في نهاية شهر رمضان المبارك؛ يستعد المسلمون لاستقبال عيد الفطر السعيد. حيث يتم الاحتفال بهذا العيد بفرح وحماس كبيرين، مع تجهيز مجموعة من الأطباق الشهية المعدة خصيصاً لهذه المناسبة. فكيف نحافظ على احمية الغذائية في العيد؟
بعد الصيام لمدة شهر كامل؛ من الطبيعي أن يرغب المرء بالاستمتاع ببعض الأطعمة اللذيذة.. خصوصاً الحلويات المرتبطة بفرحة وبهجة العيد. وقد يؤدي تناول هذه الأطعمة إلى الإحباط والإحساس الشديد بالذنب، خصوصاً إذا كنت قد حققت نتائج تغذوية مرضية في رمضان.. فتشعر كأنك دمرت كل النتائج التي وصلت لها.
وفي مجتمعاتنا؛ تواجد هذه الأطعمة هو جزء لا يتجزأ من مناسبة العيد الميمونة.. فهي موجودة في تجمعات العيد وفي كل بيت تزوره. وفي حين أن هذه التجمعات لا مفر منها؛ إلا أنه من الممكن تفادي الوقوع في مطبات العيد بشكل ذكي إذا تقيدنا ببعض النصائح والإرشادات لضمان عيد سعيد وصحي.
التدرج في تناول الطعام
في حين أنه لا حرج من تناول كميات بسيطة من حلويات العيد.. إلا أن الإفراط في تناول الطعام في يوم واحد يمكن أن يتسبب في صدمة كبيرة لجسمك؛ خصوصاً أن جسمك قد تكيف مع جدول رمضان الذي استمر لمدة شهر كامل.. والتغيير المفاجئ في هذا النظام الغذائي؛ يمكن أن يلحق الضرر بصحتك.. ثم ينتهي بك الأمر وأنت تعاني من عسر الهضم والانتفاخ في أول أيام العيد.
لذلك حتى تحافظ على الحمية الغذائية في العيد؛ اتبع النصائح التالية:
- حاول أن تتدرج في تناول الطعام.
- لا تتناول أنواع أطعمة عديدة في أول أيام العيد.
- ابدأ بنصف أو صنفين ثم يمكنك أن تزيد ذلك تدريجيا خلال أيام العيد.
- تجنب الأطعمة الدسمة والتوابل الكثيرة في أول أيام العيد إلا أن يتعود جسمك على النظام الغذائي الجديد.
إفطار العيد
إن إفطار العيد هي وجبة مهمة جداً، ولا يجب إهمالها.. فهي أول وجبة تتناولها في الصباح بعد انقطاع لمدة 30 يوماً.
لذلك؛ حتى تحافظ على الحمية الغذائية في العيد؛ احرص على تناول إفطار العيد مع مراعاة التالي:
- احرص على أن تجهز جسمك بشكل جيد لإفطار العيد؛ من خلال البدء ببعض حبات التمر.
- تناول بعض اللبن الغني بالبروبيتكس التي تحافظ على سلامة الجهاز الهضمي.
- حافظ على هذه الوجبة بسيطة واختر الأطعمة سهلة الهضم غير الدسمة.. لأن جسمك معرض بشكل أكبر لمشاكل الهضم.. كالحرقة وعسر الهضم وحموضة المعدة والانتفاخ.
- قد يكون مخفوق الموز مع التوت واللبن مثال ممتاز لوجبة فطور متكاملة.
لا تهمل النشاط البدني
في حين أنه يصعب الذهاب للنادي الرياضي في أيام العيد لانشغالنا بارتباطات اجتماعية؛ إلا أن الذهاب في نزهة على الأقدام، أو المشي لزيارة الأصدقاء والجيران بدلاً من ركوب السيارة.. مهم جداً ويساعدك على الحفاظ على الحمية الغذائية في العيد.
وتكمن أهمية النشاط البدني بأنه:
- يجعلك تشعر بالانتعاش والاسترخاء والسعادة.
- الهرمونات التي يفرزها جسمك خلال التمارين الرياضية تؤثر بشكل إيجابي على مزاجك وتقلل شهيتك وتجعلك تشعر بمزيد من النشاط.
- تساعدك أيضاً في تقليل شعورك بالذنب تجاه الأغذية العالية بالسعرات التي تناولتها.
الخضار دائما أولاً
لعل أفضل طريقة للتحكم في الشهية وتقليلها؛ هي ابتداء الوجبة بتناول كمية جيدة من الخضار. حيث لها أهمية كبيرة في الحفاظ على الحمية الغذائية في العيد وفي كل الأوقات الأخرى أيضاً..
وذلك لعدة أسباب منها:
- تحتوي الخضار على العديد من العناصر الغذائية الأساسية والألياف التي تجعلك تشعر بالشبع.
- إذا بدأت وجبتك بوعاء من السلطة أو الخضار فإنك سوف تتناول كمية أقل من الأطعمة الدسمة.
- يمكنك أيضاً أن تتناول الخضار كوجبة خفيفة بين الوجبات.. فأنواع الخضار مثل الخيار والخس غنية بالألياف التي تملأ معدتك، وتحتوي كمية سعرات حرارية قليلة جداً.
المناسبات الاجتماعية
إذا كنت ترغب في الحفاظ على وزنك تحت السيطرة؛ فلا بد أن تحافظ على الحمية الغذائية في العيد.. حيث تكثر المناسبات الاجتماعية والتجمعات العائلية في العيد.
