فرح عويس – قصة أم ملهمة نجحت بتغيير مسارها المهني

قصص نجاح أمهات ملهمات

فرح عويس – قصة أم ملهمة نجحت بتغيير مسارها المهني

thumbnail-1

قصتنا اليوم قصة أم ملهمة ورمزٌ للإرادة والتحدي، استطاعت تحويل المواقف الصعبة إلى فرص، والتغلب على التحديات بثبات وقوة، من خلال قرارها بتغيير مجال عملها من التغذية إلى الموارد البشرية. مجالين مختلفين، لكن فرح أظهرت شجاعةً وإصراراً لا يلينان في مواجهة العوائق والتغييرات. نروي اليوم عبر موقع كلنا أمهات قصة أم ملهمة كمصدر للإلهام والتحفيز، وكيف يمكن أن تكون قصص النجاح الشخصي والمهني للمرأة نقطة انطلاق للتغيير.


فرح عويس. أم أردنية فخورة، وخبيرة في الموارد البشرية. مختصة في التوظيف والاستقطاب.

علمت منذ اليوم الأول لدخولي مجال التغذية أنني لست شغوفة بهذا المجال. ما أكد لي ذلك، هو فترة التدريب التي مارستها في أحد المستشفيات في سنتي الدراسية الأخيرة. اكتشفت حينها أن التغذية ليست مجالي. بعدها بدأت رحلة البحث عن وظيفة مناسبة لي. شاءت الصدف أن ألتحق بأحد مراكز التدريب الخاصة بتدريب الخريجين الجدد، وتعلمت حينها كافة المهارات المهنية والحياتية.

أثناء تلك الفترة؛ أقيمت جلسة لأحد المدراء التنفذيين بإحدى الشركات الكبرى بسلطنة عمان. خُصصت الجلسة للحديث عن الموارد البشرية، فشعرت حينها أن هذا المجال هو المجال الذي يعبر عني وعن شخصيتي، والذي يتناسب مع مهاراتي الشخصية. أنارت الجلسة بصيرتي، وانصب كل اهتمامي بعدها على بناء مساري الوظيفي والمهني بمجال الموارد البشرية.


كانت الأمومة جزءً مهماً في حياتي؛ لارتباطها بمرحلة بناء مساري المهني، وسمعتي كخبيرة توظيف واستقطاب. في الوقت ذاته؛ كنت أعتني بأولادي. فأخذت إجازة أمومة وإجازات أخرى مطولة، والتي اعتبرها من أجمل الأوقات التي أقضيها مع أولادي. أما عودتي إلى العمل بعد هذه الإجازات، فقد كانت الأصعب. لكنها بنت لدي روح التحدي والمثابرة.

اكتشفت مع مرور الوقت أنني قمت باتخاذ القرار الصحيح. فقد تحديت نفسي بعودتي إلى الوظيفة وأولادي في سن صغيرة، مما ساهم في بناء شخصياتهم المستقلة والمختلفة. وأنا فخورة جداً بهذا الأمر.

أما عن وصفها للأمومة تقول فرح:

الأمومة جزءٌ هام في حياتي، وجزء كبيرٌ من رحلتي المهنية.

جاء الفيديو بشكل عفوي. حينها كانت ابنتي “آسيا” ذات الستة أشهر؛ متواجدة معي في مكان عملي لعدم وجود من يهتم بها بالبيت. أصيبت آسيا بنوبة بكاء شديدة، ما دفعني إلى احتضانها بشكل عفوي وغير مخطط له، للتخفيف من بكائها. ثم أكملت إنجاز عملي بشكل طبيعي.

 هذا الموقف جعلني أدرك أن أولادي لم يأثروا على حياتي المهنية ومسارها فقط، بل صاروا جزءً مهماً منها.

 أما انتشار الفيديو على منصة لينكدإن التي تعتبر منصة مهنية؛ أرى أن هذا الفيديو عبّر بشكل كبير وعفوي عن الصعوبات والتحديات التي تواجه الأم العاملة. كما أثبت قدرة النساء عامة والأمهات خاصة، على منافسة أي أحد، وعلى إمكانيتنا من إنجاز عملنا بالشكل المطلوب، مع قدرتنا على ممارسة أمومتنا بالوقت ذاته، التي تعتبر وظيفة بدوام كامل، وظيفة تحتاج جهداً ووقتا أطول.


