نقدّم لكِ تلخيص كتاب “فن العناية القصوى بالذات: 12 طريقة عملية وملهمة لحب الذات” – (The Art of Extreme Self-Care: 12 Practical and Inspiring Ways to Love Yourself More)؛ لكاتبته شيريل ريتشاردسون. والذي يتناول موضوع حب الذات والعناية بها من منظور مختلف عمّا تعودّنا عليه.
شيريل مؤلفة للعديد من الكتب التي حققت أفضل المبيعات، وفقاً لصحيفة تايمز الأمريكية.. وهي مدربة حياة تهتم كثيرًا بموضوع بحب الذات والعناية بها.
لطالما سمعنا كلمات وتوجيهات تحثنا على حب أنفسنا والاعتناء بها. ولطالما تسائلنا كيف اعتني بنفسي؟ هل هو اهتمام جسدي أم نفسي؟؟ وهل يؤثر كل جانب بالآخر؟؟
في هذا المقال نبرز أهم محاور واحد من الكتب المهمة في التنمية الذاتية والدعم النفسي.
حب الذات والتخلّص من دور الضحية
عندما نواجه ظروفاً صعبة مثل فقدان وظيفة، أو الإصابة بالمرض، أو المشاكل الزوجية، ننعزل فوراً عن الآخرين، ولا نطلب المساعدة حتى من أقرب الناس إلينا، لا نقبل حقيقة مرورنا بهذه التحديات، بل على عكس ذلك، نحاول تجاهلها وإنكارها، ونسعى جاهدين للتركيز على الآخرين ومساعدتهم بدلا من التركيز على احتياجاتنا نحن.. بالإضافة إلى ذلك، نجد أنفسنا ندخل في دوامة التضحية. ونسعى جاهدين لتلبية احتياجات العائلة، والأقارب، والعمل، وكل شيء آخر، ثم ننسى أنفسنا: بل نحرمها من احتياجاتها الأساسية.
تقول الكاتبة أن الخطوة الأولى نحو حب الذات والعناية بها هي التوقّف عن التضحية بشكلٍ مبالغ فيه من أجل الآخرين. أن نتوقّف قليلاً ونستمع لما نحتاجه نحن، جسديًا ونفسيًا، وأن نهتم بصحتنا حتى نتمكّن من إعطاء من هم حولنا.
حب الذات من أسرار السعادة والصحة
تركز الكاتبة على أهمية حب الذات، وكونه شرطاً أساسياً نحو بناء تملؤها أنواع السعادة المتعددة ونعمة والصحة. استلهمت الكاتبة هذا التحدي من الكاتبة المشهورة لويز هاي، وهو أن تقولي لنفسك كلمة: “أحبك”! كلما نظرتِ إلى نفسكِ في المرآة..ربما يبدو هذا التمرين سهلاً، ولكنه في الحقيقة يحتاج الكثير من الإرادة والالتزام، لأننا عمومًا قد لا نصدّق هذه الكلمات في البداية.. ففي الواقع، لقد اعتدنا دائماً انتقاد أنفسنا كلما نظرنا إليها في المرأة.
لذلك تنصح الكاتبة بقضاء شهر في هذا التحدي، فهو يدرّبك على حب ذاتك بكل أخطائها وعيوبها، حباً غير مشروط.. وهذا في الحقيقة هو أول خطوات العناية بالذات. لا تجعلي غرابة الأمر في البداية تثنيك عن القيام بهذه التجربة، اعتني بنفسك وأنظري أبعد من انعكاسك على المرآة، وبعد بضعة أيام، ستشعرين أنك أكثر تعاطفاً مع ذاتك، وأكثر تقبلاً وحباً لها. علاوة على ذلك، تنصح الكاتبة بممارسة التدوين أثناء القيام بتحديات هذا الكتاب، لأن التدوين أثبت نجاحه في كونه أداة مذهلة لمساعدتنا على التعرّف على أنفسنا والعناية بها
نصائح ملهمة وعملية تجيبك على سؤال ” كيف اعتني بنفسي”؟
سلسلة من النصائح والأساليب التي ذكرتها الكاتبة :
- توقفي عن التضحية وحرمان نفسكِ من احتياجاتها. اصنعي السعادة لنفسك بأن تكوني أكثر وعياً باحتياجاتكِ، وبهذا تحققين حياة متوازنة..
- كرّري تمرين المرآة لتتعلمي حب الذات والتعاطف معها.
- تعملي فن الرفض بلباقة وهدوء، حتى تتمكني من رسم الحدود ورفض الطلبات التي لا وقت وطاقة لكِ للقيام بها.
- صمّمي روتين وإيقاع لإضفاء المزيد من الاستقرار في حياتك، وللتقليل من العبء الذهني الذي يصاحب اتخاذ القرارات الكثيرة.
- اطلبي المساعدة من الأشخاص من حولكِ، واقبليها منهم، حتى يتسنى لكِ أن تقولي أنا اعتني بنفسي كما يجب.
