اختلاف أساليب التربية بين الوالدين

الطفولة المبكرة العلاقات الأسرية

اختلاف أساليب التربية بين الوالدين

pexels-gustavo-fring-4148841

من الأخطاء التربوية الشائعة؛ هي التضارب في أساليب التربية بين الآباء والأمهات. على سبيل المثال نجد أن بعض الآباء قد تؤمن بالصرامة في التعامل مع الأبناء، بينما قد تميل بعض الأمهات إلى اللين و التدليل. أو قد تجد أن أحدهما يؤمن بطرق التربية الحديثة، بينما يتمسك الآخر بطرق التربية القديمة التقليدية. مما يدفع الأبناء إلى الميل بالطبع تجاه الطرف الذي يتبع اللين و يُلبي احتياجاتهم. فيحدث تضارب بين الآباء والأمهات في تربية الأبناء، مما يؤثر بالسلب على الأبناء. فتتمثل التربية الصحيحة؛ في اتباع نهج موحد بين الطرفين، وتحقيق التناغم التربوي في اتخاذ القرارات التي تتعلق بالتربية معًا.

كيف نتعامل مع اختلافاتنا التربوية؟ و هل يجب توحيد أساليب التربية وألا نختلف تمامًا؟

تعتقد الكثير من الأمهات؛ أن التربية الصحيحة تكمن في عدم الاختلاف بين الطرفين. ولكن علينا أن نفرق ما بين الاختلاف الصحي والسلبي. فالاختلاف الصحي؛ يُعلم الأطفال أننا مختلفون، وينمي الذكاء الاجتماعي لديهم في التعامل مع الأشخاص المختلفين.

أما الاختلاف السلبي؛ فهو اختلاف لا أساس له أو منطق، هدفه هو هدم الطرف الآخر والتسلط والعِناد، ويصاحبه توبيخ وشتائم. و هذا يترتب عليه ازدواجية في شخصية الأبناء، وضعف ثقتهم بأنفسهم وتحطيم القدوة.


ما أهمية تربية الأطفال كفريق واحد؟

الطريقة التي تتفاعلين بها أنت وشريكك مع بعضكما البعض؛ لها تأثير كبير على أطفالك، خاصة في تطورهم العاطفي. فعندما يرى الأطفال أن الآباء جبهة واحدة، ويمثلون فريق واحد في المباديء والقيم والقواعد؛ يشعر الأطفال حينها بالأمان والرضا. بل ويتعلمون كيفية بناء علاقات صحية مع الآخرين، وكيفية التواصل الجيد معهم.

بالإضافة إلى ذلك

إن تربية الأطفال كفريق واحد تنعكس على الآباء و الأمهات؛ حيث يُشعرهم ذلك بالسعادة والثقة والرضا تجاه الأبوة والأمومة وحياتهم العائلية ككل. كما يسهل عليهم الاستمتاع بالوقت الذي يقضونه مع عائلتهم.


كيف يمكن توحيد أسلوب تربية الأبناء بين الآباء والأمهات؟

لعلك تساءلت “كيف نكون جبهة واحدة في تربية أبنائنا؟”. إن إجابة هذا السؤال؛ تكمن في البحث عن عواقب التضارب في أساليب تربية الأبناء، وما العقبات التي تعترض طريقكم كآباء وأمهات لتكونوا جبهة واحدة.

في البداية

علينا أن نعلم أن لكل منا طريقته في التفاعل مع المشاعر والمحفزات العاطفية. على سبيل المثال: عندما يصاب الطفل بنوبة غضب، فإن ذلك  يؤثر عاطفيًا على الكبار أيضًا، فيحفز  لديهم ضغوطات تقودهم إلى الشعور بالإرهاق أو الإحباط أو الارتباك. بينما قد يكون لدى الطرف الآخر مرونة أكثر قليلاً من الآخر في التعامل مع تلك السلوكيات أو التحديات المختلفة. فيواجه كل من الوالدين نفس الحدث، إلا أن لكل منهم طريقته الخاصة في التعامل مع الموقف.

كما أن

بعض الآباء قد يتبنون أساليب تربية مختلفة عن الأمهات أو العكس. فعلى سبيل المثال: قد يعتقد الطرف الأول أن الأبناء عليهم احترام آبائهم، وألا يتحدثوا أو يناقشوا أبدًا، اعتقادًا منهم  بهيمنتهم على السلوك بتلك الطريقة، ومعتمدين بذلك على أسلوب العقاب والمكافآت في التربية. وقد يبدأ الطفل في البكاء ويطلب منه هذا الطرف الذهاب إلى غرفته.

بينما الطرف الثاني؛ يرى أن الأطفال يتصرفون بتحدٍ وعِناد، عندما تشعر أدمغتهم بالعجز أو أنها خارجة عن السيطرة. لذا يختارون الحفاظ على هدوئهم، وفهم مشاعر أبنائهم، وتقديم خيارًا لطفلهم يعزز احترامه لذاته وإشاركه في إيجاد الحل.

في النهاية

قد تكون النتائج في النهاية مماثلة لبعضها البعض. ففي النهاية سيستمع الطفل لكلام والديه. لذا؛ قد يشعر الآباء أو الأمهات بحافز الاستمرار في نهج تربيتهم بناءً على النتائج. لذا فهذا هو السبب في صعوبة توحيد أساليب التربية وتحديدها.


نصائح للتناغم التربوي بين الآباء والأمهات في تربية الأبناء

  • كل التغيير يبدأ بالتواصل:

خصص وقتًا لمناقشة شريكك، ما هي مواصفات الابن الصالح الذي نريده؟ والاتفاق على كيف نصل إلى هذا النموذج الذي نسعى إليه.

