إذا الأم أرادت النجاح فلا بد أن يستجيب القدر. رشا أبو شمعة لديها تركيبة خارقة لصناعة النجاح، لم تعرف الاستسلام يوماً ولم يطرق بابها اليأس. مثابرة ولديها إصرار غير مسبوق! في كل مرة أغلق باب في وجهها؛ وجدت منفذ آخر على الفور. تحدت المعيقات الجغرافية واستطاعت أن تثبت نفسها في عملها عن بَعد؛ لتصبح اليوم مديرة قسم المحتوى لواحد من أهم مواقع التسوق العربية للأم والطفل Mumzworld.com.
عرفينا عن نفسك
اسمي رشا أبو شمعة أم لثلاثة أطفال. تخصصت في هندسة الكمبيوتر وأكملت دراسة الماجستير في نظم المعلومات الإدارية، وأعمل في مجال الشركات الإلكترونية منذ 2015. تنقلت خلال سنوات خبرتي في أكثر من مجال، وأعمل حالياً في واحد من أهم مواقع التسوق العربية للأم والطفل.
كيف اتخذتِ قرار العمل من المنزل؟
لم يكن خيار العمل من المنزل قراري ولكنه اختارني! وذلك بسبب عمر أطفالي الصغير وبُعد مكان العمل عن المنزل بما يقارب الساعتين؛ فقررت أن أترك العمل لأركز على تربية أبنائي. وبعد أن أصبح عمر طفلي الأصغر سنتين؛ بحثت عن فرص عمل في مدينتي لكن لم يحالفني الحظ. حينها قررت أن أكمل دراسة الماجستير وفي نفس الوقت كنت أبحث عن عمل من المنزل من خلال مواقع التوظيف، وبالفعل حصلت على عملي الأول في صناعة المحتوى.
كيف قررت تغيير مسارك المهني وهل كان الموضوع سهلاً؟
كنت أعمل كمديرة منتجات في شركة جيران، وعندما حصلت على فرصة للعمل عن بُعد كانت في مجال صناعة المحتوى وهو مجال لدي ميول اليه منذ الصغر؛ كوني قارئة شغوفة ولدي خبرة في صناعة المحتوى والترجمة وجدت نفسي في هذا المجال.
هل الأمومة تؤثر على التطور الوظيفي للمرأة وما هي نصيحتك للأمهات حتى لا يخسروا خبرتهم العملية؟
ممكن أن تتأثر مسيرة الأم الوظيفية بناءً على الظروف المحيطة بها. عن نفسي واجهت العديد من الظروف الخارجية التي أثرت في تطور مسيرتي المهنية؛ منها عدم وجود أفراد داعمين وذلك لبُعد منزلي عن عائلتي. بالإضافة لعدم توفر وظائف تناسب خبرتي في المدينة التي أعيش بها.
وأيضًا..
وتقارب عمر أطفالي؛ كل هذه الظروف دفعتني لأن أتوقف لمدة سنتين قبل أن أباشر دراسة الماجستير. نصيحتي للأم ألا تتوقف بسبب الظروف وأن تسعى بأي طريقة لتطور من نفسها إما عن طريق ورشات عمل أو دورات تدريبية أو البحث عن معلومات تضيف لها في مجال عملها أو في مجال آخر عن طريق الإنترنت
كيف وفقت رشا أبو شمعة بين الدراسة وتربية الأطفال والعمل من المنزل، ما هو سر قوتك؟
في مرحلة ما كنت أعتني بطفلين في عمر صغير وأكمل دراستي العليا وأعمل من المنزل مع سفر زوجي المستمر بسبب ظروف عمله! وكان التوفيق بين هذه المهمات الثلاث صعباً للغاية وشعرت أن الحمل أصبح كبير جداً علي؛ فكان لا بد لي أن اتخلى عن الوظيفة لفترة معينة حتى أستطيع أن أكمل دراستي. لطالما كانت لدي عزيمة وإرادة لتحقيق ما أطمح له، بالإضافة للمرونة العالية التي كنت اتمتع بها.
لم أجعل أي ظرف أن يوقف طموحي؛ كلما عاندتني الحياة عاندتها أكثر كل مرة! حاولت أن أخلق حياة خاصة بي وبأطفالي ومرت علي أيام كنت أطعم الطفل في يد وكتابي في اليد الأخرى، وتخرجت بدرجة متفوقة في شهادة الماجستير!
نصيحة تعطيها للأمهات اللواتي يبحثن عن عمل من المنزل، كيف يمكن للأم أن تسوق لنفسها وكيف تبني علاقات مع الشركات؟
أهم نصيحة ممكن أن أقدمها للأمهات؛ هي الاهتمام بتطوير الخبرة العملية والعلمية إن أمكن. وبالطبع سهلت مواقع التواصل الإجتماعي وخصوصاً مواقع التوظيف طريقة التسويق للخبرة؛ وذلك من خلال إنشاء حساب مهني في المنصات التي تساعد على التوظيف. مثل: بيت.كوم و لينكدإن و موقع خمسات وموقع نبش وموقع ليمون وموقع إنديد، والحرص على بناء علاقات في مجال العمل من خلال هذه الوسائل ومتابعة أصحاب القرار والمسؤولين عن التوظيف.
ما هو أكبر تحدي واجهك في الأمومة والعمل من المنزل وكيف تغلبت عليه؟
وجدت صعوبة كبيرة في إقناع أطفالي عندما كانوا بعمر صغير أن عملي لن يأخذني منهم. وكان من الصعب عليهم استيعاب أن الوقت الذي أقضيه أمام الشاشة للعمل وليس لأنني اتجاهلهم! ومع مرور السنين شرحت لهم أهمية العمل بالنسبة لي وأصبحوا يقدرون عملي كثيراً ويتعاونوا معي.
عندما شعرت أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة؛ حاولت أن أنسق فترات عملي لتكون على مرحلتين: مرحلة صباحية أثناء قضاء الأولاد وقتهم في الحضانة أو المدرسة، والفترة الثانية ليلاً بعد نومهم، بهدف قضاء وقت نوعي معهم لا يقاطعه العمل.
“عندما توجد الإرادة تتوفر الوسيلة”
المزيد من قصص الأمهات الملهمة على موقع أمهات:
قصة نجاح الدكتورة تمارا العثامنة ثلاثة أطفال وثلاثة شهادات معاً
ميادة أبو جابر ريادية مكنت المرأة في سوق العمل وصاحبة منظمة الاقتصاد النسوي
تحرير: ربا أبو شمعة
قصة نجاح ملهمة لمشروع Baby Melons - كلنا أمهات
مارس 26, 2021 في 8:42 م[…] اقرأ أيضاً قصة نجاح رشا أبو شمعة أم ومديرة محتوى موقع Mum… […]