كيف أجد شغفي في الحياة مع ميرا سميرات

للأم العاملة

كيف أجد شغفي في الحياة مع ميرا سميرات

ميرا سميرات 2

بدأت مساري الوظيفي منذ عدة سنوات في مجالٍ رائع ومرتبٍ ممتاز؛ أمن لي حياة مرفهة نوعاً ما. كان الأمر على ما يرام، وتعلمت الكثير وعملت مع العديد من الأشخاص الرائعين وكنت أحقق نجاحاً تلو الآخر. ولكن ببساطة لم أحبه! حسدتُ أولئك الذين أحبوا وظيفتهم تماماً، الذين يستيقظون كل صباحٍ مبتهجين ومتحمسين للوصول إلى أعمالهم. بل وأردت دائماً أن أكون واحدةً منهم، وسألت نفسي مراراً؛ كيف أجد شغفي في الحياة؟ ولم أكن أعلم أن هذا الأمر قابل للتحقيق حتى استمعت لكلام الأستاذة ميرا سميرات.

قبل عقدٍ مضى اتخذتُ قراري وتركت عملي المريح؛ لأتعثر بعد ذلك بالعديد من المطبات، التي أوصلتني إلى هذا اليوم الذي أقول فيه وبكل ثقة أنني أعشق عملي.

يقول كنفوشيوس “اختر الوظيفة التي تحبها ولن تضطر إلى العمل يوماً واحداً طيلة حياتك”.

إنها نصيحة رائعة ولكنها ليست بهذه البساطة! فتحديد شغفك أولاً، ثم محاولة تنسيقه مع مهاراتك، ومطابقته مع وظيفة تساعدك على دفع الفواتير والعديد من المطبات الأخرى. كل هذه العوائق؛ تدفع العديد من الأشخاص لاختيار المسار الآمن والسهل، والبقاء في وظائفهم التي تؤمن لهم حياة جيدة والتي “لا يحبونها”.

فكيف أجد شغفي في الحياة؟

تحدثنا اليوم مع المستشارة الوظيفية ميرا السميرات صاحبة حساب miraalsmeirat على الإنستغرام، لتجيبنا على بعض الأسئلة المتعلقة بتحديد الشغف ومطابقته مع الوظيفة.

1. تمر الأمهات بحالة ضياع المسار المهني وخصوصاً في عالم اليوم السريع والمتجدد والذي تحكمه التكنولوجيا. ما هي نصيحة ميرا سميرات لأم غابت عن بيئة العمل لسنوات وتسأل نفسها الآن كيف أجد شغفي؟

بالبداية لو أرادت الأم إيجاد مسارها المهني، يجب أن تحفر في داخلها وتتعمق فيها وترجع لذاتها الحقيقية. فصحة المرأة النفسية بشكل خاص أمر مهم جداً؛ لأنها تنعكس على كل الأمور المتعلقة بحياتها، من عمل وقرارات ومنزل وعائلة، وعلى كل المجتمع من حولها. ثم بعد ذلك؛ يجب أن تحاول الأم أن تحدد المهارات والمواهب التي تتمتع بها. المواهب المميزة التي هي شغوفة بها والتي تستطيع تمييزها وتحديدها من خلال التفكير بها كمصدر سعادة. فهذه الموهبة التي تجعلني أشعر براحة وسلام، وتدفعني للابتسام والضحك، والتي لا أشعر بالضغط أو التعب عند ممارستها، والتي لا تشكل لي أي نوع من الصعوبة أو المعاناة أو الملل، بل تضعني في حالة من الفرح والاستمرارية والعطاء؛ هي ما أنا شغوفة به حقاً.

وإجابة على سؤال كيف أجد شغفي؛

يساعدنا أيضاً البحث عن شيء قمنا بعمله سابقاً وحققنا به نجاحاً باهراً. ولا ننسى رؤية الميول والقيم والأمور التي نؤمن بها بعين الاعتبار؛ فهذه الأمور تساعدنا على رسم مسار العودة إلى العمل. فمثلاً لو كنتِ من مناصري البيئة؛ ابني من قناعتك هذه مبادرة تدفعك للعمل في هذا المجال.

بالنهاية سأذكركم ألاّ تحصروا الشغف في المواهب والقدرات فقط؛ بل هو يشمل الخبرات والقيم والطاقات المختلفة والأفكار الخلاقة، ويشمل الأعمال التي التي تخلق في داخلنا سعادة وحافز للاستمرار.

ابحثي عن العوامل المخبئة في داخلك، التي تحفزك على العيش من جديد. اخرجي العامل المميز منها واصقليه، ثم اجعليه الركيزة الأساسية للبدء.

أما فيما يتعلق بالأم التي غابت لسنوات عن بيئة العمل وأضاعت مسارها المهني قالت ميرا سميرات:

نحن جميعاً نعيش في عالم سريع جدا، نعم وهبنا الله طاقات مختلفة ولكننا نتأخر أحياناً عن الموكب؛ ولكن هذا لا يهم ولا يهم من يصل أولاً، المهم فقط هو أن نصل!


