هل جربت شعور أن تريد رسم دائرة؛ فتخونك عضلات يدك، وترسم شيئًا آخر يشبه إلى حد ما شكل الدائرة، ولكن بخطوات مهزوزة؟ هل حاولت أن تعطي أمرًا للمخ بأن يمسك حبيبات الأرز الصغيرة، ولكن تتعثر وتخونك عضلات يديك أيضًا؛ فتتساقط حبات الأرز وتتسلل من بين يديك؟ شعورًا لن تعرفه ولن تدركه. فقط وحده من يعاني من ضعف عضلات يديه هو من يعرف ذلك الإحساس جيدًا! يواجه العديد من اطفال الاحتياجات الخاصة، تحديات في التحكم في مهاراتهم الحركية الدقيقة. لذلك؛ من الضروري دمج أنشطة تنمية عضلات اليد الدقيقة لاطفال الاحتياجات الخاصة في روتينهم اليومي، مع تحقيق المعادلة الصعبة وهي التعلم و المتعة في آن واحد؛ من خلال تنمية مهاراتهم يوميًا من خلال اللعب.
ما هي عضلات اليد الدقيقة؟
تتضمن عضلات اليد الدقيقة؛ القدرة على التحكم ببراعة في استخدام اليدين بشكل جيد، والقدرة على ثني أصابع يديك، والتحكم في القلم للكتابة، وحمل الملعقة. والتحكم أيضًا في عضلات اللسان، والقدرة على تحريكه يمينًا ويسارًا، والتحكم في عضلات الفك؛ من خلال النفخ والشفط. والتحكم أيضًا في القدمين، مثل ثني أصابع قدميك. فعلى سبيل المثال: يتم التحكم في عضلات اليد الدقيقة؛ من خلال التآزر ما بين العين والفم. ويتمثل ذلك في قدرة الطفل على إخراج لسانه والتحكم فيه. ومثال على التآزر ما بين العين واليد؛ هو حمل الأشياء الدقيقة باستخدام أصابع يديك. مثل: الخرز و حبات الرز، وفتح وغلق السحابات والأزرار.
كيف يؤثر ضعف عضلات اليد الدقيقة على الطفل؟
إن ضعف عضلات يد طفلك الدقيقة؛ يؤثر بشكل كبير في حياته اليومية. يؤثر على قدرته في التحكم في حمل الملعقة وإطعام نفسه، يؤثر ايضًا على قدرته على مسك القلم والكتابة واستخدام الكمبيوتر وتقليب صفحات الكتاب. كما يؤثر على أدائه لمهام العناية الشخصية. مثل: تمشيط الشعر وغسل الأسنان. كما ترى فإن مهارة التحكم في العضلات الدقيقة؛ تؤثر على أدائه للأنشطة المدرسية والحياة اليومية بشكل عام. لذلك؛ ينبغي علينا تنمية مهارات العضلات الدقيقة للعمل على تطويرها يومًا بعد يوم.
لذا؛
إذا كان طفلك من اطفال الاحتياجات الخاصة، وإن كان يعاني من ضعف عضلات اليد الدقيقة بشكل كبير؛ فيتوجب عليك الذهاب إلى الطبيب المختص، لتحديد ما إذا كانت مهاراته الحركية أو التحكم في العضلات الصغيرة تثير القلق أم لا. كما أنه يمكن للعلاج أن يحسن من هذا الضعف إلى حد كبير.
أنشطة لتنمية عضلات اليد الدقيقة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
يمكن دمج تلك الأنشطة في الروتين اليومي للطفل، حيث أن العضلات الدقيقة؛ هي التي تمكن الطفل من حمل الهاتف وحمل الملعقة وفتح الأبواب والشبابيك، واستخدام كافة المفاتيح والقيام بالأعمال اليدوية، والمسح والتنظيف وغيرها من الأنشطة اليومية المختلفة.
يمكن استخدام أشياء من البيئة حولك لتنمية عضلات اليد الدقيقة لطفلك؛ إليك بعض الاقتراحات
شجع طفلك
سواء كان طفلك من اطفال الاحتياجات الخاصة أو لم يكن؛ دائمًا شجع طفلك بالتعليقات الإيجابية والثناء على جهوده! خاصةً عندما يتقن إحدى المهارات. حتى لو لم يتقنها تمامًا؛ فيكفي أن يكون التحسن بسيطًا لتشجيعه على الاستمرار. لكن احذر الإفراط في تشجيع طفلك أوإجباره على القيام بأنشطة لا يستمتع بها؛ فذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية وسيثبط عزيمتك أنت وطفلك.
