صدمات الطفولة التي كبرت معنا، كيف نتخلص منها ومن آثارها على الصحة النفسية لأطفالنا؟
هل فكرتِ من قبل في صدمات الطفولة التي تعرضتِ لها؟ كيف تتخلصين منها ومن آثارها قبل أن تلحق بصحةِ أطفالك النفسية؟
محتويات المقال:
تربية الأطفال ليست أمراً سهلاً. فهي تحتاج لكثير من الصبر والمهارات والتعلم المستمر للقدرة على فهم الأطفال ومتطلباتهم واحتياجاتهم. ولعل التركيز على الجانب النفسي والصحة النفسية للطفل هو أحد أهم الجوانب التي يجب أن ينتبه عليها الوالدين. فوجود الطفل في بيئة حب واستقرار نفسي ينعكس عليه إيجاباً في باقي النواحي الحياتية والاجتماعية والأكاديمية وغيرها.
وتزداد صعوبة تربية طفل سوي نفسياً. إذا كان إحدى الوالدين أو كلاهما قد تعرض لتجارب طفولة مؤذية. لأن تأثير هذه التجارب على شخصيات الوالدين لا ينتهي بانتهاء مرحلة الطفولة. فتعرض الوالدين لتجارب الطفولة المؤذية قد يدفعهم لتكرارها مع أطفالهم إن لم يتم علاجها.
”الصحة النفسية كما تعرفها منظمة الصحة العالمية: هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً. لا مجرد انعدام المرض أو العجز.
كذلك قد لا يدرك الآباء والأمهات أنهم تعرضوا لتجارب طفولة مؤذية إلا بعد الإنجاب. لذلك من المهم الفصل بين آثار هذه التجارب وتعاملنا وتربيتنا لأطفالنا.
نصائح تساعدك في رحلة التشافي من صدمات الطفولة النفسية:
- الوعي بتأثير هذه الصدمات النفسية: من المهم الوعي حول الآثار السلبية التي تتركها هذه التجارب عليكِ وعلى أطفالك.
- الاعتراف بوجود تأثير لهذه التجارب على حياتك: حتى تتمكني من الفصل بين هذه التجارب وتربيتك لأطفالك هي الاعتراف بوجود تأثير سلبي لهذه التجارب. وتجنبي استخدام عبارات مثل:” انضربنا وهينا طلعنا أحسن ناس” أو ” أهلنا ضربونا مشان بحبونا وبدهم مصلحتنا”. واعلمي أن شيوع التجارب المؤذية وتكرارها عبر الأجيال لا يعطيها الشرعية.
3. تحلي بالصبر واكتسبي معتقدات تربوية إيجابية: قبل إعطاء أي رد فعل على تصرفات أطفالك أعطي نفسك وقت للتفكير وخذي نفس عميق حوالي عشر ثواني. قومي فيها بامتصاص أي رد فعل غاضب أو له علاقة بتجاربك المؤذية في الطفولة. كذلك قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بطريقة تربية أبناءك حاولي التفكير بحيادية واستبعدي كل أفكارك السابقة عنه.
4. عيشي الحاضر: اقنعي نفسك أن هذه التجارب انتهت ولا يمكنك تغيير أي شيء فيها الآن. وتأكدي ألا ذنب لكِ بكل ما حصل. لذلك ركزي على حاضرك مع أطفالك وضعي هدف بناء ذكريات سعيدة وسليمة نفسياً معهم.
تحدثي لأطفالك عن ذكريات طفولتك الجميلة. فذلك يساعد الدماغ في التركيز عليها وبالتالي يخفف من تأثير التجارب المؤذية عليكِ. كذلك يعطيكِ أفكار نشاطات أو لزيارة أماكن كنتِ تحبينها في الصغر. لإعادة إحياء هذه الذكريات الجميلة مع أطفالك.
5. مواجهة الماضي: صحيح أن التجارب انتهت إلا أن آثارها باقية. لذا من المهم التعامل مع هذه الآثار ومحاولة التخلص منها. بإمكانك محاولة الشفاء بنفسك دون تدخل خبير.
ولكن إذا لم تسر الأمور على ما يرام. فمن الأفضل استشارة خبير نفسي مختص بعلاج صدمات الطفولة.
6. اطلبي المساعدة من الشريك: من المهم وضع الشريك في صورة تأثير هذه التجارب المؤذية عليكِ. فالحديث عنها مع شخص موثوق يخفف من آثارها. كذلك يساعدك الشريك في إيقاف التصرفات التي تظهر فيها هذه الآثار في رحلة تربية أطفالك وتذكيرك بأن هذا التصرف خاطئ. ومع التكرار والممارسة تصبحين أكثر قدرة على كبح نفسك بنفسك وبالتالي تحقيق الفصل التام بين التجارب المؤذية في الطفولة وطريقة تربيتك لأطفالك.
7. تعرفي على المحفزات التي قد تثير وتعيد لكِ الصدمات النفسية: يمكنكِ التعرف على نفسك أكثر من خلال تدوين يومياتك أو من خلال تمارين التأمل ـو من خلال الحديث مع المعالج الخاص بك. كلما تعرفتِ على محفزات مساعرك السلبية استطعتِ السيطرة عليها أكثر وتحجيمها تدريجياً.
في النهاية اعلمي أن كسر حلقة العنف والممارسات السيئة ليس أمراً سهلاً. بل يتطلب شجاعة وقوة وصبر. خاصة في ظل عدم توفر الدعم الكافي لذلك. ولكنه أمر لا بد منه لعيش حياة صحية وسليمة. وبالتالي تربية أطفال وجيل فعّال وسوي نفسياً.
” يكمن مصير المستقبل في داخل الطفل” ماريا مونتيسوري.