أثر مشاعر الغيرة وعدم الكفاية والحسد على الحياة الزوجية

العلاقات الأسرية

أثر مشاعر الغيرة وعدم الكفاية والحسد على الحياة الزوجية

pexels-photo-6532735-1

الغيرة وعدم الكفاية والحسد؛ ثلاثة عناصر تتشابك وتترابط معاً بشكل وثيق. تبدأ بعض هذه المشاعر بالظهور في مرحلة الطفولة المبكرة، فنرى تنافساً شديداً بين الأشقاء، وسباقاً للقرب من أحد الوالدين أو كليهما. أيضاً نرى مشاعر الغيرة التي تتجلى بعدة صور؛ كالغيرة من الرضيع حديث الولادة مثلاً.

بين مشاعر الغيرة والحسد؛ تولد مشاعر “عدم الكفاية”! التي تكبر وتنمو مع الطفل إلى مراحل عمره المتقدمة، والتي قد تثور وتتجلى في عدة مواقف خصوصاً مع الشريك. حيث تؤدي مشاعر “عدم الكفاية” إلى علاقة غير صحية وغير مريحة، علاقة يطغى عليها “الهجوم والدفاع”. حيث يستمر أحد الطرفين بوعي أو دون وعي، بإثبات كفايته طوال الوقت، لأنه أساساً لا يشعر بها!

مشاعر عدم الكفاية؛ تولد العديد من المشاعر السلبية الأخرى. فيرى أغلب من يشعر بها أنه غير كافٍ بالتالي لا يستحق! الاستحقاق أو عدمه هنا؛ يشمل جميع نواحي الحياة! أنا غير كافٍ بالتالي أنا لا أستحق السعادة أو الحب أو الراحة النفسية أو العلاقات الصحية وما إلى ذلك.

لنتحدث بشكل أوسع عن مشاعر الحسد والغيرة وكيف تؤديان للشعور بعدم الكفاية

الحسد

هو شعور بعدم الرضا بما نمتلك من مزايا وحسنات أو ممتلكات؛ مع الطمع فيما يتعلق بمزايا الآخر وسماته وممتلكاته وصفاته؛ مثل الجمال أو الموهبة أو النجاح وما إلى ذلك. ينتج الحسد من مشاعر النقص الموجودة في داخل الفرد؛ فعندما يشعر الفرد أنه أقل من الآخر، سواء كان ذلك في علاقة زوجية أو علاقة صداقة أو حتى علاقة أخوية؛ يتفاقم الشعور بعدم الكفاية نتيجة لذلك! وقد تمنعه دفاعاته النفسية من الشعور بعدم الكفاية في تلك اللحظة، بل وتحول مشاعر عدم الكفاية إلى مشاعر تفوق على الشخص الآخر الذي يحسده، أو مشاعر استخفاف به!

كيف تنعكس مشاعر الحسد بشكل سلبي على الحياة الزوجية؟ 

إن تسلل مشاعر الحسد في الحياة الزوجية له عواقب غير جيدة. مثلاً: قد يتفاقم شعور الزوج بعدم الكفاية إن هو رأى زوجته وهي تقفز من نجاح لآخر، وقد يدخل في دوامة من المقارنات، وقد يسعى لإحباط زوجته والتقليل من قدراتها والاستخفاف بها؛ وكل هذا يولد مشكلات كبيرة، بل ويترك شروخاً عميقة لن تزول من تلقاء نفسها، بل وقد يؤدي إلى صعوبة الحياة مع الطرف الآخر أو حتى استحالتها! والعكس بالعكس يذكر.


الغيرة

تنبع الغيرة أيضاً من الشعور بعدم الكفاية، على الرغم من أن مشاعر الغيرة أكثر وعياً من مشاعر الحسد. فكما ذكرنا سابقاً؛ الحسد هو الرغبة في امتلاك ما لدى شخص آخر. أما الغيرة فهي الخوف من فقدان ما نملك وما لدينا! هذا الخوف يقودنا للشعور بالضعف؛ فنشعر بالضعف لفقدان انتباه أو مشاعر شخص ما، وكأننا غير قادرين على العيش إلا من خلال مشاعره! يؤدي هذا الشعور بالضعف إلى عدم ارتياح نفسي وعقلي بسبب الشك والخوف من المنافسة وحتى الخوف من الخيانة وما إلى ذلك. 