الرسم و التلوين
يُعد الرسم والتلوين باستخدام أقلام الألوان الخشبية والألوان المائية؛ من الأنشطة الممتعة لطفلك. حيث تنمي مهارة تحكم الطفل في القلم ومحاولته للتلوين بدقة، وعدم التلوين خارج الخطوط المحددة، و خارج الإطار، كما أنه ينمي عضلات اليد الدقيقة لطفلك دون أن يدري.
التلوين بالصابون أثناء الاستحمام
جعل وقت الاستحمام وقتًا لممارسة بعض المهارات الحركية؛ هو أمر مسلي لطفلك! حيث يمكنك تنمية عضلات اليد الدقيقة لطفلك، من خلال اللعب بصابون الاستحمام، وكريم الحلاقة على حائط الحمام. وأيضاً من خلال السماح لطفلك برسم بعض الأشكال باستخدام رغوة الصابون.
اللعب بالصلصال
يحب الأطفال اللعب بالصلصال وتشكيل الصلصال وتقطيعه. يمكنك استخدام هذا النشاط لتنمية عضلات طفلك الدقيقة؛ بأن تعلمه تقطيع الصلصال إلى قطع صغيرة، ثم إعادة تشكيله ليصبح شكل دائري، ثم استخدام القطاعات البلاستيكية لصنع بعض الأشكال المسلية.
قص الورق
قص الورق بالمقص البلاستيك؛ نشاط ممتع ويقوي عضلات اليد الدقيقة لطفلك. حيث يمكنك استخدام سمكًا مختلفًا من الورق، واطلب من طفلك أن يقطع الورق باستخدام المقص. ابدأ بالأشكال البسيطة ثم تتدرج إلى أنشطة القص الأكثر صعوبة؛ مثل قص الخيوط. حيث تتطلب تحكمًا أكبر في عضلات اليد الدقيقة والتآزر ما بين عضلات اليد والعين.
اللعب بعرائس اليد
يحب الأطفال كثيرًا مشاهدة مسرح العرائس. يمكن استخدام هذا الشغف، في تنمية عضلات اليد الدقيقة لديهم، من خلال اللعب بعرائس اليد وتحريكها يمينًا و يسارًا.
نقل الحبوب
إن نقل الحبوب مثل حبوب الفاصوليا البيضاء أو حبوب المكرونة أو بعض الأرز، باستخدام اليد أو الملعقة من طبق لطبق آخر؛ يقوي عضلات اليد الدقيقة للأطفال.
ألعاب التحكم عن بعد
اللعب بسيارات التحكم عن بعد، والتلاعب بألعاب التحكم عن بعد من خلال الريموت أو ما شابه؛ لا تنمي فقط عضلات اليد الدقيقة فقط! بل تساعد أيضًا في التآزر بين عضلات اليد والعين.
الصناديق الحسية
الصناديق الحسية؛ هي من الأنشطة الممتعة لدى اطفال الاحتياجات الخاصة. فقط احضري وعاء بلاستيكي كبير مليء بالعديد من العناصر المختلفة! على سبيل المثال: قومي بملء الصندوق ببعض حبوب الأرز أو الفاصوليا أو الفوم الملون الصغير، ثم أضيفي بعض الألعاب الصغيرة بداخل الصندوق. يعاني العديد من اطفال الاحتياجات الخاصة، من مشكلة في المهارات الحركية الدقيقة. لذا؛ فإن مثل هذا النشاط لأستخدام اليد لجلب الأشياء من داخل الصندوق، أو استخدام الملعقة أو ملقاط كبير؛ يساعد الطفل على التعرف على ملمس وألوان الأشياء و تنمية عضلات اليد الدقيقة. أو يمكنك أن تطلب منه فرز الأشياء وفقًا للون أو الملمس، مع الحذر من أن يضع الطفل شيء بفمه.
لضم الخرز
ما تحتاج إليه هو خيط سميك ( يمكنك لصق طرفه باللاصق لتسهيل المهمة) وبعض الخرز، أو حبيبات المكرونة ذات الفتحات الكبيرة، واترك طفلك يستمتع بلضم الخرز. هذا النشاط يزيد من انتباه وتركيز طفلك، وأيضاً يقوي عضلات اليد الدقيقة لديه.
اللعب بالإسفنج
كل ما تحتاجه هو إسفنجة جديدة ونظيفة، وبعض الماء، ووعائين للقيام بنشاط تقوية عضلات اليد الدقيقة لطفلك. املأ وعاءًا بالماء واترك الآخر فارغًا، ثم اعطي لطفلك الاسفنجة ليضعها في الوعاء المملوء ثم عصرها في الوعاء الفارغ، وتكرار تلك الخطوة. هذا النشاط سيحبه طفلك كثيرًا.
