كتاب طفل يقرأ؛ هو جزء من سلسلة التربية الرشيدة لكاتبها الأستاذ الدكتور عبد الكريم البكار. يقول الكاتب في مقدمة كتابه هذا: “إنني أستطيع أن أقول بثقة تامة أن عصرنا هذا هو عصر العلم والمعرفة والمعلومة والكتاب. وأن من غير الممكن اليوم لأي أمة أن تكون في مصاف الدول الصناعية الكبرى، من غير تحسين السوية المعرفية لدى شعوبها. وأن تنشئة الأجيال الجديدة على حب القراءة، هي الخطوة الأولى والشاقة في هذا السبيل. وقد حاولت في هذا الكتاب؛ كتاب طفل يقرأ – كما هو الشأن في باقي السلسلة – أن أكسر المعادلة الصعبة، من خلال تقديم مضمون راق وعميق وموثوق، لكن بصياغة سهلة وميسرة قدر الإمكان. حتى يكون متاحاً لأكبر شريحة من القراء”.
قسم فيه الكاتب كتاب طفل يقرأ لسبعة فصول:
1. لماذا نهتم بتشجيع الطفل على القراءة
يشرح الكاتب أهمية السنوات الست الأولى، والتي تعد سنوات حاسمة في حياة كل طفل في تشكيل رغباته وميوله واتجاهاته. ولهذا من المهم جدا البدء بهذا الوقت بتحبيب القراءة للطفل. فبعض الاهل يعتقدون بأن الرغبة بالقراءة هي فطرة يولد بها الطفل، ولذلك لا يبذلون أي جهد في تقديمها والتشجيع عليها. وبعضهم يعتقد بأن الوقت لا زال باكراً، ويمكنهم تحبيب الطفل بالقراءة بوقت لاحق عندما يكبر، وهذا شيء صعب جداً.
ويجب التنويه هنا، بأن تحفيز الطفل على القراءة، يزيد من التحصيل العلمي والأكاديمي في المراحل المختلفة. وذلك لاعتياده على الجلوس والهدوء والبحث طويلاً خارج المناهج الدراسية، مما يجعله مميزا ومختلفا عن أقرانه. وللقراءة دور في تهذيب النفوس وصقل الصفات؛
فكثيراً ما نرى الطفل المتعلق بالقراءة مثلاً في أحد السير، ويريد أن يكون بطلاً مثل ذلك الصحابي، أو رمزاً مهماً في عالمه المعاصر، مثل ذلك العالم. كما أن صرف الوقت على القراءة؛ لهو خير من تضييعه أمام الهاتف والتلفاز وألعاب البلايستيشن، وغيرها من الأمور التي لا تنفع بل تضر.
2. وعي لا بد منه
الاهتمام بالقراءة لا يأتي من فراغ! بل يحتاج لوعي يسبقه بقيمة ما نتعب من أجله وأهميته وأثره على الطفل والبيئة والمجتمع.
ولخصها الكتاب في عدة نقاط وهي:
- معرفة ما الذي ستغيره القراءة في حياة الطفل من تغيير إيجابي.
- على الرغم من أن اغتنام السنين الأولى لهو أسهل، ولكن يجب التأكد من أن قطار القراءة لا يفوت، وهي أمر متاح للجميع! فمن المهم ألا نفقد الأمل في تحبيب الطفل بالقراءة، حتى لو أصبح مراهقاً.
- يجب الاهتمام بالمراحل العمرية للطفل وما يناسبها من قراءات، ويمكن البدء بتحبيب الطفل بالقراءة وهو ما يزال جنيناً. ومن ثم استعمال الكتب القماشية مثلاً للرضع، والاعتماد على الحكايا السمعية بصوت الأم، تلك المليئة بالألوان للصغير، والتي تشد الطفل للجلوس وتقليب الصفحات. ويستحسن في ذلك العمر؛ قص الحكايا التي تدور عما يعرفه الطفل ويشاهده ويستعمله. وحين يبلغ الخامسة؛ يمكن للوالدين ان يطيلا مدة القراءة لعشرة دقائق. وينصح الكاتب بالإكثار من القصص المضحكة، فالمرح هو قوت الروح، وبهذا يربط الطفل القراءة بالمتعة والضحك والسرور. وابن السادسة قد ينتظر حتى العشرين دقيقة، وهو عمر ممتاز للبدء بحكايا فضائل الأعمال والقيم والأخلاق.