قد تكون مشاعر الغيرة عادية وغير مؤذية، وقد ساعدت حتى عبر التاريخ على الحد من الخيانة الزوجية! ولكن الغيرة أيضاً، قد تكون مدمرة للعلاقات وحتى قاتلة! قصة قابيل وهابيل وقصة إخوة سيدنا يوسف خير مثال على ذلك. وأكثر من ذلك؛ الغيرة هي السبب الرئيسي لجرائم القتل الزوجي! حيث بينت دراسة أسترالية شملت 479 جريمة قتل؛ أن 58% من هذه الجرائم هي جرائم قتل زوجي بسبب الغيرة. المصدر

كيف تنعكس مشاعر الغيرة بشكل سلبي على الحياة الزوجية؟ 

مشاعر الغيرة ناتجة من مشاعر عدم الكفاية؛ وقد يدفعنا الاعتقاد الراسخ بعدم الكفاية أننا لا نستحق الحب، وقد يؤدي ذلك إلى السعي وراء اهتمام الجنس الآخر غير آبهين بمضار ذلك على حياتنا. أيضاً انعدام الأمن الناتج من مشاعر عدم الكفاية، يقودنا إلى الشعور بالغيرة، بل ويدفع العديد من الزوجات للاعتقاد أن زوجها يرغب بأخرى حتى لو لم يكن الأمر كذلك! (والعكس بالعكس يذكر)، وكم من بيوت هدمت ومشاعر جرحت ومشاكل خُلقت بسبب الغيرة الزوجية من كلا الزوجين!


مشاعر عدم الكفاية

تضمن مشاعر الحسد والغيرة؛ مقارنات تعكس إحساساً بالقصور أو الدونية. فيستمر الفرد بالاعتقاد أنه أدنى من شخص يمتلك مواهب أو ممتلكات أو هبات معينة “مشاعر الحسد”، أو أدنى أهمية من شخص ما “مشاعر الغيرة”. لذا؛ فإن القاسم المشترك ما بين الشعورين السابقين “الحسد والغيرة” هو شعور عدم الكفاية الذي ينتج عنهما! وأيضاً، كلما زادت حدة هذه المشاعر “الغيرة والحسد”؛ تفاقم شعور عدم الكفاية لدى الفرد!

وبالتالي؛ فإن الأشخاص الذين يعتمدون على الآخر في العلاقات بشكل عام، قد يتعاملون مع الرفض بصعوبة؛ وذلك بسبب تدني احترام الذات لديهم وإحساسهم بالعار وعدم الاستحقاق. هؤلاء الأشخاص يبدأون بمهاجمة أنفسهم عند تعرضهم للرفض، كأن يخبروا أنفسهم: “أنت أدنى من أن تستحق هذا الحب – أو – ما قمت بإنجازه غير كافٍ ولا يستحق مقابل مادي جيد”. أو أنهم يحولون هذا الهجوم على الطرف الآخر، كأن يخبروا أنفسهم: “لم يكن يستحق حبي على أى حال هو الخسران”.

كيف تنعكس مشاعر عدم الكفاية بشكل سلبي على الحياة الزوجية؟ 

قد تقود هذه المشاعر للتصرف وبشكل غير واعي بطرق تدفع شريكك إلى تركك والمغادرة! فمعتقد عدم الكفاية وما ينتج عنه من مشاعر عدم الاستحقاق؛ المتجذرة في داخل شخص ما، قد تدفعه للتصرف تصرفات ليثبت لنفسه فقط أنه لا تستحق الحب أو السعادة مع الشريك! فكأنك يعطي شريكه سبباً لتركه والمغادرة، أو حتى أنه يغادر الشريك خوفاً من أن يقوم هو بالمغادرة! في كلتا الحالتين؛ يعد هذا التصرف، تصرف دفاعي ليمنع نفسه من التعلق الشديد بالشريك، لأنه وبحسب معتقداته سيغادر شريكه عاجلاً أم آجلاً، لأنه وبناء على معتقداته أيضاً لا يستحق شريك وفي محب!!


احجز استشارة اونلاين

باقة العلاج الأسري مع الأخصائية النفسية رنا طيارة

هل تشعرين أنكِ قد وصلتي لطريقٍ مسدودٍ مع زوجك؟ وهل سبب شعورك هذا أنكِ تحتملين فوق طاقتك دون مبادرة زوجك للمساعدة أيضاً؟ هل تخشين من اتساع الفجوة بينكِ وبين زوجك؟ وهل تبحثين عن استشارة في العلاج الأسري؟ عزيزتي؛ لست وحدك في هذا! فجميعنا نمر بهذه المطبات في حياتنا الزوجية. ولكن طريقة استجابتنا وتفاعلنا مع هذه المطبات، هي ما يهم وهي ما يدل على عمق العلاقة بينكِ وبين زوجك.

لذلك؛ نوفر لكِ اليوم عبر موقعنا موقع كلنا أمهات استشارة نفسية اونلاين عبر تطبيق زووم. من خلال باقة العلاج الأسري مع الدكتورة رنا طيارة. التي تمكنكِ وزوجك، من حضور ثلاث جلسات للعلاج الأسري بسعرٍ مخفض. حيث تقوم الدكتورة رنا طيارة من خلال هذه الجلسات؛ بفهم أساس المشكلات أولاً، وتحليلها والحد من تعقيدها ثانياً. ثم تقوم بناءً على ذلك بتقديم الحلول التي ستمكنكِ وزوجك من اجتياز هذه العقبات بنجاح. لا تترددي واحجزي اليوم باقة العلاج الأسري. فأسرتك تستحق منكِ كل المحاولات للحفاظ عليها.

احجز الآن من هنا بقيمة 735 درهم تشمل ثلاثة استشارات مع الدكتورة رنا طيارة


اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0