- اعرفي نفسكِ أكثر: ضعي قائمة بالأنشطة والطلبات والسلوكيات التي لا تتوافق مع قيمك أو تحبطك أو ترهقك، وقولي لها “لا”.
- بيئتك ومقتنياتك تؤثر على جودة حياتك، اهتمي بالمساحات التي تقضي فيها معظم وقتكِ، تخلصي من الكركية، واخلقي مساحة هادئة تكون ملاذاً لكِ.
- لا تُعرّضي نفسكِ للأشياء التي تجهد حواسّك مثل الضوضاء والكركبة والإشعارات المتكررة، والأشياء التي تضر نفسكِ كالأخبار السيئة.
أعددنا لك ملفاً يتضمن أسئلة وبعض التمارين الأخرى التي ستساعدكِ في معرفة مشاعرك، وبدء رحلتك في حب الذات والعناية بها
احصلي على ملف تمارين العناية بالذات
ينطوي هذا الكتاب على استراتيجيات ومهارات عملية تساعدك في الاهتمام بنفسك والعناية بذاتك، فهو يعطيك خطوات لبناء عادات صحية من شأنها أن تحسّن بشكلٍ كبير حياتك.
وهو مصمّم لمساعدتكِ على ممارسة فن حب الذات والعناية بها من خلال خطوات صغيرة تتعلمينها كل شهر، حيث تتعرّفين في كل فصل من فصوله على إحدى طرق العناية بالذات هذه، ثم تتدربين عليها من خلال “تحدي العناية القصوى بالذات” الموجود في نهاية كل فصل.
حب الذات والعناية بها ليست أنانية، فأنت عندما تعتنين بذاتك، وتعطين نفسك حقّها، ستجدين الوقت والمساحة والطاقة لتعطي الآخرين من حولك، وستفعلين ذلك بدافع الحب، وليس بحكم العادة، أو بسبب الشعور بالذنب .
كما ستجدين في موقعنا العديد من الخدمات والاستشارات المقدّمة من خبراء مختصين لمساعدتك في رحلتك في حب الذات
فن الرفض بلباقة!
لا أحداً منا يحب أن يخيب أمله، أليس كذلك؟ لا نحب أن نعلّق آمالاً كبيرة على الآخرين.. لنراها تنهار بعد ذلك. وقد يكون هذا من بين الأسباب التي تجعلنا نقول “نعم” لأي شيء يُطلب منا رغم أننا لا نرغب في القيام به، فنحن لا نحب أن نخيّب أمل الآخرين فينا. هل تجدين نفسكِ تقولين “نعم” للطلبات التي تنهال عليكِ من جميع الجهات، لتشعري بعد ذلك بالغضب أو الامتعاض، لأنك في الحقيقة لا تملكين القوة أو الوقت أو حتى الرغبة في تلبية تلك الطلبات!
تنصحنا الكاتبة في هذا الفصل برسم الحدود للحفاظ على صحتنا وطاقتنا.. وذلك بتعلّم فن قول “لا” أو كيف “نخيّب آمال الآخرين بطريقة صحيحة”. ولكن قبل ذلك، تطلب منا تعلّم التعايش مع شعور الذنب الذي يصاحب رفضنا لتلبية رغبات الآخرين على حساب راحتنا ووقتنا.
ثلاث نصائح لتعلّم فن “الرفض” بلباقة!
تقدّم الكاتبة النصائح التالية لمساعدتكِ على ممارسة فن “الرفض”:
- حاولي كسب بعض الوقت
عندما يطلب منكِ أحدهم القيام بشيءٍ ما، حاولي كسب بعض الوقت قبل الرد. قبل أن تسارعي بقول: نعم! تسرني المساعدة، جربي قول: “أعطني بعض الوقت لأفكر في الموضوع وأرجع إليك. - ثقي في حدسكِ
بعد أن تكسبي بعض الوقت من الطرف الآخر، استشيري نفسكِ، هل تريدين حقاً القيام بما يطلبه منك؟ على مقياس من 1 إلى 10، ما مدى رغبتك حقاً بالقيام بهذا الأمر؟ كلما كانت النتيجة قريبة من 10، كانت رغبتك في الموافقة أكبر. - قولي “لا” بلطفٍ وحزمٍ وحبٍ
أحد الأسباب التي تصعّب علينا قول “لا” هي أننا لا نملك اللغة أو الأدوات المناسبة للتعبير عن رفضنا بلطفٍ وحب، وأن تعلّم هذه المهارة سيجعل الأمر أكثر سهولة.
ختاما يعتبر الاهتمام بالنفس على الصعيد الجسدي والنفسي مهمة أساسيبة وركيزة للاستقرار والاستمتاع بشعور االسعادة في الحياة، متذكرين دائما أن اعتني بنفسي وأراعي حاجتها؛ هو واجبي ومسؤوليتي.