أشياء تتمنى أن تعرفها قبل إنجاب الاطفال

للأب للأم الحديثة

أشياء تتمنى أن تعرفها قبل إنجاب الاطفال

pexels-photo-4609046

تختلف الحياة قبل إنجاب الاطفال اختلافاً كلياً عما بعدها! ولا تصدق من يخبرك بغير ذلك، ولكل فترة سحر عجيب خاص بها. الآن وبعد أن أصبحنا آباء وأمهات، هل نتذكر “من كنّا” قبل إنجاب الاطفال؟ هل نحِنُّ لحياتنا السابقة في بعض الأحيان، حياة السهر والمتعة الخالية من المسؤولية؟ حسنا؛ وبعد أن شعرنا بأننا مستعدين لرحلة الأمومة والأبوة الشيقة، بدأنا رحلة محاولة الإنجاب، ومررنا بفترة الحمل والولادة، نزلت دموعنا فرحاً عند احتضان أطفالنا لأول مرة، ثم اختلفت حياتنا بعد ذلك كلياً.

لنسأل أنفسنا. لو كانت هنالك فرصة صغيرة، تسمح لنا أن نقابل أنفسنا قبل أن نصبح آباء وأمهات، فماذا سنقول لها؟ هل سننصحها ألاّ تخوض هذه الرحلة أساساً؟ هل سنطمئنها ونقول لها أن كل شيء سيمضي على ما يرام؟


بالنسبة لي؛ لو قابلت نفسي القديمة العزباء، لن أفعل شيئاً سوى أن أقدم لها هذه النصائح القيمة والقوية، والتوقعات الواقعية لما ستكون عليه الحياة بعد الإنجاب. لنقرأ معاً

1. قد تشعر وأنك تفقد كينونتك وهويتك، الحقيقة أنك تتغير فقط

هل تتذكر حياتك قبل إنجاب طفلك الأول؟ الحياة الخالية من المسؤولية، والمليئة بالمرح والأصدقاء، يعجبني هذا الحذاء فأهديه لنفسي دون تفكير! لا خوف من الغد، ولا تفكيرٍ بأفضل المدارس، بل كانت حياتنا متجلية في رغباتنا وطموحاتنا وأهدافنا الشخصية فقط.

ولكن بعد ذلك، زواج فأطفال ومسؤولية تغير كل شيء! تنقلب حياتنا رأساً على عقب، يجد الآباء أنفسهم في غرفة الولادة، شهيق وزفير وعدة دفعات متتالية، يولد الطفل ونصبح أمهات وآباء.

بعد ذلك؛ تدفعنا فطرة الأمومة والأبوة، أن نصب جلّ اهتمامنا على الطفل، بل ونعتبره مسؤوليتنا الأساسية والأولى والوحيدة. هذا ما نطلق عليه “سنة الحياة”!

قبل ولادة طفلتي الأولى، كان يوم الأحد هو يوم الأصدقاء، ويوم الإثنين يوم الهوايات، الثلاثاء أذهب إلى النادي الرياضي، أما الأربعاء استمتع بالمشي في شوارع المدينة، تصدح موسيقاي المفضلة في أذني، لا أفكر سوى بالاستمتاع في هذه الحياة.

ثم وبعد قدوم “شام”، تمركزت حياتي حول الرضاعة وتغيير الحفاظات وغازات الأطفال، حول أهمية الرضاعة الطبيعية وبروز الأسنان وما يرافقه مع أعراض، جاهدت بكامل طاقتي لتنظيم نوم طفلتي علّي أحظى ببعض الراحة. نعم تغيرت حياتي بشكل كامل، ولكني لا أنكر روعة ومتعة وقدسية تلك الفترة، الفترة التي أصبحت بها “أم” للمرة الأولى.

لم يكن الوضع مريحاً في البداية، عانيت من اكتئاب ما بعد الولادة، وتركزت أحاديثي حول طفلتي، تنام جيداً وترضع جيداً، برز السن الأول، وأغاظتني عندما نطقت كلمتها الأولى التي كانت “بابا”! فاتتني العديد من اللقاءات مع الأصدقاء، وتوقفت عن قراءة الكتب لضيق الوقت، شعرت كأن أحدهم استبدل حياتي بالكامل، وأعطاني حياة جديدة لا تشبهني!

من جهة أخرى

تتغير الحياة في لحظة، ولن يقوم أي كتاب أبوّة أو أمومة بتقديم الشرح الحقيقي الوافي والواضح، الذي قد يجعلك مستعداً لمواجهة هذه التغييرات. ولكن هذا التغير الحتمي، جاء ليرتقي بنا في هذه الحياة، نرتقي ونصبح أشخاصاً يوجهون كل طاقتهم لحب ورعاية شخص آخر، هل هناك أسمى من ذلك؟

ولكن؛ هذا التغيير لا يغير هويتك، بل هو يثريها. يساعدك على التأقلم مع حياتك الجديدة، ويدفعك للتطور لتملأ مكانك الجديد، ويجعل منك شخصاً أكثر تعاطفاً وأكثر حباً. تصبح الأشياء المهمة في السابق أقل أهمية، ثم تستمر بالنمو والتطور لتتناغم مع هويتك الجديدة بكل سعادة.


