قصة نجاح ملهمة: ميساء الخضير من هندسة البرمجيات إلى كتابة المحتوى

قصص نجاح أمهات ملهمات

قصة نجاح ملهمة: ميساء الخضير من هندسة البرمجيات إلى كتابة المحتوى

thumbnail-11

غالبًا ما تشعر الأمهات بالقلق والحسرة تجاه شهاداتهن ولقبهن في مجالات مثل الهندسة والصيدلة وغيرها بعد أن يصبحن أمهات، فقد يبدو أحياناً وكأن سوق العمل لا يفتح ذراعيه إلا للعازبين فقط! ومع ذلك، تغفل الكثير من الأمهات عن خيار تغيير المسار المهني، وتوظيف مهاراتهن وصنع مصدر رزق يناسبهن من أمان بيوتهن وبجانب أطفالهن. رغم التحديات والعقبات ومحطات الإخفاق التي واجهتها ميساء الخضير في مسيرتها، إلا أنها تلهمنا بإصرارها، وشغفها وحبها للكتابة واللغة العربية. نشارككم قصة نجاح هذه الأم التي انتقلت من مجال البرمجة ثم كتابة المحتوى وإلى ريادة الأعمال آخراً.


أنا ميساء الخضير. حصلت على درجتي البكالوريوس والماجستير في هندسة الحاسوب. عملت بعدها لمدة خمس سنوات في مجال البرمجة، ثم عملت لمدة تزيد عن 10 سنوات في كتابة المحتوى. بعدها، عدت للعمل في مجال البرمجيات منذ عامين، ولا زلت أعمل في كتابة وصناعة المحتوى، لأنني أعتبرها مجال عملي وشغفي الأساسي.

أنا ايضًا مؤسس مشارك في منصة “أنوان”. وهي منصة لتعليم الشباب العربي أصول الكتابة الاحترافية الموجهة للإنترنت، لتكون مصدر دخل لهم. كما أطلقنا مؤخرًا ذراعنا المختص بتقديم البرامج التدريبية المتخصصة في مجال صناعة المحتوى الرقمي تحت اسم “أنوان-تدريب”، وذلك بعد أن استشعرنا الحاجة إليه من مجتمعنا من الكتاب في عدة دول عربية.

في بداية مسيرتي المهنية، لم أكن سعيدة بعملي في مجال البرمجة ولم أجد نفسي فيه، وكان إحساسي بأن “هناك شيئًا ما ينقصني” دائمًا. وحينما بدأت موجة التدوين في عام 2007-2008، أنشأت مدونة شخصية قادتني بعدها إلى التقدم لفرصة عمل في موقع إخباري منوع. والمدهش أني قُبلت للعمل على الرغم من أنني لا أمتلك مؤهلًا أو شهادة في مجال الإعلام أو الصحافة! لكن خبرتي العملية في مدونتي كانت كافية بالنسبة لأصحاب الموقع.

وقد كنت وبشهادة الجميع أمتلك أسلوباً رائعاً في الكتابة، ولدي قدرة على الكتابة بكل سهولة وسلاسة. لذلك أحسست بالراحة في العمل في هذا المجال، ومن هنا بدأت بتغيير مساري المهني.


 عملي في مجال الكتابة؛ ساعدني مع أبنائي خلال سنواتي الأولى بعد أن أصبحت أمًا. ذلك لأن عملي في مجال الكتابة والتحرير والترجمة واستشارات المحتوى؛ منحني فرصة العمل من المنزل، والتفرغ لأكون مع ابني الرضيع في شهوره الأولى حتى أكمل شهره الحادي عشر، بينما لم تتح لي هذه الفرصة مع ابني الثاني الذي اضطررت لإرساله إلى الحضانة في عمر صغير جداً، وذلك لأن عملي الجديد -والذي أعادني إلى عالم البرمجة بالمناسبة- يتطلب مني الانتقال من مدينة إلى أخرى يوميًا.