نعم لقد مررت بمرحلة اكتئاب، بعد أن تركت الوظيفة للتفرغ للأمومة. على الرغم من أنها فترة قصيرة، إلا أنني أحسست ألّا قيمة لي. احتلت فكرة ربط العمل والإنجاز بالمكانة المجتمعية والقيمة الشخصية، ثم كشفت لي هذه المرحلة عن مسؤوليتي المباشرة عن هذه المشاعر السلبية. علمت حينها أن قيمتي تنبع من ذاتي، ذاتي فقط. بل أن قيمتي غير مرتبطة بعمل أو أشخاص معينين. مما دفعني للعمل على تعزيز قيمتي الذاتية. من هنا أدركت أن الأمومة هي عمل بدوام كامل، والتأقلم مع هذه المرحلة هو إنجاز بحد ذاته. عدت إلى العمل بعد فترة الأمومة، فأيقنت حينها أنني لم أفقد شيئاً.

أكبر الداعمين هم أهلي أخواني وزوجي. لولا وجود هذه الدائرة من الداعمين، لكان الأمر صعباً. وجودهم من حولي أمر مهم جداً، فهم من ساعدني عندما كدت أستسلم للتعب، وهم من أمسك بيدي للنهوض مجدداً. لذلك وجود دائرة داعمة حول أم عاملة أمرٌ أساسي مهم، لأنها ستحتاج لهم في مرحلة ما.


صحيح أن مقر عملي يقدم نوعاً من المرونة مع الدوام المكتبي، لكن فكرة أنك أم عاملة تعمل بشركة تقدر وجود الأمهات هذا في حد ذاته أمر عظيم. بشكل عام؛ قد تغير سوق العمل بعد جائحة كوفيد 19، حيث تبنّت العديد من الشركات فكرة المرونة والعمل من المنزل خلال أيام معينة من الأسبوع. أنا واثقة أن هناك العديد من الشركات، التي تمنح هذا النوع من المرونة للأمهات العاملات، وأيضاً حتى للأشخاص المسؤولين عن كبار السن.

كل هذه المواصفات وغيرها متوفرة في سوق العمل اليوم، الذي وبالتأكيد تغير نحو الأفضل، الأمر الذي تجسد بمنح الأمهات العاملات مرونة أكبر في العمل.

نحن كأمهات نملك قوة التأثير، فلا تستهيني بموقفك وطالبي بحقوقك.

  • الأمومة شيء جميل ونعمة من الله، والعمل أمر مهم لإثبات نفسك واستقلاليتك وتكوين سمعتك الوظيفية وحياتك المهنية. أما وجودهما معاً بتوازن؛ فهو نعمة كبيرة.
  • اخلقي التوازن بين أمومتك وعملك حتى وإن شعرت أن تحقيق ذلك أمراً صعباً. نعم، ستكون السنوات الأولى من حياة طفلك صعبة عليكِ كأم عاملة، لكن تذكري أنها مرحلة مؤقتة بكل صعوباتها.
  • تحلي بالمرونة والتفكير بطريقة أوسع، وحاولي البحث عن وظيفة في مجالات مختلفة، واعملي دوماً على تعزيز مهاراتك.

هذا المقال بقلم أمل بن سعود

يتقدم فريق عمل كلنا أمهات بالشكر والعرفان للأستاذة أمل بن سعود لتقديمها هذا المقال المُلهم المليء بالفائدة.

اقرأ أيضاً ديانا صلاح – قصة أم ملهمة انتقلت من الهندسة لريادة الأعمال في مجال تعليم الأطفال البرمجة

اقرأ أيضاً قصة أم ملهمة خرجت من تحت أنقاض منزلها الذي هدم على رأسها، وتابعت طريقها نحو النجاح

1 التعليق

  1. أميرة
    مايو 26, 2024 في 11:10 م

    شكرا أمل لكتابتك قصة الأستاذة فرح، قصة ملهمة تمنحنا الأمل وتعطينا الدافع لعدم الاستسلام في سعينا لتحقيق ما نحب ونطمح إليه.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0