فخ التوتر في العمل، أسبابه وعلاجه عند النساء العاملات

الصحة النفسية والجسدية للأم العاملة

فخ التوتر في العمل، أسبابه وعلاجه عند النساء العاملات

التوتر في العمل

هل سبق وراودتك مشاعر التوتر في العمل؟ وهل تسعين جاهدةً للتخلص منها؟ إن كنت كذلك، فاطمئني! لست وحدك من يعيش هذه المشاعر ويسعى للتقليل منها قدر الإمكان. فنحن نعيش في عصر التشتت والعبء الذهني. في هذا المقال سنقف عند بعض الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في فخ التوتر. وسنناقش بعض الحلول العملية التي ستساعدك في الوصول إلى النتيجة المرجوّة.

هل يعد التوتر ظاهرة شائعة بين الموظفين؟

تشير بعض الدراسات إلى أن التوتر في العمل، أصبح يعد ظاهرة منتشرة بشكل كبير. ففي دول الخليج وحدها، قد تصل نسبة السكان الذين يعانون من إضرابات في الصحة العقلية والنفسية ما نسبته 15% من مجموع السكان. بالتأكيد، تعد هذه النسب كبيرة نوعاً ما. وتعد بمثابة إنذار ينبئ بأهمية إيلاء هذه الظاهرة اهتماماً أكبر وإيجاد حلول جذرية. وذلك، لأنها قد تنعكس على صورة خسائر مادية على مستوى المؤسسات والشركات.


أسباب التوتر لدى النساء العاملات:

قبل مناقشة الحلول لأي ظاهرة، لا بد من الوقوف قليلاً عند المسببات. بالتأكيد، يعد التعرف على أسباب المشكلة، أول خطوة لإيجاد العلاج المناسب. لذلك، سنذكر سريعاً أكثر الأسباب شيوعاً والتي قد تجعل المرأة العاملة والأم أكثر عرضةً لمشاعر التوتر من غيرها:

1-السعي نحو تحقيق الاتزان بين الحياة العملية والأسرية:

تسعى الأم العاملة جاهدةً دائماً لتحقيق التوازن بين حياتها الأسرية والمهنية. بالطبع، يترافق هذا السعي في غالبية الأوقات لزيادة الضغوطات التي قد تتعرض لها من كلا الجانبين. لذلك، تجدها أكثر عرضة للمشاعر السلبية المختلفة ومنها القلق الدائم والتوتر.

2-غياب الدعم الأسري لبعض الأمهات العاملات:

قد يكون غياب الدعم المقدم من طرف الأسرة سبباً هاماً للشعور الدائم بالتوتر. فتحمل المزيد من المهام دون تلقي المساعدة، قد يتسبب في أعباء جسدية ونفسية. لذلك، قد تظهر تلك الأعباء على السطح على صورة شخصية تعاني من التوتر وعدم القدرة على ضبط النفس والمشاعر.

3-غياب الدعم المؤسسي للأم العاملة:

قد نسمع عن الكثير من الدعوات لتقديم الدعم والمرونة اللازمة من قبل بيئات العمل للأم العاملة. ولكن، لا تزال ثقافات المؤسسات وممارساتها تتعارض تماماً مع تلك الدعوات. فتجدها تضيّق الخناق على الأم وتشعرها بالتقصير كلما سنحت الفرصة بذلك.

4-الصعوبات المهنية التي تواجهها النساء:

من البديهي أن مشاعر التوتر والضغط قد تتزايد في بيئات لا تدعم نمو الموظف. بالتأكيد، تعد النساء والأمهات العاملات أكثر من يختبر هذه المشاعر. فما زال تقديم فرص التطور الوظيفي في الغالب يعتمد على التمييز الذي قد يحرمهن من حقهن في الحصول على الأفضل، دون أخذ الكفاءة والاستحقاق في الاعتبار.

5- غياب الأمان الوظيفي:

قد تشعر الأم العاملة أكثر من غيرها بالتهديد وخطر خسارة الوظيفة في بعض الحالات. مثلاً، في حالات التخطيط للحمل وما يتبعه من إجازات أمومة مستحقة. ما يدفع بعض الشركات للاستغناء عنها.


