نقدّم لكِ اليوم الجزء الثالث من تلخيص كتاب “فن العناية القصوى بالذات: 12 طريقة عملية وملهمة لحب الذات” – (The Art of Extreme Self-Care: 12 Practical and Inspiring Ways to Love Yourself More)؛ لكاتبته شيريل ريتشاردسون. شيريل مؤلفة للعديد من الكتب التي حققت أفضل المبيعات، وفقاً لصحيفة تايمز الأمريكية.. وهي مدربة حياة تهتم كثيرًا بموضوع بحب الذات والعناية بها.
في هذا المقال سنتحدّث عن موضوع رسم الحدود مع الآخرين.. وتعلّم فن الرفض وقول “لا” بلباقة..
تعلّمي رسم الحدود وفن الرفض بهدوء ولباقة
تعلّمي فن الرفض بلباقة!
لا أحداً منا يحب أن يخيب أمله، أليس كذلك؟ لا نحب أن نعلّق آمالاً كبيرة على الآخرين.. لنراها تنهار بعد ذلك. وقد يكون هذا من بين الأسباب التي تجعلنا نقول “نعم” لأي شيء يُطلب منا رغم أننا لا نرغب في القيام به، فنحن لا نحب أن نخيّب أمل الآخرين فينا. هل تجدين نفسكِ تقولين “نعم” للطلبات التي تنهال عليكِ من جميع الجهات، لتشعري بعد ذلك بالغضب أو الامتعاض، لأنك في الحقيقة لا تملكين القوة أو الوقت أو حتى الرغبة في تلبية تلك الطلبات!
تنصحنا الكاتبة في هذا الفصل برسم الحدود للحفاظ على صحتنا وطاقتنا.. وذلك بتعلّم فن قول “لا” أو كيف “نخيّب آمال الآخرين بطريقة صحيحة”. ولكن قبل ذلك، تطلب منا تعلّم التعايش مع شعور الذنب الذي يصاحب رفضنا لتلبية رغبات الآخرين على حساب راحتنا ووقتنا.
عليكِ تعلّم رسم الحدود مع الآخرين، لتحمي وقتكِ وطاقتكِ. قد يتطلّب هذا الأمر وقتاً، ولكنها مهارة تستحق أن تتعلّميها حتى تكوني قادرة على العناية بذاتك، وإعطاءها حقّها.
ثلاث نصائح لتعلّم فن “الرفض” بلباقة!
لا تتفاجئي من تغيّر طريقة تعامل الآخرين من حولكِ عندما تبدئين في رسم الحدود، فهم لم يعتادوا هذا الأمر، وقد يحاولون إشعاركِ بالذنب لأنك ترفضين ما اعتدتِ فعله من أجلهم.
تعود الكاتبة لتذكّرنا بأهمية وجود أشخاصٍ يدعمون رحلتنا هذه في العناية بالذات، خاصة في هذا الموضوع، لأنهم سيساعدوننا على الحفاظ على مواقفنا وعدم الخضوع لطلبات الآخرين التي تستنزف طاقتنا.
تقدّم الكاتبة النصائح التالية لمساعدتكِ على ممارسة فن “الرفض”:
- حاولي كسب بعض الوقت
عندما يطلب منكِ أحدهم القيام بشيءٍ ما، حاولي كسب بعض الوقت قبل الرد. قبل أن تسارعي بقول: نعم! تسرني المساعدة، جربي قول: “أعطني بعض الوقت لأفكر في الموضوع وأرجع إليك”، أو “علي التحقق من الأمر مع فلان” (حتى لو كان فلان أنتِ!). أخبري هذا الشخص بشكلٍ مسبق بأنك قد لا تقومين بما يريده منك، حتى لا تكون هناك أي حساسيات. مثلاً إذا تمت دعوتكِ لمناسبة ما، ربما يمكنكِ قول: “لقد أخذت قراراً بعدم الذهاب إلى الكثير من المناسبات الاجتماعية خلال هذه الفترة”.
- ثقي في حدسكِ
بعد أن تكسبي بعض الوقت من الطرف الآخر، استشيري نفسكِ، هل تريدين حقاً القيام بما يطلبه منك؟ على مقياس من 1 إلى 10، ما مدى رغبتك حقاً بالقيام بهذا الأمر؟ كلما كانت النتيجة قريبة من 10، كانت رغبتك في الموافقة أكبر. يمكنك أيضاً أن تسألي نفسك هذا السؤال: “لو كنت متأكدة من أن الشخص الذي طلب مني هذا الأمر لن يغضب أو يحزن في حال رفضت الأمر، فهل سأقوم به؟
لقد اعتدنا الموافقة على طلبات الآخرين لأن هذا نوع من الآليات الدفاعية التي نستخدمها حتى لا ندخل في مواجهة مع الآخرين، ولكن ممارسة “فن العناية القصوى بالذات” يعني أننا سنضع احتياجاتنا أولاً، وهذا يعني أنه لن يعود بوسعنا إرضاء الجميع، وهو أمرٌ علينا أن تقبّله.
