تقول إحدى الأمهات: “طفلتي تكذب كثيراً، وطوال الوقت! تنسج الأكاذيب الصغيرة؛ حتى عندما يكون من الواضح أن ما تقوله ليس صحيحاً! إنها طفلة رائعة؛ ولكني لا أفهم لماذا تكذب كثيراً، فلماذا يكذب الطفل؟”.
حسناً؛ العديد من الأطفال يكذبون أحياناً، وقد لا نرى مشكلة كبيرة في ذلك. وقد يكذب الأطفال لأسباب عديدة ومختلفة، فقد يشعرون أحياناً بالرغبة بتغيير قصة ما، أو بالسيطرة على موقف ما. أما الإجابة الرئيسية والحقيقية على سؤال لماذا يكذب الطفل؛ فهي التستر على خطأ وتجنب الوقوع في المشكلات، وما يقع تحت هذا الباب.
على الرغم من ذلك؛ وبالنسبة للأطفال، فإن عادة الكذب وبشكل متكرر شيء شائع وغير مقصود بتاتاً! في الواقع؛ عادة ما يشعر الطفل بالسوء عندما يدرك أنه لا يقول الحقيقة. أيضاً؛ لا يحبذ الوالدان سلوك الكذب عن الاطفال. فكيف نعالج ذلك؟
ماما لينة
ماما لينة؛ هي مدونة محتوى أمومة على موقع انستغرام mamalina00. حيث عرضت لنا عبر منصتها على إنستغرام، فيديو تتحدث فيه عن موضوع الكذب عند الطفل، تحدثت فيه عن تجربتها في موضوع الكذب عند الاطفال مع ابنتها آسيا قائلة: “قلقتُ عندما بدأت ملاحظة لجوء طفلتي البالغة من العمر ثلاث سنوات ونصف إلى الكذب! وبعد أن فكرت وهدأت؛ أرجعت سبب الكذب هذا لخيالها الواسع، ولعدم إدراكها بعواقب هذا السلوك! بعد ذلك؛ نظرت إلى داخل نفسي، ووجدت أن لدي العديد من المعتقدات الخاطئة بما يتعلق بموضوع الكذب عند الطفل!”.
وتابعت
“قررت أن أغير هذه المعتقدات؛ لأستطيع حل المشكلة. فلجأت لكتاب NurtureShock by Ashley Merryman and Po Bronson“.
تلخيص كتاب NurtureShock by Ashley Merryman and Po Bronson
تقول ماما لينة
“من خلال هذا الكتاب الملهم، تعرفت وقرأت العديد من الدراسات، التي تتحدث عن الكذب عند الطفل. حيث جاء فيه نتيجة لدراسة تم إجرائها على أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 – 11 عام؛ أن ثلث الأطفال في عامهم الثالث يلجأون إلى الكذب أو الغش، وعند سؤالهم عن ذلك؛ يعترفون بكل بساطة! و 80% من الأطفال يكذبون في عامهم الرابع، وعند سؤالهم عن ذلك؛ ينكرون هذا التصرف. ثم وبعد سن الرابعة؛ يلجأ معظم الأطفال للكذب، كما ويكذبون بشأن هذا التصرف عند سؤالهم عن ذلك! كما أن الأطفال ممن لديهم أشقاء أكبر منهم؛ يبدأون بالكذب في سن أصغر مقارنة بباقي الأطفال”.
وأضافت
“من خلال هذا الكتاب أيضاً، علمتُ أن الآباء قد يفشلون بكشف الكذب عند الطفل! والسبب في ذلك براءة هذه الكذبات الصغيرة”.
كما نصحت ماما لينة الآباء؛ أن يتصرفوا فور اكتشافهم لجوء طفلم إلى الكذب. مرجعة ذلك إلى أن عدم تعاملنا بشكل صحيح مع الكذب عند الطفل؛ قد يؤدي إلى زيادة هذا السلوك لدى الطفل في المراحل العمرية المتقدمة. كما أن الطفل قد يلجأ للكذب؛ لتغطية تصرف خاطئ قد قام به.
وأيضاً؛ استناداً على هذا الكتاب، نصحت ماما لينة الأهل أن يركزوا على سلوك الكذب عند الطفل بحد ذاته، أكثر من تركيزهم على الفعل نفسه. مثلاً: لو كذب الطفل بشأن تنظيف أسنانه، يجب العمل على التخلص من سلوك الكذب نفسه، بدلاً من التركيز على قيام الطفل بالفعل نفسه أي بتنظيف أسنانه!
ومن الحقائق المضحكة والصادمة بالوقت ذاته؛ أن الكذب عند الطفل، دليل على تطور الطفل، ودليل على امتلاكه لمهارات متعددة ومهمة لدعم عملية تطوره. كما أن الكذب عند الطفل؛ يحاكي بحثه عن الحقائق! فقد كشفت الدراسات أن الأطفال الذين يبدأون بهذا السلوك في عمر الثانية، والقادرون على إقناع الأهل بكذباتهم بعمر الرابعة، هم ذاتهم من حققوا أفضل نتائج في الاختبارات الأكاديمية المختلفة! فالكذب عند الطفل دليل ذكائه؛ ولكن هذا لا يعني أبداً ألاّ نتعامل مع الكذب عند الطفل بطريقة صحيحة.