  • رسالة واحدة واضحة:

 يجب أن يسعى الأب والأم؛ أن تكون رسالتهم التربوية واضحة وواحدة. فلا يجب أن يصل للابن أن هذا الأمر ممنوع لدي ولكنه مسموح عند الطرف الآخر. على سبيل المثال: على الطفل أن يعي أن السلوك العنيف ممنوع داخل منزلنا، حتى ولو اختلفت الوسائل التي تعبر عن ذلك من قبل الطرفين، و لكن تظل القاعدة واضحة.

  • احذر وقت الغضب:

عندما تشعر بأنك غاضبًا من الطرف الآخر، أمشي بعيدًا لمدة دقيقة لتهدأ. فعندما نكون أكثر غضبًا نتصرف بطريقة مشوشة، وقد يكون إجراء محادثات تدور حول عواطفك وطرق تهدئتك قبل اتخاذ أي قرارات تربوية؛ كافٍ لسد تلك الفجوة للعمل كجبهة واحدة. فقد يتطلب الأمر بعض ضبط النفس من كلا الجانبين.

  • اسأل نفسك أسئلة تبدأ ب”كيف” و ليس ب” لماذا”:

في أغلب الأوقات ننشغل بتكرار سؤال “لماذا“، عندما نواجه بعض التحديات كأمهات عند الخلاف مع الطرف الآخر أثناء التربية. فتجد نفسك تقول ( لماذا لا يستمع إلي؟ لماذا هو غاضب دائمًا). فنتعمق في المشكلة لا شعوريًا! بينما من أجل حل المشاكل؛ علينا أن نعرضها ونواجهها. بينما الطريقة الأمثل  للبدء في حل مشكلة؛ هي التركيز عن قصد على أسئلة “كيف”. وهذا الأمر به مجاهدة، ويتطلب التنظيم والممارسة، لكن نتائجه مذهلة.

  • ابحث عن أرضية مشتركة بينك و بين شريكك

ركز على ما هو مشترك بينكما، فهذا سيسهل الأمر لإجراء محادثة هادفة.

  • تبادل الأفكار وتلقيها.

هذه خطوة التنفيذ و التفكير المنطقي. فبمجرد أن تصبحوا حلفاء؛ ستكتشفون التفاصيل الجوهرية وراء ردود الفعل العاطفية الكبيرة في مواقف التحديات التي واجهتكم.

 على سبيل المثال: “ما رأيك عندما فعلت هذا …؟ “ما رأيك في رد فعلك هذه المرة …؟”، ” أتعتقد أنه يمكننا مساعدتهم على التعايش بشكل أفضل؟”. تلك الأسئلة المفتوحة تحفز المحادثات إلى الأمام حقًا.

  • انتقد في وقت لاحق.

إن رؤية أطفالك لك و أنت تختلف مع الطرف الآخر حول أساليب التربية غير صحيح. لذا إذا رأيت أن شريكك يتصرف بطريقة تتعارض مع ردود أفعالك؛ فاختر أن تترك الأمر حتى يمكنك التحدث مع الطرف الآخر على انفراد.

  • استخدم كلمة سر رمزية عند الحاجة إلى المساعدة.

أمهات كثيرة تقع في هذا الخطأ! وهو أن تلفت نظر شريكها أمام أطفالها على استيائها من تصرف شريكها. بينما يمكنك البحث عن إشارة خفية تعبر عن احتياجكم للعمل بشكل تعاوني على هذا الأمر و مناقشته. على سبيل المثال: يمكنك استخدام كلمة حبل للتعبير عن الحاجة إلى الانسحاب و الرغبة في مناقشة الأمر معًا.

  • تراكمات الطفولة قد تؤثر على تربية أطفالك

التأثير الأكبر على أساليب التربية لدينا هو بلا شك والدينا! سواء كنت تتفق مع أسلوب تأديب والديك أم لا، فإن الاختيارات التي تتخذها اليوم كوالد؛ ترجع جزئيًا إلى الطريقة التي تربيت عليها. فنجد أمهات كثيرة تقول أصبحت أشبه أمي في جميع تصرفاتها. بينما قد تعاهدوا مراراً وتكراراً ألاّ يكرروا تلك السلوكيات مع أبنائهم. مع القليل من التفكير مع النفس؛ ستكتشف معتقداتك التربوية غير الصحيحة الراسخة بداخلك، وستحاول التخلص منها.

المصادر

مصدر1

مصدر2

مصدر3


احجز اونلابن

باقة العلاج الأسري

تعد الاستشارات الأسرية والعلاج الأسري؛ نوعاً من أنواع الاستشارة النفسية، التي تساعد أفراد الأسرة ككل على تحسين التواصل فيما بينهم. والتي توضح الأمور التي تؤدي إلى حل النزاعات التي قد تحصل. أيضاً ولأن استشارات العلاقات الزوجية تقع تحت خانة العلاج الأسري؛ وفرنا لكِ اليوم باقة العلاج الأسري مع المستشارة النفسية الدكتورة رنا طيارة.

حيث ستقوم الدكتورة رنا من خلال ثلاث جلسات؛ بمساعدتكِ على فهم العديد من الأمور التي قد تكون سبباً أساسياً في الخلافات الأسرية وبسعرٍ مخفض. لا تترددي واحجزي موعدك اليوم واطلبي النصح من الأخصائيين فقط.

احجز الان من هنا بقيمة 740 درهم مقابل ثلاث استشارات

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0