2. تبحث العديد من الأمهات عن عمل، ولكنها لا تعلم من أين تبدأ. فما هي الخطوة الأولى في هذه العملية؟

الخطوة الأولى؛ هي أخذ قرار العودة إلى العمل، والبحث في داخلك عن الوظيفة التي لديك الشغف بها. حتى لو أضعتِ الطريق لهذا العمل؛ من الممكن أن تبدأي بالدراسة من جديد. فالتكنولوجيا سهلت لنا أخذ الدورات والشهادات وبشكل مجاني. حتى لو لم يكن لديكِ ألفة مع التكنولوجيا؛ فهناك العديد من الدورات التي ستساعدكِ كأم على التعامل مع هذه التكنولوجيا والدراسة عن بعد.

ثم اصبري! فهذه الأحلام لا تتحقق في ليلة وضحاها. بل تأكدي من قدرتك على الوصول حتى لو بدأتِ متأخرة. طوري من مهاراتك لتتخطي هذا التأخير ولتعوضي ما فاتك. ولا تنسي أن تطوري ذاتك عن طريق الدورات الجديدة، أو الاستعانة بمدربة حياة، أو قراءة الكتب ومشاهدة البرامج المتعلقة بتطوير الذات.

ثم بعد ذلك؛ عدّلي من سيرتك الذاتية، واحرصي أن تتناسب مع بيئة العمل الجديدة، وأيضاً مع وصف العمل الموجود في الوظيفة المطروحة. ثم ابدأي بالبحث عن عمل، واستغلي الطرق التكنولوجية لإيجاده من خلال البحث في المواقع الإلكترونية، أو حتى في وسائل التواصل الاجتماعي.

ابحثي عن المكان الذي يتناسب مع أسلوب حياتك، واقرأي عن الشركة التي ترغبين بالتقدم لها. جهزي نفسك للمقابلة، ولا تنسي إرفاق رسالة تعريفية مع سيرتك الذاتية. لا تيأسي بل استمري بالبحث. واحرصي على البحث في المكان الصحيح.


3. تمر الأمهات بظروف مختلفة. والبعض منهن اضطررن للانتقال إلى دولة جديدة، تتناسب مع وظيفة الزوج؛ فتترك الأم عملها ووظيفتها لتستمر مع أسرتها. وقد تجد أن مجال خبرتها غير مطلوب في سوق العمل الجديد. ما نصيحتك للأم التي تعيش هذه الحالة؟

صحة المرأة النفسية مهمة جداً. وفي هذه الحالة؛ يجب أن تخلق الأم علاقة حميمة بينها وبين البيئة الجديدة التي انتقلت لها. فابدأي من الداخل؛ من غرفة النوم لغرفة المعيشة للمطبخ وجميع أنحاء المنزل. أحبي المكان الذي تعيشين به وفكري بالجانب المادي لهذا المكان، واحرصي على جعل بيئته بيئة آمنة سعيدة مريحة وجميلة؛ لتخلقي علاقة مريحة معه تنعكس إيجابياً على صحتك النفسية، وترجع لكِ الشعور بالأمان الذي قد فقدتيه عند الانتقال واستبدلتيه بالخوف وعدم الانتماء.

ضعي خطة لنفسك، ورتبي أمورك مع عائلتك، ثم ابدأي بالتطوير من مهاراتك لتتناسب مع البيئة الجديدة. أدرسي سوق العمل ومتطلباته؛ لتصبح لديك فكرة شاملة عن نقاط القوة والضعف لديكِ. ولو كنتِ ترغبين بالاستمرار في نفس مجالك الوظيفي؛ فاحرصي على أن تطوري من مهاراتك حتى تكوني متميزة عند التقدم لعمل. أما لو اضطررتي للعمل في مجالٍ جديد؛ فسلحي نفسك بالشهادات والمهارات التي يحتاج لها سوق العمل الجديد.

وأضافت ميرا سميرات:

  • نصيحتي الأخيرة للأمهات؛ أن ركزي على ذاتك ولا تهملي نفسك من أجل الآخرين. فصحتك النفسية والجسدية والعقلية، تنعكس سلباً أو إيجاباً على من حولك. كما أن التغيير يبدأ بكِ أنتِ، هذه ليست أنانية ولكنها الوسيلة الوحيدة لتحققي نجاح كل أسرتكِ.
  • مارسي الرياضة والتأمل، وأعطي لنفسكِ مساحاتٍ من الهدوء. استمعي لصوت قلبك وروحك وشغفك؛ فأنتِ مهمة ولن يهتم بكِ أحد سوى نفسك.
  • صلِّ. فالصلاة قادرة على إعطائك إنارة جديدة لحياتك وستجدين نفسكِ بها، بل وستساعدكِ على اكتشاف ذاتكِ في ضوء الإشارات التي يرسلها لنا الخالق.