لذلك إليك النصائح التالية للحفاظ على الحمية الغذائية في العيد:
- يجب أن تنتبه لكمية الوجبات التي تتناولها.. حتى وإن كنت تتناول الطعام مع الأهل أو الأصدقاء.
- إن تكديس الطعام في طبقك لمجرد أنها مناسبة ليس عذرًا لترك أهداف نظامك الغذائي تذهب سدى.. لأنه عادة سوف يتم الضغط عليك لتناول ذلك الطعام ولربما المزيد أيضاً.
- أرفض بأدب جرعة ثانية من الطعام؛ حتى لو كان أحد الأقارب هو الذي يحثك على تناول المزيد.
- أفضل طريقة يمكنك من خلالها تناول كميات أقل من الطعام هي إجراء محادثات مع الموجودين. بحيث تركز أكثر على المحادثة وأقل على الأطباق الشهية.
- تناول الطعام ببطء دون أن يشعر الآخرين أنك تتناول كميات أقل من الطعام.
احذر المشروبات عالية السعرات
بينما قد يبدو تناول مشروب غازي مع وجبتك فكرة رائعة بحجة هضم الطعام الثقيل؛ إلا أن الواقع بعيد كل البعد عن ذلك! المشروبات الغازية مليئة بالسكر ولا تضيف أي قيمة غذائية للجسم..
حتى تتجنب المشروبات عالية السعرات الحرارية؛ بهدف الحفاظ على الحمية الغذائية في العيد وكل الأوقات الأخرى.. إليك النصائح التالية:
- بدلًا من تناول كوب من المشروب البارد؛ تناول كوبًا من اللبن مع أوراق النعناع.. فهو يساعدك على الشعور بالشبع، ويزودك بالعديد من المغذيات، ويحفظ سلامة جهازك الهضمي.
- احرص على شرب كمية كافية من الماء، فهي تحافظ على رطوبة الجسم وسير العمليات الحيوية.
- يمكنك أيضاً تناول شاي الأعشاب مثل اليانسون أو النعنع أو الكمون.. خصوصاً إذا كنت تعاني من أي اضطراب هضمي نتيجة اختلال نظامك الغذائي.
حلويات العيد
نتوق جميعًا لتناول حلويات العيد؛ حيث أنها صنعت خصيصاً لهذه المناسبة. لكن كيف يمكنني أن استمتع بها رغم احتوائها على كميات كبيرة من السمن والسكر والمكسرات؟
الحل دائما يكمن بتقليل الاستهلاك.. ويتحقق ذلك من خلال:
- في حال رغبتك بتناول الحلويات تناول فاكهة أو بعض حبات التمر قبل أن تمضي قدمًا في الطبق الحلو؛ وسوف يرضي محتوى السكر الطبيعي الموجود في الفواكه رغبتك بتناول الحلويات إلى حد ما. وستكون بضع قضمات الحلوى المفضلة لديك كافية لك.
- يمكنك أيضاً أن تصنع حلويات صحية تستمع بها مع عائلتك وأصدقائك. مثل: كرات التمر بالمكسرات، أو بسكويت التمر والشوفان. ولكن أنتبه لا تأكل أكثر مما تحتاج لأن الحلويات تعتبر عالية بالسعرات.
استمع لجسدك
إن الهدف من تناول الطعام هو إرضاء جوعك فقط. لذلك:
- استمع إلى إشارات الجوع والشبع التي يفرزها جسدك.
- عندما تمتلئ معدتك بالطعام فإنها ترسل إشارات إلى عقلك حتى لا تتناول كميات طعام إضافية.
- انتبه لما يحاول جسدك إخبارك به.
- اترك الطاولة عند إحساسك بالشبع لتجنب تناول كميات طعام تفوق احتياجاتك.
راقب اختياراتك
يجب أن تعلم أن انتهاء الصيام لا يعني أن تتناول جميع الأطعمة التي ترغب بتناولها في أي وقت. حيث أنه لكي تحافظ على الحمية الغذائية في العيد وكل الأوقات الأخرى.. ولكي تحقق أهدافك الغذائية؛ لابد أن تستمر بالنمط الغذائي الصحي الذي اتبعته في رمضان.
وتحت هذا البند إليك النصائح التالية:
- اختر دائما الخضار والفواكه الطازجة، والحبوب الكاملة، واللحوم قليلة الدهن.. مع مراعاة طهي الطعام بطرق صحية.
- ابحث عن المعنى الحقيقي لفرحة العيد كقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، ومشاركة اللحظات الجميلة مع من نحب.
- تذكر أن الطعام يجب أن يكون إضافة لهذه الفرحة لا أصلها ومحورها.
وكل عام وأنتم بخير
هذا المقال بقلم…
فاطمة أبو حسين
أخصائية تغذية.. حاصلة على بكالوريوس تغذية سريرية وحميات/الجامعة الهاشمية، وماجستير تغذية إنسان وحميات الجامعة الأردنية وأم لطفليين. دائما ما كانت شغوفة لقضايا التغذية، خصوصاً بعد أن أصبحت أم. حيث تمكنت من تطبيق الجانب النظري في التغذية، من خلال خطوات عملية واضحة وبسيطة، تمكننا من اتباع النظام الغذائي الصحي كمنهج حياة.