لحقت حلمها بمغامرةٍ جديدةٍ في معترك الحياة، اختارت البدء من جديد في بلدٍ بعيدٍ عن وطنها. بدأت رحلة الغربة وكانت البدايات الجديدة والصعبة في العمل والعلاقات. لكن شعور الوحدة بعد الولادة وفي الغربة كان الأصعب، ظنت أنها قادرة على مواجهة الأمومة وحدها, لتدرك أن وجود قرية من الأمهات والمختصين حول الأم الجديدة يمكنه أن يُغيّر تجربة الأمومة بشكل إيجابي. الأمر كله قد يعود إلى دعم الأمهات اللاتي بحاجة إلى دعم حقيقي ومستمر.
من خلال تجربتها، قررت أن تطلق منصة تمكّن كل أم من أن تجد الدعم وتشعر أنها ليست وحدها في رحلتها.
- موازنة العمل والأمومة
- الأمومة في الغربة و اكتئاب ما بعد الولادة
- نصائح لاستغلال الانقطاع عن العمل مع عودة متوازنة
- منصة LeanOn
- نصيحة للأمهات الجدد لتحقيق التوازن بين المسيرة المهنية أو الأمومة
عرفينا عن نفسك
أنا أمٌّ كأي أمٍّ أخرى، لي قصتي الخاصة … فلكلٍّ منا قصة، أليس كذلك؟
اسمي زينب، مغربية وأم لطفلين انتظرت الأول لسنوات طوال… استمتعت بالحمل مع كلا طفليّ لدرجة أنني أقول دائمًا لصديقاتي: لا أمانع أبدًا أن أكون حاملًا وألد كل سنة!
قبل 8 سنوات قررت الخروج من منطقة الراحة، والبدء بتجربة جديدة مع زوجي وكانت دبي المحطة التي اخترناها. حيث واصلت عملي بالتسويق في مجال العلامات التجارية والأعمال، واليوم أملك خبرة 12 سنة بالمجال.
عدا عن ذلك، أرى نفسي شخصاً معطاءاً. حيث أنني أستمتع بإحداث تأثيرٍ إيجابيِ لمن حولي ومساعدة الناس للشعور بتحسن في مختلف جوانب حياتهم.
موازنة العمل والأمومة … بين الواقع والتجربة
مع طفلي الأول كنتُ محظوظةً بالعمل في شركة منحتني ستة أشهر إجازة أمومة. المدة التي سمحت لي بالتعافي وإيجاد سبل للتواصل مع طفلي، والأهم من ذلك أنني كنت حاضرة في التجارب الأولى. أما في حملي الثاني، فلم أستطع العودة إلى العمل قبل أن تبلغ ابنتي ستة أشهر كذلك حيث كنت أعمل لحسابي الخاص في ذلك الوقت.
وفي رأي الخاص أرى أن هذا هو الحد الأدنى من الوقت الذي يجب أن تقضيه كل أم مع أطفالها حديثي الولادة قبل العودة إلى العمل. حتى لا تعيش لحظات الانكسار والخوف، أو أن لا تكون موجودة بالخطوات الأولى في حياة طفلها.
وقد ساعدني تحديد الأولويات اليومية على الوصول للتوازن بين الأمومة والعمل. فببساطة تقبلت فكرة أنني لا أستطيع القيام بكل شي، وأن أصب تركيزي على الأمور الأهم سواء بالعمل أو المنزل أو مع أطفالي.
كما أنني تعلمت ألا أتنازل عن وقتي مع أطفالي، حتى لو كان نصف ساعة يومياً. وأحرص دائما على التواجد في فعالياتهم وأنشطتهم وأعياد الميلاد.
في الواقع لم تكن الصعوبة في إيجاد التوازن بين العمل والأمومة، بل بالحفاظ على تلك التفاصيل الصغيرة التي تعزز العلاقة الزوجية، وإن كان زوجي يقرأ هذه السطور فأنا أعتذر عن تلك الأوقات.
تجربة الأمومة في الغربة وارتباطها مع اكتئاب ما بعد الولادة
قبل إنجاب الأطفال كانت حياتنا في دبي كزوجين مغتربين سلسة، فعلى الرغم من قلة وجود الناس حولنا إلا أنه كان لدينا روتيننا الخاص معاً. لكن الأمومة جلبت معها نوعًا مختلفًا من الوحدة، الأمر لم يكن يتعلق بالوحدة الملموسة أبدا وإنما بالوحدة المعنوية في داخلنا.
مع طفلي الأول لم أدرك أنني أعاني من اكتئاب ما بعد الولادة حيث أنه لم يتم تشخيصي بذلك، لكنني الآن أستطيع أن أجزم أن ما شعرت به لم يكن “طبيعيًا”. وقد أتى جزءٌ من هذه الحالة التي عشتها نتيجة صدمة نفسية، حيث أُدخل طفلي إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في عمر ١٠ أيام بسبب الجفاف الشديد، وعندها سألني الطبيب: “ماذا فعلتِ بطفلكِ؟”، الأمر الذي ولد لدي شعوراً بالذنب لازمني لسنوات.
