قصة نجاح المهندسة ديانا صلاح، من الهندسة لريادة الأعمال في مجال تعليم الأطفال البرمجة
نروي اليوم عبر موقع كلنا أمهات قصة نجاح، أم ومهندسة، حولت تحدياتها إلى فرص، وبفضل إرادتها القوية قررت إنشاء مشروعها الخاص لتغير الفكرة السائدة عن الهندسة، وتتيح للأطفال اكتشاف هذا العالم المميز. رغم كل التحديات والمعيقات المجتمعية إلا أنها أظهرت روح التميز والمثابرة والإصرار على تحقيق النجاح.
عرفينا على نفسك.
ديانا صلاح. عمري 29 سنة، فلسطينية، حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص هندسة الحاسوب. أم لطفلتين وصاحبة مركز روبوكيد RoboKid.
حديثنا عن بداية مشوارك المهني.
بدأ مشواري المهني منذ مدة طويلة وأنا طالبة جامعية على مقاعد الدراسة. عندما طلبت مني أستاذتي في الجامعة أن أدرّس ابنها! كان بلا شك تحدٍ بالنسبة لي خاصة أنني لم أُدرّس في حياتي سابقاً بشكل احترافي، وما هي إلا تجارب شخصية مع الأهل والأقارب. ولكنني سرعان ما أثبت نفسي في هذا الدور ونجحت بالتحدي وبدأ مستوى ابنها بالتقدم، والحصول على علامات مرتفعة.
كما شاركت أثناء دراستي في الجامعة مع عدد من الفرق والمؤسسات التطوعية مثل: شباب من أجل الأيتام، ومؤسسة شارك، وكامدن وغيرها.
بعد تخرجي، بدأت العمل مباشرة مع شركة الاتصالات الفلسطينية. ولكن بعد عام وبسبب بعد مكان العمل عن مكان إقامتي، انتقلت للعمل كمدرسة لمادة الرياضيات والعلوم في منطقة قريبة.
في تلك المرحلة كنت حاملاً بطفلتي الأولى. ورغم بعض المعيقات الصحية لم أترك العمل، بل انتقلت للعمل كمساعدة منسق برنامج التعليم المساند” مع الاتحاد الأوروبي. وفي عام 2021 بدأت العمل بالقطاع الحكومي في وزارة الاتصالات، بعدها بعامين قررت إطلاق مشروعي الخاص” مركز روبوكيد فلسطين”.
أخبرينا أكثر عن مشروعك RoboKid ما فكرته؟ وما أبرز التحديات التي تواجهينها؟
رغم شعوري بالاستقرار في وظيفتي، ولكن طموحي ورغبتي المستمرة بالوصول للأفضل دوماً هو ما دفعني لبدأ مشروعي الخاص. انطلق إلهامي لمشروعي الخاص من مشروع تخرجي المعنون ب”robot follow human”. كما أن مهنة التدريس ومتابعتي للطلاب دفعتني لبدأ مشروع يساعد الأطفال بالتوجه للعالم التكنولوجي المتسارع وتوظيف ذكائهم بطريقة مختلفة عن التحصيل الدراسي فأتت فكرة المهندس الصغير.
وكان هدفي أن يكون مشروعي متميزاً منذ البداية. فعقدت شراكة مع فرع أكاديمية ربوكيد في جمهورية مصر العربية، وبدأنا سوياً العمل على منهاج مناسب للأطفال دون سن الـ 18 عشر، وحالياً هناك فرع جديد للأكاديمية في الإمارات.
وبالإضافة لتعليم الأطفال البرمجة والروبوت. يقدم مركزي دروس متابعة منهاج وتأسيس، وعدد من النشاطات اللامنهجية.
وطبعا كمشروع فلسطيني لامرأة واجهني عدد من التحديات من ضمنها:
- إقناع أهل المنطقة بفكرة أن طفل عمره خمس سنوات قادر على صنع روبوت، وبرمجته وأن هذا شيء ممتع وجميل.
- بعد فتح مشروعي بأشهر قليلة بدأت الحرب. التي أثرت بشكل كبير على اقتصاد الدولة، وأولويات الأهل المادية.
- تنظيم أمور إدارة المركز، والوظيفة والبيت. وتحقيق التوازن بينهما أيضاَ أمر جداً متعب
برأيك ما أهمية وجود بيئة عمل داعمة للأمهات؟ وكيف كانت تجربتك؟
كأم، أرى أن الدعم لأي موظف بشكل عام وللأمهات بشكل خاص، يتيح الفرصة للإبداع والابتكار في العمل، دون الشعور بأن العمل واجب ويجب أن تقوم به فقط.
شعرت في أحيان كثيرة بالانزعاج وكما أنه غير مرحبٍ بي كأم مع أطفال، وكنت أتقيد منعاً للإحراج والخلافات، وأما في مركزي حالياً، أحاول قدر المستطاع أن أكون الدعم للأمهات الذي تمنينه يوماً لي، وأسعى لتوفير بيئة داعمة لهن وتغيير فكرة أن الأم غير مرغوب بها كموظفة.
هل مررت بتجربة الاحتراق الوظيفي؟ وكيف تتعاملين معه؟
لعبت بيئة العمل الداعمة التي عملت بها في مختلف الوظائف دوراً مهماً بألا أصل لمرحلة الاحتراق، وأيضاً اختياري وتوفيقي دوماً في العمل بمجال أحبه ساهم أيضاً بتجنب الوصول للاحتراق الوظيفي. ورسالتي للشركات أن عليهم الاهتمام بالصحة النفسية للموظفين، لأن راحة الموظف تنعكس بشكل مباشر على إنتاجيته وعمله لصالح الشركة.
رسالة توجهينها لطفلتيك عبر موقع كلنا أمهات.
أنا فخورة بكن، وأتمنى أن تصلن لكل ما ترغبن بالوصول إليه، أنتم من أكبر نعم الله لي، أحبكم كثيراً.
رسالة توجهينها للأم العاملة عبر موقع كلنا أمهات.
رغم المعيقات والتحديات أقول لكل أم سواء كانت أماً عاملة أم ربة منزل أنها قوية، استمري بالسعي وستصلين يوماً لكل ما تحلمين به، وستكونين أنتِ وعائلتك وأطفالك فخورين بكِ كثيراً.
تُختم قصة نجاح أم ببصمتها الملهمة وريادتها الاستثنائية، فقد أظهرت للعالم أن النساء ليسوا فقط قادرين على التألق في ميادين الهندسة، ولكن أيضاً على بناء مشاريعهم الخاصة بثقة ونجاح. إن إرثها يشكل دعوة لكل امرأة تحمل طموحات، لتحط رحالها في عالم الإبداع والريادة. في نهاية المطاف، تظل قصة نجاح هذه الأم دليلاً على أن الإصرار والعزيمة يمكناننا من تحقيق الأحلام وتحويل الصعاب إلى سلم للوصول إلى القمة. لقراءة المزيد من قصص الأمهات الملهمة