سباق نقل الأرز
قسّم حفنة من الأرز غير المطبوخ في وعاءين بلاستيكيين و احضر وعاءًا فارغًا، ثم امنح طفلك ملقاطًا بلاستيكيًا صغيرًا و آخرًا لكِ، ثم تسابق مع طفلك لترى من يمكنه أن يكون أول من ينقل الأرز إلى الوعاء الفارغ باستخدام الملقط. إذا كان من الصعب على طفلك مسك حبيبات الأرز الصغيرة بالملقاط. يمكنك استخدام الملعقة في هذا النشاط.
اللعب بالماء
املأ كوبًا من الماء تقريبًا ربع الكوب، ثم امنح طفلك كوبًا فارغًا وقطّارة شافطة أو حقنة دواء نظيفة، واطلب من طفلك أن يحاول نقل الماء من كوب إلى كوب آخر؛ عن طريق سحب الماء في القطارة ثم إسقاطه أو دفعه بالحقنة في الكوب الفارغ. يمكنك أيضًا إضافة بعض ألوان الطعام إلى الماء ليكون الأمر مسليًا أكثر.
زرع النباتات
قد يبدو لك أن أعمال الحفر وزرع النباتات، تنمي المهارات الحركية الكبرى لطفلك. ولكن هناك أجزاء، منها يتطلب تحكمًا في عضلات اليد الدقيقة لطفلك. على سبيل المثال: يتطلب نقل الشتلات إلى التربة مهارات التآزر بين حركة اليد والعين؛ لنقل النبات الصغير بأمان إلى التربة الجديدة. كما سيحتاج طفلك أيضًا إلى أن يكون قادرًا على الإمساك بالمجرفة للحفر، واستخدام الكماشة عند التقاط البذور للزراعة.
في النهاية
بغض النظر عن عمر طفلك؛ يمكنك دوماً اللعب معه وتنمية عضلات اليد الدقيقة؛ لتحسين نمو طفلك. لذا؛ حاول دمج نشاط واحد مما سبق يوميًا، لتنمية عضلات اليد الدقيقة لطفك ذوي الاحتياجات الخاصة. وبهذا؛ تكون قد جمعت ما بين المتعة والتعلم.
ابحث عن فرصة للتعلم في كل مكون بسيط حولك في المنزل
المصادر
احجز اونلاين
استشارة تربوية للأطفال الاستثنائيين مع الدكتورة عايدة يونس
إن تربية الأطفال الموهوبين وذوي الهمم الاستثنائيين (الموهوبين وذوي اضطرابات أيضاً) – Twice Exceptional؛ يمثل تحدياً تربوياً للوالدين. فلدى هؤلاء الأطفال احتياجات أكاديمية وعاطفية وجسدية واجتماعية مختلفة عن الأطفال الآخرين. كما أن الصعوبات التي يواجهها الوالدين؛ لا تقتصر على الطفل الموهوب ووالديه فحسب؛ بل أنها قد تنعكس سلباً على استقرار العائلة ككل. لذا؛ تعرفي أكثر على عالم طفلك الاستثنائي الموهوب، من خلال استشارة تربوية مختصة بالأطفال الموهوبين مع الدكتورة عايدة يونس.
احجز الان من هنا وبقيمة خاصة فقط لزوار موقع كلنا أمهات 310 درهم إماراتي!
حيث تتبع الدكتورة عايدة يونس البروتوكول أدناه خلال أي استشارة تربوية، والذي يقسم إلى المراحل التالية، وقد يستغرق أكثر من جلسة واحدة:
أولا – توعية الوالدين عن:
- كيفية اكتشاف نوع الموهبة من خلال (إن لم يتم تشخيصه سابقاً).
- كيفية تنمية الموهبة وتعزيزها من خلال العائلة والمدرسة والمجتمع.
- متابعة رفاه الطفل الموهوب وعائلته من خلال استشارة تربوية.
- كيفية اجتياز كل التحديات الحالية والمرتقبة.
ثانيا – وبعد مرحلة التوعية
وبحسب ملف الطفل الموهوب وبالتعاون مع الوالدين؛ تصمم الدكتورة استشارة تربوية تحتوي على خطة تربوية وتعليمية شاملة للطفل الموهوب. تهدف لتنمية موهبته وتجاوزه لكل التحديات المواجهة.
ثالثا – لتطبيق هذه الخطة
تقوم الدكتورة عايدة يونس بتعليم الوالدين الاستراتيجيات المناسبة لتطبيقها مع طفلهما الموهوب. إضافة إلى السبل وتقييمها ومتابعتها. كما أنها تراعي البيئة التي ينشأ فيها الطفل في كل استشارة تربوية وإرشادية، حرصاً على نجاحها.