ندى ضياء الدين، أمٌ أوجدت من الغربةِ حياة

أمهات ذوي الهمم قصص أمهات ملهمة

ندى ضياء الدين، أمٌ أوجدت من الغربةِ حياة

ندى ضياء الدين

“خلال دراستي الجامعية، تطوعت في برنامج لمحو الأمية. قمت بتدريس أشخاص بعمر الخمسين عاماً وهذا ما علمني الصبر الشديد في إعطاء المعلومة، في المدرسة وفي البيت. ولو استفاد شخص واحد من كل ما أبذل، فأنا مستفيدة وأشعر بالسعادة.”

– ندى ضياء الدين

مَن هي ندى ضياء الدين؟

ندى ضياء الدين مصرية، أم مغتربة لثلاث أطفال، أدهم، علياء وجوليا. تعيش في السعودية. خريجة كلية التجارة، ولكن العمل الوحيد المتاح للسيدات في أول سنواتها في الغربة كان التدريس وهنا ساعدها إتقانها للإنجليزية. فعملت معلمة اللغة الإنجليزية لطلاب الثانوية. هذا الاهتمام بالمهام والأطفال لوحدها جعل منها قوية ومسؤولة، دعمها لتربي أولادها بهدوء تجمعهم رابطة قوية بعيداً عن مشتتات الحياة. برأيي هذا الجانب جعلني أرى كم ندى جميلة وقوية! رأت في التحدي والصعوبة معنى للحياة وقيمة مضافة!

موظفة، أم مغتربة، زوجها مسافر للعمل، بعيدة عن أهلها ولا تستطيع التواصل معهم إلا مرة أسبوعياً. هكذا كانت البداية، بداية إمرأة ملهمة.


تحدي الأم المغتربة

عندما سألت ندى ضياء الدين عن أكبر التحديات التي واجهتها في حياتها أجابتني: تحدي الغربة.

“أكبر تحدي واجهني، هو أنني تزوجت وسافرت من مصر إلى السعودية، بلد مختلفة بقوانينها ومجتمعها، لم أقدر على المشي في الشوارع لوحدي كما اعتدت ذلك في مصر”.

لم يكن حينها سهولة في التواصل بالانترنت لتهاتف أهلها، تحمل طفلاً عمره سنة “أدهم”. كان زوجها يسافر لعمله ويعود أيام قليلة ثم يعاود السفر. وهنا بدأ شعور الوحدة ينضم إلى مشاعر ندى. وبذلك أيضاً، كانت مرحلة انتقالية كما سمتها، اعتمدت على نفسها بشكل كبير بعد سند الله لها.

“عينيا بتشوف الكتب طول الوقت”

قصة: إقرأ معايا

“من صغري، أعيش في بيت فيه كتب. جدي محب جداً للقراءة، عينيا تشوف الكتب طوال الوقت، وكذلك والدي يكتب الشعر وأمي تعمل في وزارة الثقافة فأزور معها مؤتمرات أدبية ونقابل الكتاب. كل هذا زرع في داخلي حب الكتاب والقراءة بدءاً من قصص الأطفال ميكي وماجد وسمير”

كبرت ندى،ويكبر معها ما تقرأ. لا تفارق الكتب حقيبتها، في السفر دائماً هنالك كتاب ف لتقرؤه. وإحدى محاسن الغربة إنها زادت حبها للقراءة.فكم من مرة كان فيها الكتاب خير جليس؟

ذات مرة، كتبت تقييماً لأحد الكتب التي قرأتها عبر صفحتي الخاصة على فيسبوك. لاقيت إعجاب الأصدقاء وحينها اقترحت أختي أن أنشأ صفحة خاصة بتقييمات الكتب التي أقرأها، وبالفعل!

فتحت صفحة: إقرأ معايا ونشرت فيها العديد من التقييمات وبدأ المتابعين بطلب تقييمات لكتب أخرى، وبذلك كنت أشجعهم على قراءة الكتب.

“أكتب بمبدأ أنه لو قرأ شخص واحد فقط ما أكتب واستفاد منه فبذلك أنا مستفيدة!”


لماذا يجب أن يقرأ الطفل؟

تشجع ندى دوماً طلابها في المدرسة وأطفالها في البيت على قراءة الكتب. وتخبرنا بأنه حينما تشاهد فيلماً فأنت أداة بيد المخرج، يفرض عليك الشخصيات، الحبكة، الخاتمة وكل التفاصيل. بينما القراءة تشغل دماغك فأنت لست متلقياً فحسب.

حيث أنك تنشئ روايتك الخاصة بالقراءة، برؤيتك وفكرك وخيالك.

مع الوقت، ينتقل الطفل القارىء إلى مرحلة النقد، هذا الكتاب جميل أو غير ذلك. أفضل هذا الكتاب عن غيره وهكذا. وبعدها تأتي مرحلة التحليل التي يبدأ فيها الطفل بالتفسير والتفكير بالأسباب والتفاصيل ومع الوقت يصبح قادراً على فهم الكثير من الأمور دون بذل جهد كبير.

ويمكن لنا أن نجد بين القصص والروايات مواقف حياتية مماثلة ترشدنا.

””يمكن للغربة أن تجعل منك إنسانةً قويةً” 

رسالة ندى ضياء الدين للأمهات المغتربات:

 تربية الأطفال أهم التحديات التي تواجه الأم المغتربة!

تربية الأطفال تشكل تحدياً لأي أم، خاصة في بلد مخالفة للقيم العربية. وحتى المشابهة فهي أيضا تشمل عوامل التشتت. لكن تود ندى أن تذكر كل الأمهات في الغربة بأن هناك فرصة ممتازة لتكوين عائلة مترابطة. وجودك لوحدك يجعلك تستخرجين أكبر مواطن القوة فيك. فرصة.. لإظهار قوتك في تربية أطفالك، بقيمك وبطريقتك الخاصة دون تدخلات جانبية. فرغم كل شيء تصف لنا ندى علاقتها بأطفالها بأنها علاقة صداقة وثقة.

قد تواجهين أناساً غير لطيفين لكنهم ذات الأشخاض الذين يعلموكِ كيف تتفاديهم وكيف تحددي طبيعة العلاقات من حولك. لربما تعيشين في بلد بلد لا تتيح فرصة للمرأة، أو لمغتربة، لكن ندى ضياء الدين نجحت وفي غير مجالها! لذا لا تستسلمي ولا تتوقفي.

الغربة يمكنها أن تجعل منك إنسانةً قويةً.

اقرئي أيضا:

شهد سطرية.. أم ملهمة في الغربة وصانعة محتوى أمومة


3 تعليقات

  1. […] اقرأ أيضاً ندى ضياء الدين؛ أم أوجدت من الغربة حياة […]

  2. […] اقرأ أيضاً ندى ضياء الدين أم مغتربة وجدت من الغربة حياة […]

  3. […] اقرئي أيضاً: ندى ضياء الدين، أمٌ أوجدت من الغربةِ حياة […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0