متى يبدأ الأطفال في الكذب؟
طفلك يكذب في عمر مبكر؟
حسناً؛ يمكن للأطفال تعلم الكذب منذ سن مبكرة، والتي تبدأ بالعادة منذ الثلاث سنوات من العمر. وقد يبدأ الاطفال استخدام هذا السلوك؛ عندما يدركون قدرتهم على قول أشياء غير صحيحة، دون أن يتم اكتشافهم في كل مرة!
قد تتطور عادة الكذب عند الاطفال في عمر 4-6 سنوات. والتي قد يطورونها؛ من خلال مطابقة تعابير وجههم ونبرة أصواتهم مع ما يقولونه! ولكنهم يعترفون بذلك إن شعروا أنه تم اكتشافهم من قبل الوالدين.
عندما يكبر الأطفال؛ يمكنهم أن ينجحوا بإخفاء الحقيقة أكثر، وقد تصبح أكاذيبهم أقوى وأكثر تعقيداً! لأن الأطفال؛ لديهم كلمات أكثر، مما يزيد من قدرتهم على إدراك كيف يفكر الآخرون.
أما في سن المراهقة؛ قد يلجأ الأطفال لقول الأكاذيب البيضاء بانتظام، وذلك لتجنب إيذاء مشاعر الآخرين.
لماذا يكذب الطفل؟
استناداً على ما سبق؛ نستطيع تلخيص أسباب الكذب عند الاطفال من خلال النقاط التالية:
- التغطية على تصرفٍ ما.
- جذب الانتباه.
- تحسين صورتهم.
- البحث عن الحقائق.
- إضافة بعض الإثارة على إحدى القصص التي يروونها.
- التجربة!
- تجنب العقاب.
- الخوف من غضب أحد الوالدين، أو كلاهما.
- الحصول على شيء يريدونه.
- تجنب إيذاء مشاعر شخص ما؛ وهذا النوع من الكذب يطلق عليه “كذبة بيضاء”.
كيف نساعد الطفل بالتغلب على هذا السلوك؟
بمجرد أن يكبر الأطفال بما يكفي لفهم الفرق بين الصواب والخطأ، وبين الصدق وغير الحقيقي؛ من الجيد أن نقوم كوالدين بتوجيههم وحثهم على السلوك الصحيح. ويمكننا القيام بذلك في هذه الحالة؛ من خلال التأكيد على أهمية الصدق من ناحية دينية وإنسانية وأخلاقية.
إليك بعض النصائح:
- خصص وقتًا للتحدث بهدوء مع طفلك حول شعورك نحو الكذب، وكيف يؤثر على علاقتك به، وأيضاً كيف سيشعر الطفل إن توقفت العائلة والأصدقاء عن الثقة به.
- أخبر طفلك دائمًا عندما تعلم أنه لا يقول الحقيقة. لكن حاول تجنب سؤال طفلك طوال الوقت؛ عما إذا كان يقول الحقيقة. وتجنب أيضاً وصف طفلك بأنه “كاذب”! قد يؤدي هذا إلى المزيد من الكذب. فإن اعتقد الطفل أنه كاذب؛ فقد يستمر في الكذب.
- اجعل من السهل على طفلك ألا يكذب. بالبداية؛ يمكنك البدء بالتفكير في السبب الذي يدفع طفلك للجوء إلى الكذب. على سبيل المثال: إذا كان طفلك يكذب لجذب انتباهك، ففكر في طرق أكثر إيجابية وفعالية، يمكنك من خلالها منح طفلك الاهتمام وتعزيز احترامه لذاته. إذا كان طفلك يكذب للحصول على الأشياء التي يريدها، ففكر كيف تمنحه ما يريد من خلال نظام مكافآت معين ومتناسب مع عمره.
- قم بإجراء محادثات مختلفة ومستمرة حول الكذب والحقيقة مع طفلك. مثلاً: “كيف سيشعر صديقك الأرنوب إذا كذب عليه صديقه الدبدوب”! ويختلف أسلوب هذه المحادثات، باختلاف الفئات العمرية.
- ساعد طفلك على تجنب المواقف التي قد يلجأ للكذب للتخلص من عواقبها. مثلاً: بدل أن نقول من سكب الحليب على الأرض؛ يمكننا القول: “أرى بعض الحليب المسكوب على الأرض. هيا لننظفه!”.
- امدح الطفل عند اعترافه بفعل شيء خاطئ. مثلاً: “شكراً لأنك أخبرتني بما حدث. هيا لنصلح الأمر سوياً”. مدح الطفل بهذه الطريقة، سيجعل منك الملجأ الآمن له، وبكل التحديات التي سيمر بها مستقبلاً!
- كن القدوة الأولى لطفلك بكل التصرفات؛ وبقول الحقيقة بشكل خاص. اعترف أمامه عند قيامك بخطأ ما، وقم بإصلاح هذا الخطأ على مرأى منه.
عقاب الطفل والطرق البديلة له - كلنا أمهات
يونيو 11, 2021 في 12:41 ص[…] اقرئي أيضاً لماذا يكذب الطفل؟ […]