كيف يؤثر الإهمال العاطفي على طفلي؟

الصحة النفسية والجسدية

كيف يؤثر الإهمال العاطفي على طفلي؟

الإهمال العاطفي 2

في ظل جدولك اليومي المليء والمزدحم بالكثير من المهام والالتزامات، قد يحدث أن تتجاهلي طفلك.. ليبقى هذا التجاهل معكِ حتى نهايةِ اليوم؛ ويذكرك في تلك اللحظة تحديداً التي لم تستمعي فيها لطفلك بتركيز وأشرتِ إليه بكلمة “لاحقاً” بتكرارٍ على مدار اليوم، في الحقيقة لا يمكنني إخبارك أنكِ ستستطيعين الحفاظ على تركيزك طوال اليوم، وإبداء رأيك في كل مشكلة على مدار الساعة.. فلابد من أن تكوني مرهقة، مشغولة، غير قادرة، لذلك فالأمر غير متعمد.. ويمكنك تبريره وإصلاحه. ولأننا نهتم بصحة أطفالنا النفسية، من المهم أن نعرف ما هو الإهمال العاطفي؟ وكيف يمكن أن يؤثرعلى سلوك أطفالنا وشخصياتهم؟


الإهمال العاطفي:

يحدث الإهمال العاطفي عندما يستخف أحد الأبوين بمشاعر الطفل أو يصفها بالمبالغة أو يتجاهلها تماماً. وقد يحدث هذا التجاهل رغم استمرار توفير الحاجات الأساسية للطفل من أكلٍ وشراب وغيره ولكن دون إدراك لمشاعر الطفل والتصرف معها. وكمثالٍ على ذلك؛ حين يخبرك طفلك بمشاعره الصادقة حول موضوعٍ معين كانتقال صديقه من المدرسة أو تجاهل معلمه له عند مشاركته في الحصة المدرسية، قد تبدو هذه الأمور بسيطة بالنسبة لنا ككبار.. ولكن بالتفكير في الأمر فقد مررنا بذات التجارب وشعرنا بنفس الحزن، فلم قد يبدو الأمر مجرد لُعبة لمجرد أنه شعور طفل؟

بمرور الوقت واستمرار هذا التجاهل تصل فكرة للطفل أنه ليست من الضرورة التعبير مشاعره واهتماماته.. وقد يتوقف عن طلب الدعم أو التكلم ليتغير سلوكه وطريقة تعامله تجاه نفسه والآخرين وأمور حياته عامة.

بالنظر إلى الأرقام فقد أثبتت دراسة أجراها مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، أن حوالي واحد من سبعة أطفال تعرضوا للإساءة والإهمال في العام الماضي، وهذا يعني ملايين الأطفال.. ولأننا حقيقةً نؤثر بشكلٍ كبير في أطفالنا علينا أن نعي تماماَ أعراض التجاهل  العاطفي لنستطيع تحديدها والتعامل معها.



أهم أعراض الإهمال العاطفي التي قد تظهر على سلوك الطفل:

تدني التحصيل الدراسي:

قد يواجه الأطفال اللذين تعرضوا لإهمال أو تجاهل عاطفي مع الوقت إلى صعوبة في التركيز والانتباه، مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي، وقد تكون هذه من أكثر الآثار الواضحة والتي يمكن السؤال عنها من خلال المعلمين في المدرسة.

صعوبة التعبير عن الذات:

طرق التعبير عن الذات من الرسم، والكتابة، والغناء، والرقص، والكلام قد تكون أكثر صعوبة عند الأطفال اللذن تعرضوا للإهمال العاطفي، بسبب خوفهم من التعبير عن ذواتهم خوفاً أو خجلاً.

الآلام العاطفية الجسدية:

قد تظهر بعض الأعراض الجسدية على الأطفال اللذين تعرضوا للإهمال العاطفي أو التجاهل، مثل الحمى، وآلام المعدة، وغيرها خاصةً عند وقوع حدث معين، كلقاء الأقارب أو الأصدقاء أو الذهاب للمدرسة. من الضروري تتبع مثل هذه الاعراض للمحافظة على نمو الطفل بشكل سليم وصحي.

الخوف من الرفض:

قد نشعر جميعاً بالخوف من الرفض، ولكن الأطفال اللذين تعرضوا للتجاهل أو الإهمال العاطفي قد يشعروا بذلك بشكل أعلى لينسحبوا قبل أي محاولة لخوض تجارب جديدة، ويفقدوا الكثير من الفرص في حياتهم.

التحدث بنبرة جافة أو باردة:


عندما يصل الأطفال لهذه المرحلة، فإن داخلهم يرفض التعبير والمبادرة بالحديث معتقدين أنهم وإن تحدثوا لن يستمع لهم أحد، لأن مشاعرهم وأفكارهم لا تعني شيئاً لأبويهم.

الجفاء:


على المدى الطويل، ومع استمرار التجاهل العاطفي قد ينسحب الأطفال تدريجياً من أي تواصل جسدي عاطفي بينهم وبين أبويهم، فيستغربون ولا يتقبلون أي نوع من المديح أو العناق.

تأخر نمو الطفل:


قد يتأخر نمو الطفل الجسدي بسبب عدم تلقيه للرعاية والاهتمام الكافيين، بالإضافة إلى تأخره في أداء بعض المهارات الأساسية الأكاديمية وغير الأكاديمية نظراً لحاجته لمزيد من الدعم العاطفي والحضور الفعّال لوالديه في حياته.

الشعور بالذنب:

قد يشعر الطفل أنه السبب في هذا الإهمال، ويؤنب نفسه وينأى بعيداً، مما يؤدي لظهور نوبات الغضب عليه بسببٍ أو بدون.



في نهايةِ مقالنا، كوني على علم أن استعمالنا لكلمات غاضبة أحياناً لا يجعل منا أمهات سيئة، بل يرشدنا لتعديل سلوكنا مع أطفالنا ومعرفة طريقة التعامل الصحيحة معهم في مواقف محددة، ولأننا نرى أننا خدمتك واجبنا، نرّشح لك الأخصائية رنيم عبيدات لتساعدكِ على إيجاد الحلول والوصول إليها.

لمقالات مشابهة؛ انقر هنا.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0