- قولي “لا” بلطفٍ وحزمٍ وحبٍ
تقول الكاتبة أن أحد الأسباب التي تصعّب علينا قول “لا” هي أننا لا نملك اللغة أو الأدوات المناسبة للتعبير عن رفضنا بلطفٍ وحب، وأن تعلّم هذه المهارة سيجعل الأمر أكثر سهولة
الهدف من تحدي هذا الفصل هو أن تتعلّمي رسم الحدود مع الآخرين طريقة من طرق العناية بالذات، والتصالح مع قول “لا”، ومواجهة الآخرين، والتعامل مع غضبهم، وإدراك حقيقة أن العناية بالذات قد تعني في بعض الأحيان تخييب آمال الآخرين، هو تعلّم التعامل مع طلبات الآخرين بطريقة صحية، لا تستنزف طاقتنا ووقتنا.
قد تجدين أن بعض هذه النصائح يصعب تنفيذها، خاصة إذا عانيت لسنوات من محاولة إرضاء الجميع على حساب صحتك ووقتك. لذلك فإن نصيحتنا الأخيرة لكِ هي الاستعانة بمدربة حياة أو كوتش لمساعدتك على التعمّق أكثر في موضوع رسم الحدود مع الآخرين، والأسباب التي قد تجعلك تواجهين صعوبة في فعل ذلك.
وتجدين في موقع أمهات العديد من الاستشاريين والخبراء الذين بوسعهم مد يد العون لك، ومن بينهم الأستاذة إيمان الجعفري التي تقدّم جلسات في علاج الطفل الداخلي والكوتشينج.
تعلّمي أيضاً رسم الحدود مع نفسك!
ابدئي بقول “لا” للأشياء التي لا تشبهك!
تقول الكاتبة أنه إذا كانت حياتكِ فوضوية.. وجدولك اليومي مكتظ بالمهام، وكنت تعانين من فوضى في الأفكار، وعبء عقلي يجعل من الصعب عليك التفكير بشكلٍ واضح.. فإن الحل لاستعادة حياتكِ يرتبط بالتخفيف من هذه الأشياء وتبسيطها، وليس الحل هو محاولة تنظيمها. حيث تقول أن الأشخاص الذين يعيشون في مثل هذه الحالة بحاجة لإلغاء 30% على الأقل من الأشياء التي يقومون بها حتى يبدأوا في رؤية بصيص الأمل.
أحد أكثر الطرق فعالية في “فن العناية القصوى بالذات” هو معرفة الأشياء التي لا نريد تضييع وقتنا عليها، والعمل على إزالتها من قوائم مهامنا.. ومن حياتنا بشكلٍ عام.
وهنا، تنصحنا الكاتبة بإعداد قائمة الأشياء التي سنقول لها “لا”.. أي الأشياء التي لن نضيّع وقتنا أو طاقتنا عليها. عندما نعرف الأشياء التي لا نريدها في حياتنا، نحن نفسح المجال أمام التجارب والأشياء التي تشبهنا أكثر، والتي نرغب حقاً في عيشها، وهذا من أهم أساليب العناية بالذات.
يمكنكِ استلهام بعض المواضيع من هذه القائمة التي شاركتها شيريل:
سأقول “لا” لـ:
- العجلة.
- التخلي عن احتياجاتي من أجل إرضاء الآخرين.
- النهوض من فراشي في عجلة، أريد أن أستغرق وقتي في الاستيقاظ.
- مجادلة الأشخاص الذين يجعلون من الجدال هواية لهم.
- تكديس المقتنيات والاحتفاظ بالأشياء التي لا أحبها أو لا أحتاجها في منزلي.
- السكوت عندما يتجاوز الآخرون حدودهم معي.
- المشاركة في النميمة.
- التعامل مع صعوبات الحياة لوحدي.
- قراءة الكتب التي لا تثير اهتمامي.
- الشعور بالاستياء والذنب عند الاهتمام بنفسي.
- الاحتفاظ بالملابس التي لم تعد تناسبني، على أمل ارتدائها “يوماً ما”.
يمكنكِ استخدام الأمثلة في هذه القائمة.. ومراقبة الأنشطة والأشياء التي لا ترغبين في فعلها بعد الآن. اكتبي قائمة بالأشياء التي لن تقومي بها بعد الآن. ولاحظي مشاعركِ وأنت تقطعين العادات التي لا تمثل قيمك.. وكيف تصبح جودة حياتكِ الآن وأنت تفسحين المجال لأنشطة وأشخاص وأشياء تشبهكِ أكثر.
انتظرينا في المقال المقبل من هذه المجموعة، والذي سنتحدّث فيه عن أهمية الروتين والنظام في العناية بالذات.