك؛ علينا استغلال كل لحظة لنشعر بالرضا عن الذات.
  • تحقيق الطموح والأحلام أمر صعب جداً، بل ويحتاج الكثير من الوقت والمجهود ولكنه في النهاية يستحق.
  • دائماً ما كنت أطمح لأن تستحق حياتي أن تختصر في كتاب، ومازلت أسعى لأثري هذا الكتاب أكثر.
  • أنصح جميع من يطمح لهدف معين أن يسعى بكل قوته لتحقيقه فبإذن الله سيتحقق.

اقرأ أيضاً رجاء خورشيد قصة نجاح أم معطاءة بلا حدود

2 تعليقات

  1. تسنيم عمران
    فبراير 21, 2021 في 10:27 ص

    ماشاء الله الله يقويكي دكتورة مقال رائع جداً

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0