- أهمية فهم الطفل لما يقرؤه. ربما إعراض الطفل عن القراءة، هو لاستعمال حكايا وقصص لا تناسب عمره مما يجعلها صعبة الفهم عليه. واليوم أصبح الوقوف عند هذا الأمر سهلاً، وذلك لقيام المؤلفين بكتابة الفئة العمرية المناسبة لكل كتاب على أغلفة الكتب.
- من الطبيعي عدم انتظام الطفل على القراءة. أرواح الأطفال هشة وصبرهم محدود، ويجب التنبه على هذه النقطة جيداً؛ أن عدداً كبيراً من الأهالي يقبلون على تعويد الطفل على القراءة، ويشترون الكثير من الكتب ويقرأون منها لفترة من الزمن. ثم يمر الطفل بمرحلة فتور للقراءة، وقد يشعر بالملل. فيتوقف الأهالي عن شراء الكتب، وعن تحبيب الطفل بها مرة أخرى، بل ويفقدون الأمل!
- اقرأ لطفلك وأنت مرتاح. حين يطلب منك طفلك قراءة قصة لطفلك، احرص على قرائتها له واستجابة رغباته، وأنت تشعر بالسرور. ولو كنت غير مستعد؛ فأجل الموعد أو أوكل المهمة لشريكك. فلذلك أهمية في ربط القراءة بالشعور، وقد تكون بلا فائدة إن خلت من الراحة والسرور.
- الصغار لا يحبون الوعظ؛ فالوعظ يرسل إشارات سلبية للأطفال. لذلك من المهم أن نوصل ما نود إيصاله بشكل غير مباشر، وبالكثير من اللطف والتواضع.
- التلفاز خصم القراءة. فتحديد أوقات مخصصة لمشاهدة التلفاز، يساعد كثيراً على الإمساك بزمام الأمور. ومن المهم عدم وضع تلفاز في غرفة الأطفال، بل ومحاولة التمسك بموقفنا، وامتلاك روح الإصرار والمتابعة لقراراتنا.
- فرط النشاط والقراءة. يشكو الكثير من الأهالي، عدم قدرة أطفالهم على الجلوس لوقت قصير ليقوموا بالقراءة. وهنا لا بد من التفريق بين الطفل النشيط، الذي لا ترقى حالته لتكون مشكلة بحاجة للعلاج، وبالأخص للأطفال ما دون السابعة؛ وبين الطفل ممن يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. ولهؤلاء يمكن أن نركز على اهتمامات الطفل، وعلى القصص المضحكة القصيرة، وعدم إرغام الطفل على الجلوس طويلاً.
- الصدق مع الأطفال. تكثر القصص الكاذبة حول تميز الأب والأم سابقاً بالقراءة وفي الدراسة، بهدف تحبيب الطفل بالقراءة. ويظل الصدق أفضل مع الطفل ولو كان مراً! فعند اكتشاف كذب الأب أو الأم، يخلق بدوره فجوة للثقة فيما بينهم.
- نوعية ما يقرأه الأطفال. يجب أن تتسم القصص والحكايا والكتب التي نشتريها بسمتين وهما:
المتعة والفائدة؛ حيث يجب الاهتمام بشراء الكتب التي تشمل على عوامل الإثارة والتشويق، مبتعدين عن الكتب المخيفة والمرعبة، والتي تتحدث عن السحر وغيرها. ومن المهم أيضاً الانتباه لمرجعية الكاتب، إذ أن الكثير من الكتب اليوم لكتّاب أجانب قد لا تكون خلفيته مشابهة لخلفية الطفل الدينية والثقافية، وقد يستعمل مصطلحات وجمل تخدش بعقيدة التوحيد.
3. بيئة تحفز على القراءة
يمكننا القول بأن أكثر شيئين يؤثران بالإنسان الوراثة والبيئة. فالوراثة تحدد الكثير من ملامح شخصياتنا، والبيئة تصقل تلك الملامح وتصنع الرغبات وترتب أولياتنا وحاجتنا! لذلك تأمين بيئة محفزة ومشجعة على القراءة، لها تأثير كبير وجوهري في زرع محبة الكتب في نفس الطفل. وتحضير البيئة يكون بانشغال الأسرة ككل بالقراءة، وتأمين جو ممتع وحوار ثقافي، يعمل على توسيع مدارك الطفل وتحبيبه بالقراءة أكثر.
