شهر رمضان هو شهر العطاء.. وهذا الشهر يمنحنا فرصة ذهبية رائعة لتعليم الطفل الصدقة والتبرعات. حيث تعد الصدقات وعمل الخير والتبرعات؛ قيمة دينية وإنسانية واجتماعية ورمضانية مهمة، وهنا يأتي دورنا نحن الآباء بتوجيه أطفالنا وغرس هذه القيم الرائعة في نفوسهم منذ طفولتهم المبكرة.
عمل الخير لا يقتصر على تقديم المال للمحتاجين فقط؛ بل له أوجه لا تعد ولا تحصى! فابتسامتنا في وجه أخينا صدقة.. إماطة الأذى عن الطريق صدقة.. مساعدة الجار بحمل أغراضه صدقة… إلخ.
لكن ومن خلال هذا المقال، سنقدم لكم خمس طرق لتعليم الطفل الصدقة والتبرعات.
1. ابدئي مع طفلك منذ عمر مبكر
غرس قيمة العطاء بشكل عام في نفس الطفل منذ عمر صغير؛ أمر مهم ويؤثر على الطفل في المستقبل.. وفيما لو شعرتِ أن طفلك غير مدرك للأموال والنقود وقيمتهم المادية بعد؛ يمكنكِ منح الأمر أبعاداً اجتماعية أخرى.. مثل:
- إطعام قطة.
- تقديم الماء البارد لعامل ما “تحت إشرافك”.
- المساعدة بتعبئة ثلاجات رمضان أثناء الشهر الفضيل.
وغيرها العديد من الأفكار المصاحبة للصدقة. وبهذا تغرسين البذرة الأولى لتعليم الطفل الصدقة وأثرها الرائع. ثم ومع تقدم الطفل في السن، يمكنك البدء بتشجيعهم على التبرع بنسبة من الأموال التي يحصلون عليها في أعياد ميلادهم أو أي مناسبات أخرى.
** ثلاجات رمضان هي مبادرة مجتمعية انطلقت في دبي عام 2016.. بدأتها سيدة هولندية حيث قامت بوضع ثلاجة واحدة خارج منزلها أثناء رمضان، ثم بدأت بوضع الطعام والشراب داخل هذه الثلاجة بهدف توفير وجبة الإفطار خلال الشهر الفضيل للمحتاجين في الحي.
2. تحدث عن العطاء وعن الصدقات والتبرعات أمام أطفالك كلما سمحت الفرصة
التحدث أمام أطفالك عن العمل الخيري والعطاء والتبرع والصدقات.. أمر رائع ومهم وعظيم وله فوائد متعددة:
- يشعر طفلك بالألفة مع العمل الخيري والعطاء.
- يوضح مفهوم العطاء والصدقات بشكل أعمق لدى الطفل.
- يشجع الطفل بشكل أكبر على الصدقة.
- أثبتت إحدى الدراسات أنه عندما يتحدث الآباء عن الصدقة والعطاء أمام أطفالهم؛ هذا يعزز عطاء الأطفال ويحفزهم على تقديم الصدقات، بل ويقوم أطفالهم بتقديم الصدقات فعلاً بنسبة 20%. الدراسة
** احرصي عزيزتي الأم أن تعملي على جعل العطاء جزء من شخصية طفلك وهويته.. ويكون ذلك بأن تنسبي عمل الخير للطفل نفسه عندما ينخرط بأحد الأعمال الخيرية أو حملات التبرعات.. أخبريه أنه إنسان رائع وجيد بدل من أن تخبريه أن الأمر كان لطيفاً ومحبباً.. امدحي شخصه لا فعله.
3. كوني قدوة ومثالاً للعطاء ونموذجاً لأطفالك
أذكر جيداً لحظات العطاء وجمع الصدقات والتبرعات التي كانت تحدث في منزلنا أثناء طفولتي المبكرة.. ولا أنكر أبداً كم أثر هذا على شخصيتي وكم عزز قيمة العطاء في داخلي، بل إن قيمة العطاء بالنسبة لي هي أهم قيمة وهي القيمة التي تمنحني الرضا الذاتي.. وهي أكثر ما أحاول غرسه في نفوس أطفالي اليوم.
كانت والدتي تطبخ في المنزل في أيام رمضان المبارك.. ثم تقسم الطعام على عدة صحون بلاستيكية.. تزينها وتحرص على وضع أفضل المكونات قائلة: “الطيبات لله”.. ثم تخرج ووالدي لتوزيع هذه الوجبات على المحتاجين في الحي والأحياء المجاورة.. اليوم وعلى أثر ذلك نقوم أنا وإخوتي بالمثل! أصبح هذا الأمر جزءً من كياننا وشخصيتنا!
الآن لنتحدث عن الأمر من ناحية علمية.. في تقرير صدر عام 2018 بين أنه من بين أولئك الذين رأوا والديهم يقومون بالأعمال الخيرية؛ 80% منهم حذوا حذو والديهم. المصدر
4. اسمحي لأطفالك بالانضمام إليك عن تقديم التبرعات والصدقات
تكمن أهمية انخراط الأطفال والوالدين معاً عند تقديم التبرعات والصدقات في نقطتين أساسيتين:
- من خلال انخراطك وأطفالك معاً في الأعمال الخيرية سواء أكانت جمع تبرعات عينية أو جمع صدقات مالية أو حتى مساعدة محتاج في الطريق.. بهذا أنت تبنين وضعاً طبيعياً مألوفاً لدى أطفالك.. وبالتالي يسهل غرسه فيهم، ويسهل الحديث إليهم عن العطاء والصدقات والتبرعات.
- يحب الأطفال المشاركة في الأنشطة المختلفة بدلاً من المشاهدة فقط.. ومشاركتهم في الأعمال الخيرية فرصة ذهبية لتشذيب أرواحهم وإنسانيتهم.
إليكِ بعض الأمثلة التي تعزز هذه النقطة:
- اشتراك العائلة بكامل أفرادها بجمع النقود في “حصالة النقود”، وتحديد وقت معين قبل فتحها.. ستة أشهر على سبيل المثال. وشرح الهدف من المال الموجود في داخلها وبماذا سيتم استخدامه.
- اصطحبي أطفالك قبل أذان المغرب لتوزعي معهم وجبات إفطار صائم على المارة والمحتاجين.
- نسقي إفطاراً في دار للأيتام واصطحبي أطفالك لتشاركيهم الإفطار. ثم وزعي وأطفالك الهدايا “التي قمتم بتحضيرها مسبقاً” على بقية الأطفال.
- اصطحبي طفلك لشراء الماء ووضعه في ثلاجة رمضان.
- ذكري طفلك دائماً وأبداً مهما كان عمره.. أن يخلص النية لله تعالى فقط.