نصائح وطرق علاج التوتر في العمل:

بالتأكيد، يعد علاج مشكلة التوتر في العمل مسؤولية مشتركة يقع عاتقها على الشركات والأفراد أنفسهم وربما تكون تطوير مهارات الذكاء العاطفي وبعض الممارسات والعادات، مفتاحاً للتخلص من التوتر وطريقاً لإجادة التعامل مع ضغوطات العمل. لذلك، إليك بعضاً من تلك المهارات الحلول التي قد تسهم في بناء شخصية جديدة أفضل على ذلك الصعيد:

أولاً: تحديد المشاعر وفهم مصدرها

لا تقومي بتجاهل المشاعر السلبية ومراكمتها دون فهم طبيعتها وتحديد أسبابها. فذلك، قد يجعلها تتبلور على صورة ردود أفعال غير محسوبة وقد تجعلك في حالة من التوتر وعدم الاتزان الدائم. لذلك، خذي الوقت الكافي للتعامل معها.

ثانياً: طوري مهاراتك في التواصل والتعبير

ليس من السهل على الجميع، شرح مشاعرهم وأفكارهم ومشاركتها مع الأطراف المعنية. وذلك، قد يجعل منهم أكثر عرضة لمشاعر التوتر. لذلك، احرصي على تعلم هذه المهارة، فمشاركة الأفكار بوضوح والتعبير عنها بأسلوب سليم، قد يوفر عليك الوقوع في الكثير من المتاعب ويجعلك أكثر هدوءاً. وهنا أيضاً يأتي دور المؤسسة في خلق بيئة مناسبة تتوفر فيها قنوات للتواصل الفعال والمثمر بين الإدارة والموظفين.

ثالثاً: اهتمي بتطوير مهارة تنظيم الوقت

لا بد أن علاج التوتر، يتطلب منك تنظيماً وترتيباً للمهام ضمن جدول زمني معين. بالتأكيد، يتضمن ذلك ترتيب الأولويات ووضع أهداف صغيرة لإنجاز المهام بالشكل المطلوب. لذلك، قومي بوضع خطة يومية، أسبوعية أو شهرية تتضمن كل المهام التي تتطلعين إلى إتمامها وحدثي الخطة باستمرار. ستشعرك هذه العادة بالإنجاز وبأنك تضعين الجهد المطلوب في المكان والوقت الصحيحين.

رابعاَ: خذي استراحة بين فترة وأخرى

تذكري دائماً بأنك قد تحتاجين إلى استراحة قصيرة، تتضمن ممارسة النشاطات التي تحبين. ستجعلك هذه الاستراحة مهما قصرت مدتها بأن طاقتك تتجدد وبأنك مستعدة للتعامل مع المسؤوليات والمهام. ولكن، بمشاعر تسيطر عليها الإيجابية وبرغبة في تقديم المزيد من العطاء.

خامساً: إيلاء أهمية للصحة النفسية من قبل الشركات

وذلك يأتي عن طريق توفير ورشات تدريبية حول إدارة التوتر والضغوطات النفسية يقدمها مدربين معتمدين ومختصين في مجال الصحة النفسية.

سادساً: إجراء بعض التغييرات في مكان العمل

مثل وفير غرف استراحة للموظفين مناسبة للتأمل أو ممارسة بعض الأنشطة كالبوكسينغ والألعاب الرقمية. وقد لجأت بعض الشركات الكبيرة لمثل هذه الطرق ونذكر منها:

Progresssoft Amman 

Cloud spaces Abu Dhabi 

Zain Jordan 

Google 


في الختام، نود تذكيرك بأن مشاعر التوتر والقلق، لن تجعل منك أماً أو موظفة أفضل. بالتأكيد، لن نستطيع بطبيعتنا كبشر أن نعزل أنفسنا كلياً عنها. ولكن، المشكلة الحقيقية تمكن في الاستسلام لها والتعامل معها على أنها جزءاً لا يتجزأ من شخصياتنا. عندها فقط ستشكل عائقاً للتطور والنمو.

كلنا نطمح لإظهار النسخة الأفضل من ذواتنا. المفتاح يكمن في السعي، تهذيب النفس وتبني عادات صغيرة والتدرب عليها في سبيل الوصول إلى الهدف.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0