في كلنا أمهات، خصّصنا لكِ مساحة غنيّة بالمقالات، والخدمات، والموارد التي تُعنى بصحتكِ النفسية، وتمنحكِ أدوات عملية تساعدك على استعادة توازنك.
هل شعرتِ يومًا أنكِ بحاجة لمن يُساعدك في ترتيب أفكارك وتخفيف شعور العبء الذهني وسط مسؤوليات الأمومة والعمل؟
تمامًا كما خاضت كاتبة المقال رحلة البحث عن الدعم والتوازن، يمكنكِ اليوم أن تبدأي رحلتك نحو حياة أكثر هدوءًا وسعادة من خلال جلسة تخفيف العبء الذهني مع لايف كوتش عهد الزبيدي.
ساعة واحدة عبر زوم، تضعين فيها خطة عملية لتبسيط حياتك وتحديد أولوياتك، بإرشاد أخصائية محترفة.
احجزي جلستك الآن وابدئي رحلتك نحو التوازن.
الانقطاع عن العمل بسبب الأمومة، ونصائح للاستغلال الأمثل لهذا الانقطاع مع عودة متوازنة للعمل
لقد كنت محظوظةً جدًا لأحظى برفاهية أخذ إجازة أمومةٍ لمدة ستة أشهر مع طفليّ وهو الشيء الذي رأيت أنه مناسبٌ لي ولهما، إلا أن ذلك للأسف غير متاح للكثيرات من الأمهات.
لم أنقطع عن العمل بهدف التركيز على الأمومة، بل لأخد إجازة من العمل المؤسسي لأعيش حياة أكثر توازناً ما بين العمل والأمومة، أملك فيها القدرة على أخذ القرارات الملائمة لي. وحتى إن لزم الأمر أن أضع جهداً ووقتًا إضافياً بالعمل فأنا أقوم بذلك باختياري وقناعتي وليس للهدف المادي فقط.
دعم الأمهات من خلال منصة LeanOn
LeanOn هي منصة مجتمعية، حيث ستمكن الأمهات من التواصل مع الأمهات الأخريات القريبات منهم والرجوع إليهن وقت الحاجة، كما ستمكنهم المنصة من الوصول إلى متخصصين والرجوع لهن للحصول على المعلومات.
تبلورت الفكرة من:
- معاناتي الشخصية، عندما شعرت باكتئاب ما بعد الولادة والوحدة مع أول تجربة أمومة مع ابني عندما إعتنيت به لوحدي دون وجود عائلة حولي.
- تجربتي الشخصية، عندما عشت شعور الأمومة قبل أن أتعرف على أمهات أخريات (واللواتي أعتبرهن عائلتي اليوم)، ومن تجربة الأمومة بعد لقائهن والتعرف على تجاربهن.
- جهوزيتي لخوض تجربتي الثانية مع الأمومة، حيث كنتُ مدعومة هذه المرة وكنت مستعدة لطلب المساعدة.
نصيحة للأمهات الجدد لتحقيق التوازن بين المسيرة المهنية أو الأمومة
أسسي مجتمعك الداعم، ولا تترددي في طلب المساعدة من الأمهات الأخريات أو من المتخصصين فجميعنا هنا لنتكاتف ويدعم بعضنا بعضاً.
خصصي وقتًا لنفسكِ ولزوجك ولأطفالكِ، ولا تسمحي لنفسك أن تقعي في فخ “لا أستطيع” أو “ليس لدي وقت”. يمكنك دائمًا أن تجدي طريقة لتخصصي 30 دقيقة من وقتك لممارسة الرياضة، أو لعشاء سريع مع زوجك، كما يمكن دائما أن تعيدي ترتيب جدول أعمالك ومهامك وفقا لما يخدم أولوياتك ويصب في مصلحة عائلتك.
رسالة للأمهات
رسالتي لكل أمهات اللواتي يقرأن هذا المقال، أنتِ تقدمين الكثير للجميع، لذلك فعليك أن تستثمري في نفسكِ سواءاً في الاهتمام بصحتكِ، أو عمل شي يدخل البهجة على حياتك، أو تنمية معارفك وخبراتك العملية. وفي الأخير تذكري دائما ….. أنتِ مهمة ليس فقط لعائلتكِ بل الأهم لكِ أنت.
وإلى كل من يقدم ما فيه دعم الأمهات عليه أن يدرك مدى أهمية ما يفعل، فأنت تترك أثرًا مستمرًا قد يصل إلى أجيال دون مبالغة.
دليل الأمهات للعمل عن بُعد
في كلنا أمهات نسعى لدعم الأم العاملة وفتح الأبواب أمامها حين تعتقد أن لا خيارات أمامها.
نقدم لكِ دليلاً شاملاً يساعدك في استكشاف فرص العمل عن بُعد والعمل الحر، مع تنظيم الوقت لتحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية. من خلال هذه الدورة، ستتعرفين على الفرق بينهما، مما يساعدك في اختيار الخيار الأنسب لكِ وفقًا لاحتياجاتك وتطلعاتك.