من وجهة نظري الخاصة، ثمة تمييز ملحوظ في مجال تكنولوجيا المعلومات بين الرجل والمرأة. مرده انتشار النظرة النمطية السائدة بأن الرجل هو الأفضل. ولكن من خلال عملي في القطاع الحكومي، لم أواجه أي مواقف عنصرية، وأعتمد في حياتي على قاعدة أساسية وهي أنني: “لن أخجل من حقيقة أني أم وموظفة في آن معاً”. فمن حقي أن آخذ إجازة من العمل في أي وقت لتلبية احتياجات أطفالي من رصيدي الخاص دون شعور بالذنب.

عشت تجربة الاحتراق النفسي وذلك في فترة جائحة كورونا أثناء العمل من المنزل. وصلت حينها إلى درجة العمل لساعات تتراوح ما بين (14-16) يوميًا مع وجود طفل صغير معي، وبُعد الأهل عني! ولكنني استطعت تجاوزها بدعم زوجي ووجود بعض الأصدقاء حولي ومحاولتي تغيير الروتين اليومي، كممارسة المشي عند الحاجة مثلاً والخروج مع الأصدقاء لتغيير الجو.


كتابي “أبو الفول وقصص شعبية أخرى”؛ هو بالنسبة لي تجربة إبداعية موجهة لفئة اليافعين بعمر 9 سنوات وما فوق.

كان هذا الكتاب جهداً جماعياً صدر عن شركة “مشروع قلم”، وهي شركة ناشئة كنت شريكة فيها قبل تأسيس منصة “أنوان”. تعاونّا حينها مع مجموعة من الأصدقاء، وقد كان دورنا هو جمع عدد من القصص الشعبية التراثية، وتحريرها ووضعها في كتاب مطبوع برؤية فنية خاصة. فهو كتاب جاء نتاج جهود جماعية لا فردية.

وقد جاءت فكرة هذا الكتاب من منطلق أن جدتي -رحمها الله- كانت تحكي لنا قصصًا وحكايات من الفلكلور والتاريخ الشعبي، فأحببت جمعها في كتاب يتوجه للفئة الناشئة. مع كونه محاولة لحفظ التراث، وتعريف الأجيال الجديدة بالماضي والتراث، وتاريخ آبائهم وأجدادهم وبلادهم عن طريق القصص، لأنها في رأيي هي أكثر وسيلة للتعريف عن ثقافتنا. كما صدر الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية.

  • النصيحة الأولى التي أريد تقديمها للأمهات الجدد تتمحور حول تعاملها مع مشاعرها، بألا تقسوا على نفسها كثيراً. فالأمومة ليست بالأمر السهل، ولا أحد يمتلك الوصفة الصحيحة والصائبة لها، حيث أن وضع كل طفل يختلف عن غيره. لذلك، حاولي أن تنظري للأمور بحيادية وأن تتجنبي المقارنة، ذلك لأن وضعك يختلف عن وضع غيرك، وابنك يختلف عن ابن غيرك.
  • أما النصيحة الأهم، فهي ألّا تتجاهلي أبدًا إحساسك باكتئاب ما بعد الولادة، وألّا تترددي في طلب الاستشارة النفسية حياله. فهو وضع دقيق وحساس، ومن الممكن أن يؤثر على حياتك إذا لم تتداركيه.
  • والنصيحة الأخيرة هي أنك أنت الأم، عمود المنزل. فإن كانت علاقتك مع نفسك سلبية، وشعورك تجاه ذاتك سلبياً، أثر ذلك على باقي أفراد المنزل مباشرة. فيجب عليك أيتها الأم الاهتمام بصحتك النفسية والجسدية ومراعاتها، فأنت الشخص الأهم ضمن هذه المنظومة.

هذا المقال بقلم الأستاذة بدرية

يتقدم فريق كلنا أمهات بالشكر للأستاذة بدرية لتقديمها هذا المقال القيم المليء بالفائدة

اقرأ أيضاً قصة نجاح أم – أريج بيدس صاحبة مشروع تطبيق Yufeed

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0