أمومتي كانت درعاً لي في محاربة السرطان

اسمي فريال الخضري أم لثلاثة أبناء (ولدين وبنت) ومحاربة سرطان. علمني المرض القوة والصبر ومنحني الشجاعة التي لم أكن اتمتع بها سابقاً. لم أعاني يوماً من أي مرض ولم اشتكي أبداً من ضعف في الجسد بدأ وزني ينزل بشكل غريب وحينها شعرت بالقلق؛ فتوجهت للطبيب وأجريت فحوصات للدم وهنا كانت البداية. شعر الطبيب أن هنالك مشكلة ما في الدم وبدأت الشكوك تراودني، ولكن حينها طمأنني الطبيب وأخبرني أنه أمر بسيط ولا يحتاج القلق.

بعد فترة من الوقت كنت في زيارة إلى منزل والدي وشعرت بألم مفاجئ وقوي للغاية في رأسي صاحبه استفراغ ونزيف في الأنف. سارعنا إلى طوارئ المستشفى وخضعت لتحاليل في الدم واعادوا التحليل لأكثر من مرة ليتأكدوا من النتيجة؛ ووجدوا أن هناك تكسر في الدم. لم أشعر بالخوف حينها ولم أشك أنه ممكن أن يكون لدي سرطان؛ ولكن شعرت أن جسدي ليس على ما يرام.

أخذوا خزعة للدم ليتم فحصها واخبروني أن النتيجة تظهر بعد 15 يوم؛ وعندما ظهرت النتيجة علمت أنني مصابة بسرطان نخاع العظم وأول شيء نطق به لساني هو الحمدلله إن الله اذا أحب عبداً ابتلاه! والمرض سيكون باباَ للتكفير عن ذنوبي وسجدت لله شاكرة وحامدة على البلاء.

لبست لباس القوة لأكون سنداً لنفسي ولأبنائي، لم أرغب أن يروني ضعيفة أمامهم ومنهارة. قلت في نفسي سأكون متماسكة وأتحلى بالإرادة وأحارب هذا المرض وأعود لعائلتي التي أحبها أقوى من ذي قبل! شعر الجميع بالصدمة من تماسكي وتوقعوا أن أنهار عندما أتلقى خبر الإصابة بمرض السرطان؛ ولكن أحمد الله أنه ألهمني الصبر في تلك اللحظة. 

بدأت رحلة العلاج وكانت الخطوة الأولى زراعة نخاع العظم؛ وبحمد الله وفضله وجدوا خلايا سليمة لدي. استمرت عملية انتزاعها لمدة أسبوع كنت أذهب بشكل يومي ليتم انتزاع الخلايا واجراء الفحوصات عليها. بعد فترة تم زراعة الخلايا السليمة في جسدي، ومكثت في المستشفى لمدة شهر كامل وكانت من أصعب مراحل مرض السرطان. وبعد أن أتممت مرحلة الزراعة؛ تم إعطائي علاج كيماوي مكثف وهنا بدأ شعري بالسقوط تدريجياً. تأثرت نفسيتي بعد تساقط شعري، ولكن استطعت أن اتجاوز هذه المرحلة وأحمد الله على امتثالي للشفاء. عندي يقين أن عوض الله كبير!

أنصحها بالقوة ثم القوة! لأن الأمر الوحيد الذي سيجعلها ممن يقدرون على محاربة السرطان وتقف من جديد هو القوة والإرادة. لا أنكر أن المرض صعب للغاية ومتعب؛ ولكن قوتي وإرادتي وأمومتي وصبري وتمسكي بالحياة من أجل ابنائي جعلني أنتصر على المرض وأتعالج منه، بل وعدت لمنزلي بين أحضان أحبائي لأكون متعافية من السرطان.