4. كيف أجد شغفي والوظيفة المناسبة لي إن أردت تغيير مجال عملي؟

سأؤكد على كل ما ذكرته سابقاً؛ ابتداءً بالعودة للذات، واكتشاف العنصر المحرك في داخلك، بحثاً عن المواهب والقيم والقدرات والطاقات والعناصر التي تحبينها، مروراً بالمجالات التي تؤمنين بها والمواد الدراسية التي تحبينها، انتهاءً بالأحلام القديمة التي لم تتحقق، أو بتخصص حلمتِ بدراسته وما استطعتِ؛ انتهاءً بتطوير المهارات والشهادات. ثم ابدأي!

سأذكر كتاب “ثاني لفة يمين“؛ للدكتور أمجد الجنباز، الذي يساعد الأشخاص من خلاله على التعرف على ذواتهم من جديد، ويدفعهم لاكتشاف كيفية الانتقال من مجال عملي أو أكاديمي إلى آخر، وصولاً إلى التناسب مع سوق العمل بشكلٍ أكبر.

في النهاية سأودعكم بنصيحة ثمينة؛ ابحثي بعمق عن ميولك من خلال أحلام الطفولة التي سحقت بسبب ضغوطات الحياة. حلليها إلى عناصر واربطي هذه العناصر مع الوظائف المناسبة، ثم ابدأي بتقليص الاحتمالات بما يتناسب مع اهتماماتك وظروفك.

لا تترددي من التوجه إلى مستشار وظيفي لأخذ النصح منه، وتذكري أن تخلقي وظيفة مناسبة إن لم تجدي واحدة! سواء أكانت بالعمل التطوعي، أم مبادرة خاصة أو حتى ابدأي عملك الخاص من المنزل.

طوري موهبة معينة لتتميزي بها عن الآخرين، آمني بنفسك ولا تخافي من نظرة الآخرين لكِ بل تحلي بالثقة وجربي وانطلقي.


احجز أون لاين

جلسة تدريب مهني وتطوير وظيفي مع ميرا سميرات

تحلمين بمسار مهني يحقق شغفك وطموحك، وتمتلكين الخبرات والشهادات اللازمة لتحقيقه؟ استقلتِ من وظيفتك الحالية وبدأتِ بمحاولة مطابقة خبراتكِ وشهاداتكِ مع شغفك، ولكنك لم تحققي ذلك؟


تساعدك المستشارة الوظيفية ميرا سميرات على تحقيق ما يلي:

  • إيجاد شغفك.
  • إيجاد عمل يساعدكِ في تحقيق ذاتك وتحقيق أهدافكِ وأحلامك.
  • تقدم لكِ زبدة خبرتها ونصحها من خلال استشارة؛تجيبك من خلالها على سؤال كيف أجد شغفي؛ وتساعدك على تطوير مسارك المهني ومطابقته مع شغفك لتحققي أحلامك وبأبسط الطرق.
  • تساعدك في اتخاذ القرار نحو الخطوة التالية في مسيرتك المهنية.

احجز الآن من هنا جلسة استشارية لمدة ساعة بقيمة 240 دهماً فقط!


8 تعليقات

  1. Dina
    يناير 22, 2021 في 2:07 ص

    أعجبني بشدة..

  2. […] وعلى عملك بالدرجة الثانية، يمكنك الاطلاع على مقال كيف أجدد شغفي بالحياة مع ميرا سميرات على موقعنا واكتشاف الكثير من الأسرار التي […]

  3. […] وعلى عملك بالدرجة الثانية، يمكنك الاطلاع على مقال كيف أجدد شغفي بالحياة مع ميرا سميرات على موقعنا واكتشاف الكثير من الأسرار التي […]

  4. […] وعلى عملك بالدرجة الثانية، يمكنك الاطلاع على مقال كيف أجدد شغفي بالحياة مع ميرا سميرات على موقعنا واكتشاف الكثير من الأسرار التي […]

  5. […] وعلى عملك بالدرجة الثانية، يمكنك الاطلاع على مقال كيف أجدد شغفي بالحياة مع ميرا سميرات على موقعنا واكتشاف الكثير من الأسرار التي […]

  6. […] وعلى عملك بالدرجة الثانية، يمكنك الاطلاع على مقال كيف أجدد شغفي بالحياة مع ميرا سميرات على موقعنا واكتشاف الكثير من الأسرار التي […]

  7. […] وعلى عملك بالدرجة الثانية، يمكنك الاطلاع على مقال كيف أجدد شغفي بالحياة مع ميرا سميرات على موقعنا واكتشاف الكثير من الأسرار التي […]

  8. […] إقرئي أيضاً كيف أجد شغفي في الحياة مع ميرا سميرات […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0