بدأ الاهتمام بمفهوم التنوع في بيئة العمل حوالي العام 1960.. مع بداية الاهتمام بقوانين فرص التوظيف المتساوية. حينئذٍ ظهرت الحاجة لتنظيم بيئة العمل لضمان احترام الآخر وتعزيز الاندماج، وتوفير بيئة مناسبة لتحقيق أفضل النتائج الممكنه من كل فرد.
الاختلافات متعددة.. تشمل العرق، العمر، الجنس، االدين، القدرات الجسدية والنفسية، والمستويات الاجتماعية وغيرها.
لماذا الإصرار على التنوع في بيئة العمل؟
تكمن أهمية التنوع في بيئة العمل بعدة أسباب منها:
- التنوع في وجهات النظر – حيث أن وجود أشخاص من مختلف البيئات والخلفيات؛ يغني بيئة العمل بخبرات ووجهات نظر مختلفة. مما يقوي المشاريع والمخططات المستقبلية.
- تعزيز الابداع والابتكار – عندما تجمع بين أشخاص لديهم نظرة مختلفة في عنصر واحد؛ هذا يعزز تدفق أفكار مختلفة وجديدة بشكل دائم.. مما يبني بيئة إبداع وابتكار.
- قدرة أكبر على حل المشاكل – حيث أثبتت دراسات صادرة عن جامعة هارفرد؛ أن الفرق المكونة من أشخاص مختلفين.. أسرع في حل المشاكل من الفرق المكونة من أشخاص متماثلين.
وجهات النظر المختلفة للحلول الممكنة لأي مشكلة؛ يسرع ويسهل الوصول لأفضل حل.
- قدرة أكبر على اتخاذ القرار – وجد أن هناك علاقة تربط بين التنوع في فريق العمل وبين فعالية عملية اتخاذ القرار. حيث أن وجهات نظر فريق العمل المختلفة والمتنوعة؛ تلعب دوراً إيجابياً في سرعة وفعالية عملية اتخاذ القرار.
- زيادة في الأرباح – التنوع يساعد في اتخاذ قرارات أسرع، مما يعطي ميزة تفضيلية على الشركات الأخرى، وبالتالي يزيد ربح الشركات.
- تقليل معدل دوران الموظفين – تبين أن الشركات التي تحترم الاختلافات، هي شركات أكثر دمج ومساواة وتقدير للأشخاص مع كل اختلافاتهم. هذا يحسن مستوى رضى الموظفين، كما يقلل معدل دوران الموظفين.
- استقطاب أكفأ الموظفين – حيث أثبتت الدراسات أن أفضل الكفاءات تتجه نحو الشركات التي تحترم التنوع وتعزز الاندماج.
في واحدة من الدراسات المهتمة في موضوع التنوع في بيئة العمل في الولايات المتحدة.. تبين أن 98% من الشركات الكبيرة؛ تشجع التنوع. كما واستثمرت في مبادرات لتعزيز التنوع.
لكن اكثر الموظفين لم يلمسوا أي فرق من هذه المبادرات.. السبب أن الإدارة العليا في تلك الشركات، والمسؤولة عن اتخاذ القرار.. هي في الغالب من الذكور الأكبر من 50 عاماً. وهذه المبادرات لم تكن الأولوية لأصحاب القرار.
كيفية إدارة الموظفين ضمن بيئة عمل متنوعة
لإدارة التنوع في بيئة العمل؛ من المهم فهم تأثير الاختلافات على عملية اتخاذ القرار والتصرفات وردود الفعل. كشخص مسؤول عن بيئة عمل متنوعة؛ يفضل مراعاة النقاط التالية:
- التواصل مهم وأساسي
العمل على نظام تواصل قوي يعزز الاندماج؛ يتطلب توفر جميع الأنظمة والسياسات والقواعد بلغات أفراد الفريق، من خلال توضيحات مرئية تعزز وصول المعلومة للجميع.
- العمل ضمن فريق مكون من أشخاص متنوعين
قد يفرض العمل ضمن فريق متنوع على الجميع؛ فهم وجهات نظر الآخرين وتقدير القيمة التي يضيفها وجود كل فرد. بالإضافة إلى إيجاد أفضل الوسائل لتجنب النزاعات، وزيادة الانتاجية.. مع الحفاظ على روح الفريق.
- وضع قوانين وقواعد عامة
ضع قوانين وقواعد وأنظمة تنطبق على جميع الموظفين. بغض النظر عن اختلافاتهم، يجب معاملة الجميع بنفس الطريقة.
كيف تتعامل بطريقة أفضل مع بيئة عمل متنوعة؟
أصبح التنوع وضعاً مفروضاً علينا؛ بل وضروري ومفيد أيضاً إذا تم استغلاله. لكنه أيضاً قد يصبح خطيراً تطغى سلبياته على إيجابياته إن لم يتم التعامل مع التنوع بطريقة صحيحة..
لذلك إليك النصائح التالية:
- خلق عقلية واعية متفهمة ومتقبلة لجميع الاختلافات. حيث أن التنوع والاختلافات تتضمن وتحتمل الأعراق والأديان والأجناس المختلفة.. وتشمل أيضاً الاختلافات الشكلية والفكرية والمنطقية.
- تحديد الأفعال العنصرية، ووضع قوانين وأنظمة تحد منها. من أوضح النتائج للتنوع وأكثرها توقعاً هي العنصرية في مكان العمل.. هذه النتيجة هي من أخطر نتائج التنوع في بيئة العمل إن لم يتم السيطرة عليها.
- الاحتفال بالتنوع بطريقة ممتعة مبهجة للجميع. ويكون ذلك من خلال مشاركة الآخرين احتفالاتهم الدينية أو الاجتماعية بطريقتهم. هذه المبادرة تضيف لمسة خاصة دافئة للتنوع.
- الاستمرار بالتواصل مع أعضاء الفريق. وذلك من خلال فتح أحاديث مع اعضاء الفريق؛ بهدف فهم وجهات النظر. كما أن التواصل يساعد الجميع على تفهم الآخرين، ويعزز الشعور بالقيمة الشخصية.
- يعد التواصل الثقافي من المهارات الحياتية الضرورية للتعامل مع بيئات العمل المتنوعة. كما أنه مهم للتعامل بطريقة فعالة مع مدير أو زملاء أو زبائن، حتى أشخاص عاديين في حياتنا اليومية.
- إذا لم تكن متأكد.. أسال.
- إذا أخطأت دون قصد، اعتذر واسأل واستغل الفرصة للتعلم والتطوير من حلال تقبل الآخرين.
- تعميق معرفتك بالآخرين ستجعلك تدرك أن التشابه أكبر من الاختلاف بيننا. الإنسانية تجمعنا وتقربنا.
هذا المقال بقلم..
يتقدم فريق عمل كلنا أمهات للأستاذة حنين الداود بالشكر والعرفان لتقديم هذا المقال القيم المليء بالفائدة
مهندسة كيميائية حاصلة على ماجستير بعلم نفس الأعمال. زوجة وأم لطفلين وريادية أعمال.. مهتمة بالصحة النفسية للأمهات العاملات، والأمهات الرياديات ورواد الأعمال والموظفين. تقدم لنا حنين بعض النصائح المبنية على خبرتها في ريادة الأعمال.. بهدف تمكين ودعم السيدات والأمهات الرياديات.. كما تقدم استشارات في الصحة النفسية للأم العاملة.
اقرأ أيضاً الأمهات الرياديات ما بين التحديات والحلول والحفاظ على الصحة النفسية