نقدم لكم تلخيص كتاب تربية الأبناء للدكتور محمد خير الشعال. حيث احتوى هذا الكتاب القيم على ثمانية مباحث.
سنتناول في هذا المقال تلخيص المبحث الأول: “تربية الأبناء في السنوات الثلاث الأولى”؛ الذي عرض فيه الكاتب مسائل التربية بطرق مبتكرة.. حيث تكلم الدكتور في هذا المبحث عن أهم احتياجات المرحلة الأولى، وأهم مخاطرها، وأيضاً عما يمكننا غرسه تربوياً في الابن خلال هذه المرحلة.
يعد هذا المقال الجزء الأول لتلخيص كتاب تربية الأبناء.. حيث سنقوم بتلخيص المبحث الأول من الكتاب؛ ثم سنتبع هذا المقال بمقالات أخرى لتلخيص ما تبقى منه.
يتقدم فريق عمل كلنا أمهات للأستاذة زهرة صطوف بالشكر والعرفان لتقديم هذا التلخيص القيم المليء بالفائدة
تمهيد
يرى الدكتور محمد الشعال تربية الأبناء كأهمية وأولوية قصوى.. حيث وضح ذلك من خلال النقاط التالية:
- تربية الأبناء فرض على الوالدين.
- تربية الأبناء علم يحتاج إلى دراسة وإلى سؤال أهل الاختصاص.
- تبدأ التربية من اختيار الزوج المناسب.
- التربية طريق يحتاج إلى صبر وأناة.
- تربية الأبناء قضية تحتاج إلى معونة الله.
- إن أردت أن تربي أبنائك فلا بد أن تتغير أنت أولاً.
- تفكر بنوع النفقة ومصدرها.
- التربية تعتمد على التدرج لا الطفرة.
المبحث الأول – تربية الأبناء في السنوات الثلاث الأولى
سنتحدث في هذا المبحث – تربية الأبناء في السنوات الثلاث الأولى؛ عن النقاط التالية:
- أهم احتياجات المرحلة.
- مخاطر هذه المرحلة.
- أهم ما يمكن غرسه تربوياً أثناء السنوات الثلاث الأولى.
أهم احتياجات المرحلة الأولى – السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل
يؤكد علماء النفس التربويين أن المرحلة الأولى من حياة الطفل؛ تقوم منزلة البناء الأساسي للنمو المستقبلي.. وبالقدر الذي يحاط به الطفل بالرعاية والاهتمام؛ يسير النمو في الاتجاه المرغوب به.
أهم الحاجات الذي يحتاجها الطفل في هذه المرحلة:
- الحاجات الغذائية: أهمها الرضاعة الطبيعية والنفقة وتأمين الحاجات الغذائية.
- إرواء الحاجات النفسية: ويكون ذلك من خلال حب الأم لوليدها وضمه لها.. وحنوها عليه وقربه من صدرها.. وسماعه لدقات قلبها وغير ذلك من هذه الأمور. حيث أثبتت الدراسات أهمية ذلك وأثره على صحة الطفل النفسية.
- الحاجة الي الحماية: يوصي التربويين الأمهات أن يدربوا أطفالهم على التواصل مع المجموعة خلال السنوات الثلاث الأولى.
ويكون ذلك بما يلي:
- قومي أنت ووالده بمداعبته واتركي للمحيطين به مساحة للقيام بذلك.
- اتركي طفلك مع شخص من الأقارب واتجهي لغرفة أخرى؛ وإن بكى طفلك عودي له بسرعة واحضنيه.
- إن قام طفلك بضرب طفل يلعب معه؛ لا تعنفيه فيكره غيره ويتكون لديه غيرة. لكن بالحسنى لأنه طفل صغير.
- احرصي على صلة الرحم والتنزه مع الأقارب والمعارف. بهذا سيتشبع الطفل بجو التجمع وسيعتاد عليه.
- لا تنشغلي عن طفلك بالعمل والمنزل والكمبيوتر والهاتف وعلاقاتك مع صديقاتك.. بل قومي بتخصيص أكبر وقت له، وبادليه باللعب والمرح.
مخاطر المرحلة الأولى
يعيش الطفل في هذه المرحلة العديد من الأحداث المفصلية والمهمة في حياته.. مثل الفطام وبروز الأسنان، والمشي والكلام والتدريب على عملية الإخراج.. وغيرها من الأحداث التي يستجيب لها الطفل بطريقة أو بأخرى.
أهم المخاطر التي ممكن أن تحدث في هذه المرحلة:
- صدمة الفطام:
حيث يتعلق الرضيع بأمه تعلقاً كبيراً باعتبارها مصدر الغذاء والحاجات النفسية التي يحتاجها. لذلك؛ يجب أن تتم عملية الفطام بشكل تدريجي، حتى تخف وطأتها على الطفل. كما يجب الانتقال إلى التغذية باستخدام الحليب الصناعي في إطار مشابه لحد كبير عملية الرضاعة الطبيعية؛ من ضم الولد والمسح على رأسه ومناغاته والابتسام له.. وهنا سيحصل على نفس الرعاية النفسية والحنان التي ستخفف من ألم الفطام النفسي.