4. أساليب ووسائل لتشجيع الطفل على القراءة
- الاهتمام ابو الفضائل: الاهتمام برغبات الطفل وميوله وتوجيه ذلك بالكتب.
- مشاركة الأطفال بالقراءة: وبهذا تتكون علاقة حميمة مع القراءة.
- ترسيخ عادة القراءة هو الأهم: الفكرة ليست بالبدء فحسب بل بالإصرار والاستمرار الدائم لتصبح عادة.
- الكتاب أجمل هدية: تقديم الكتاب كهدية يوطد من علاقة الطفل بالقراءة.
- القراءة كل يوم: لتصبح روتيناً ويألفها الطفل.
- تشجيع بلا ملل: وذلك بالكلام وبتوفير الوقت وبترك المسؤوليات والضغط المتراكم على الآباء، ليوفوا بعهدهم بالقراءة بشكل مستمر.
- توكيل الطفل بمهام القراءة وشرح المعاني.
- اصطحاب الطفل للمكتبة.
5. كيف نقص القصص على الطفل
الهدف من القراءة ليس فقط تسلية الطفل وامتاعه؛ بل وتعزبز الروابط الأسرية وتوجيه الطفل وغرس القيم. لذلك؛ من المهم استعمال أكبر قدر من الحواس عند القراءة، مثل: تغير نبرة الصوت، ملامسة الجسد، استعمال مسرح العرائس، اسقاط نشاطات خاصة بالكتاب وتنفيذها، وذلك حسب معنى والهدف من القصة.
6. حكاية ما قبل النوم
استعمال حكاية ما قبل النوم، توفر على الأم عناء وجدل يومي مع الطفل حول النوم، وبأن موعده قد حان. مع الحكاية يصبح هنالك روتين يومي وما أجمله من روتين! فهي وسيلة لتهدئة الخواطر وفرصة للاندماج والتفاعل بين أفراد الأسرة من دون شجار وصراخ. والمهم في حكاية ماقبل النوم؛ أن تكون بسيطة وهادئة ومؤثرة، هدفها تسلية الطفل أكثر من تلقينه قيم كبيرة!
7. تشجيع المراهق على القراءة
التعامل مع المراهق، يختلف اختلافا جذرياً عن التعامل مع الأطفال. وذلك لأنهم يعتبرون مستقلين. فلا وجود لمراهق يلجأ لحضن أمه ويقرأ حكاية ما قبل النوم مثلاً! لذلك خير الأمور التي يمكن البدء فيها مع المراهق، هي تأمين البيئة بشكل عام للقراءة، والابتعاد عن الإلحاح والطلب المستمر للقراءة، وتأمين كتب تناسب مرحلة عمره كالقصص الخيالية وقصص الغموض وغيرها.
كتاب طفل يقرأ للأستاذ الدكتور عبد الكريم البكار
اقرأ أىضاً قصص أطفال تعلم التعاطف
تذكروا؛ تلخيص الكتاب لا يغني عن قراءة الكتاب، بل الهدف من هذا التلخيص هو تشجيع الأمهات على القراءة. ونحن هنا نقوم بتلخيصه لتوضيح الأفكار الرئيسية والمعلومات التي يتحدث عنها الكتاب.
”هذا المقال بقلم السيدة زهرة صطوف
نشكر السيدة زهرة صطوف على كتابة هذا التلخيص الجميل ومشاركتنا به
أيضاً؛ وتشجيعاً منا -موقع كلنا أمهات- على القراءة، سنسعد جداً بنشر تلاخيصكم للكتب المتعلقة بالتربية والأمومة. حيث سيتم نشر التلاخيص عبر موقع كلنا أمهات، مع ذكر اسم كاتب التلخيص.
بالنهاية يمكنكم الحصول علي العديد من الكتب الرائعة والمتنوعة من خلال زيارتك لمكتبة جامعة أبوظبي،أو من خلال موقعهم الإلكتروني. حيث يمكنك الحصول على خصم 25٪، عند استخدامك لكود الخصم التالي UMMAHAT والخاص بموقع كلنا أمهات، مع توفر الشحن لكل دول العالم.