2. الأمومة والأبوة فرصة رائعة لتجربة أشياء جديدة

من المضحك أننا لم نكن نقدّر أبسط الأشياء في أسلوب حياتنا قبل الأبوة، إلاّ بعد أن فقدناها! كالنوم المتواصل والخروج في أي وقت، والسهر حتى ساعة متأخرة، والتي ستصبح نادرة الحدوث بعد إنجاب الاطفال، ونعم سنفتقد هذه اللحظات جداً!

ولكن؛ هذا لا يعني أن حياتنا أصبحت عبارة عن سجن مؤبد، ولكنه يعني أن أسلوب حياتنا قد تغير. فبدلاً من الذهاب إلى النادي الرياضي، نذهب إلى الحديقة لنلعب بالرمل مع أطفالنا. وبدلاً من قراءة الكتب، نقرأ القصص لهم. نتعرف على أصدقاء جدد والذين يكونون على الأغلب آباء وأمهات أصدقاء أطفالنا. ودعني أخبرك شيئاً، ستكتشف أن هؤلاء الآباء الذين تعرفت عليهم بفضل طفلك، هم من أفضل وأروع الأصدقاء.

التغيير ليس أمراً سيئاً بالضرورة، على العكس تماماً! هذا التغيير سيمنحنك تجارباً جديدة ورائعة تساعدك على التطور والارتقاء. ستزور أماكناً مع أطفالك، لم تكن ستفكر بزيارتها قبل أن تصبح أباً.

من جهة أخرى

أماكن جديدة ووجوه جديدة، إنه أمر رائع! نعم ستتغير دائرتك الاجتماعية، ولكن هذا التغيير سيصب في مصلحتك. ستتعرف على أشخاص يمرون في نفس تجربتك، يتفهمونك ويتقبلونك كما أنت، هؤلاء هم الأصدقاء الحقيقيون. ستجلب لك الحياة تحديات وتجارب جديدة، لتساعدك على الارتقاء بنفسك وبوعيك وبطريقة رؤيتك للأمور، ولتجعل منك نسخة أفضل عن نفسك، وعن نفسك فقط.


3. تأقلم مع المستجدات غير المرغوبة وتقبل شعورك بالانزعاج

قد يبدو لكم أنني أردد على مسامعكم أحد الاقتباسات التجارية، التي تدفعنا للخروج من منطقة الراحة الخاصة بكل منا. ولكن لا، بل أريد منك أن تتقبل حقيقة أن الأشياء لا تمشي دائماً وفق الخطة التي قد قمنا بإعدادها! هل هذا سيئ؟ أيضاً لا، كل ما عليك فعله، هو أن تتأقلم مع هذه المستجدات وتتقبلها، وسيمضي اليوم بكل راحة.

أتذكر العديد والعديد من المواقف والنشاطات المخطط لها، ثم ودون سابق إنذار، يقذف القدر بهذه الخطة إلى مكانٍ آخر! فقد هطل المطر الغزير المصحوب بالعواصف الرعدية -وهو أمر نادر الحدوث في أبوظبي- في إحدى المرات، التي كنا قد حجزنا بالفعل للذهاب إلى أحدى المدن الترفيهية WARNER BROS. وقد مرضت طفلتي مرضاً شديداً، نقلت أثره إلى المستشفى في صباح رحلتنا التي قد خططنا لها منذ أشهر. وأيضاً شاء الله في إحدى المرات أن أصاب بالزكام والتعب، وعلى أثره تم إلغاء موعد اللعب المخطط له منذ أسبوع.

ولكن دعونا نتفق على شيء واحد؛ هذه مشيئة الله التي تحصل لدفع ضرر عنا، أو جلب خير لنا. هذه المستجدات غير المرغوبة ليست خطأ أحد، بل إنه القدر الذي يسيره الله لنفعنا. هل الشعور بالغضب سيغيرها؟ لا.

من جهة أخرى

ستحصل هذه المواقف باستمرار، فلا تشعر بالغضب والإحباط، بل استغل اللحظة الحالية، وضع خطة بديلة تتناسب مع الظرف اللحظي. مثلاً: شاهد أحد الأفلام المفضلة لدى طفلك بدلاً من الخروج. تحدثوا سوياً مع العائلة أو الأصدقاء، من خلال التطبيقات التي تتيح إجراء مكالمة فيديو. هناك العديد والعديد من الخطط البديلة والممتعة التي تسعفنا وتنقذ يومنا، فكر قليلاً، ولا تنسى أن تسترخي وتبتسم حتى تكون سعيداً.


لقد اكتشفت هذه النصائح بعد أن أصبحت أماً لثلاثة أطفال. أسأل نفسي في العديد من المرات؛ هل تمنيت أن أعرف هذه الأمور قبل أن أصبح أماً؟ بالتأكيد. هل كانت تجربتي بالأمومة ستكون أسهل لو عرفت مسبقاً؟ ربما. لو شاءت الأقدار أن أقرأ هذا المقال قبل عشر سنوات من اليوم، هل كنت سأمتنع عن إنجاب الاطفال؟ بالتأكيد لا!

اقرأ أيضاً حتى لا تكرهي زوجك بعد الأمومة


اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0