2. التبول غير الإرادي:
إن أهم أسباب التبول غير الإرادي لدى الطفل في هذه المرحلة هي أسباب نفسية.. وإن كان هنالك أسباب عضوية في بعض الأحيان، تبقى الأسباب النفسية أقوى. يبدأ التبول غير الإرادي غالباً بسبب الخوف من الضرر الذي قد يصدر من قبل الوالدين. كما أن رفض أحد الوالدين للطفل؛ يخلق مشاعر الخوف لديه، فيقوم الطفل بالتعبير عن هذه المشاعر من خلال التبول غير الإرادي.
كيف أخفف من هذه المشكلة؟
- تقديم العناية العاطفية والرعاية والاهتمام للطفل.
- التقليل من كمية السوائل التي يشربها الطفل في النصف الثاني من اليوم.
- تشجيع الطفل على التبول قبل النوم مباشرة.
- منح الطفل مكافأة كلما استيقظ في الصباح وكان فراشه جافاً.
- استخدام المنبه لمعرفة الوقت الذي يحصل فيه تبليل الفراش.
- الحد من نشاط الطفل قبل النوم.
- الحرص أن تكون آخر وجبة يتناولها الطفل خلال اليوم؛ وجبة خفيفة لا تحتوي على سوائل.
3. الغيرة:
إن الطفل الغيور لا يشعر بالسعادة كبقية الأطفال.. ويعتقد أنه فشل في الحصول على الحب والرعاية من الوالدين؛ في الوقت الذي حصل شقيقه على ذلك. وقد يتطور الأمر ناتجاً عنه: شعور بالخجل. عدم القدرة على مواجهة المواقف. يثور لأي سبب حتى يهرب من المواجهة.
كيف نخفف من حدة الغيرة؟
- تهيئة الطفل لاستقبال أخيه وجعله يتوقع الحدث.
- أن نقص عليه قصصاً عن التعاون بين الأخوة وتبادل الألعاب بينهم.
- أن نؤكد له أن الطفل الجديد لن يغير من محبة والديه شيئاً.. وأنه الابن الأكبر والأقدر، وأن الطفل الصغير بحاجة لمساعدته ورعايته.
- ترك الطفل الحديث برعايته لفترة محدودة وتحت الملاحظة غير المباشرة من قبل الوالدين.
- تقديم عناية ورعاية إضافيتين للطفل تزامناً مع قدوم الطفل الحديث.
أهم ما يمكن غرسه تربوياً أثناء السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل
تحدث الدكتور في هذا المبحث عن أهم ما يمكن غرسه في هذه المرحلة العمرية (من 1 – 3 سنوات)
- الحب:
ويكون ذلك من خلال الاهتمام به ورعايته والجلوس معه وقضاء الوقت النوعي بصحبته.. في المناغاة واللعب والكلام والإطعام وافتعال نشاطات متكررة الخروج من المنزل.
فوائد النمو العاطفي للطفل الذي تلقى حباً ممن حوله:
- يتوق لتعلم كل ما هو جديد.
- منتظم النوم.
- جيد الشهية.
- يرتاح للقاء الناس.
- سليم الصحة الجسدية.
2. اللغة:
في البداية يبدأ الطفل باستخدام الإشارة للتعبير عن حاجاته وعن نفسه. ثم بعد ذلك يبدأ بتمتمة بعض المفردات والكلمات. يحب ابن السنتين الاستماع لأحاديث الكبار ويتلفظ بما يزيد عن 50 كلمة. أما ابن الثالثة يلتقط الألفاظ ويتعلمها بسرعة ويثبتها في ذاكرته.
يمكننا تنمية قدرة الطفل على الكلام من خلال ما يلي:
- لفت انتباه الطفل الي الاشياء المحيطة به وتعليمه أسمائها.
- الرد على تساؤلاته بإسهاب.
- التحدث معه بلغة الكبار.
- إعادة شرح كلامه بحيث يعلم أننا فهمنا مقصده.
- الإنصات له.
- الاشتراك معه بانتظام بقراءة الآيات القصيرة والأذكار اللطيفة والقصص ذات المحتوى المألوف له.
كما أن النمو اللغوي السليم والسريع؛ يعني أن بيئة الطفل تحتاج إلى عنصرين:
- الاطمئنان النفسي والسكينة، وعدم الاستعجال في طلب إجاباته أو ملاحظة أغلاطه اللغوية.
- أن نحافظ على مسامعه في كل سن وخاصة في هذا السن؛ حتى نحمي لغته ونحفظ لسانه.