يترافق مع اتخاذ قرار تغيير المسار المهني عدد كبير من التحديات، لكنه في الوقت نفسه يعتبر خياراً مثيراً ويستحق التجربة. في هذا المقال سنروي قصة نجاح هديل دواس وتغيير مسارها المهني من الهندسة المعمارية إلى عالم السياحة وخاصة سياحة المسارات والمشي.
1. عرفينا على نفسك
هديل دواس، مقيمة في عمان الأردن، أم لطفلين، تخصصي الدراسي في مجال الهندسة المعمارية ولكن غيرت مساري المهني. وأعمل الآن كريادية أعمال ومديرة تنفيذية لمكتب متخصص بالسياحة المغامرات في الأردن.
2.أخبرينا قصتك مع تغيير مسار العمل من الهندسة لسفر المغامرات والأطفال؟
تولدت فكرة تغيير مساري المهني عام 2011 وأنا في عامي الأخير من الجامعة. عندها علمت بمرض أخي المقرب لي -رحمه الله- بسرطان الدماغ. قررت حينها إسقاط السنة الأكاديمية كاملة ومرافقة أخي في رحلة العلاج.
بعد وفاته مررت بحالة نفسية سيئة. فاقترح والدي الذي كان يعمل في تصدير التمور ويسافر كثيراً بحكم عمله، أن أسافر لجنوب أفريقيا باعتبارها كانت وجهته المفضلة. فهو كان ولا زال داعمي الأول ومحفزاً لفضولي ورغبتي لتجربة السفر، وقررت خوض التجربة مع أختي.
كانت هذه السفرة بمثابة رحلة في اكتشاف الذات. فقد اعتمدت على نفسي في تخطيط السفر وتواصلت مع عدد من المدونين العرب لطلب المساعدة وبحثت كثيراً لمعرفة ما أهم المعالم والأماكن التي يجب عليه زيارتها ومشاهدتها.
3.كيف اتخذت قرار ريادة الأعمال والانتقال من عمل مستقر لهذه الرحلة؟
بدأت عندما قمت بالذهاب مع مجموعة هواة تعرفت عليها أثناء بحثي على الفيسبوك إلى وادي ابن حماد في الكرك، وصدمت أن الطبيعة هناك أجمل مما كانت في جنوب أفريقيا.
بعدها قمت بالتسجيل مع مجموعات أخرى وذهبت مسارات في إربد وعجلون، وتطوعت معهم في تصميم مسار ما يعرف بدرب الأردن حالياً. في نفس الفترة بدأت بأخذ دورة تدريبية في مجال التصوير. فقررت فتح صفحة على الفيسبوك باسم“Alice in Amman” وبدأت بنشر صور من المسارات التي أزورها، ولاقت صوري تفاعلاً مميزاً من الناس.
وفي غضون تلك الفترة، تعرفت على زوجي الحالي خلال مشاركته في هذه المسارات. ووجود زوج يشاركني هدا الاهتمام كان له دور مهم فقررنا تقليل نفقات حفل الزواج والسفر لمسارات مختلفة. ذهبنا إلى البيرو وتسلقنا قمة جبل “ماتشو بيتشو”. وهذه الرحلة ساعدتني في معرفة نفسي واتخاذ قرار تغيير مساري المهني، فجاءت فكرة وكالة السياحة والسفر. والتحقت ببرنامج ماجستير لأحصل على العلم اللازم والكافي حول الأمر. وخلال دراستي رزقت بطفلي الأول، ومشيت معه أول مسار وقمت بنشر الصور ولاقت أيضاً تفاعلاً جميلاً من الناس حينها.
4. حدثينا عن رحلتك في الأمومة وريادة الأعمال، ما هي التحديات التي واجهتها وعن نظام الدعم الذي ساعدك للاستمرار والنجاح في عملك
واجهت عدداً من الانتقادات كوني غيرت مساري المهني، ولكنني آمنت بهدفي قبل كل شيء فقمت بتصميم افتراضي للمكتب ولاقى تفاعلاً من الناس. ووضحت أني أريد عمل رحلات برحلة سلام أردنية. بمعنى أننا نشارك في أحد الأعمال المحلية في الدولة التي نزورها، وإقامة محادثات مع السكان لنقل هويتنا العربية والثقافية، ونروج للسياحة في الأردن بطريقتنا.
5. يقال- وبحسب بعض الدراسات المنشورة عن ريادة الأعمال أن النساء عادة تؤسس مشاريع تحقق فائدة مجتمعية ولها هدف مجتمعي. هل تصفين رحلتك في ريادة الأعمال ضمن مشروع السفر للسلام؟
أنا أؤمن أني قيادية وأستطيع التأثير بشكل إيجابي وعمل أشياء كبيرة. وكانت فكرة مشروعي الحصول على مصدر دخل والقيام بعمل أحبه في نفس الوقت، وفي مشروعي: يسعدني أن أقول بأن النساء هم فريقي في العمل وعملائي نساء بالأغلب، خاصة أن النساء والأمهات لا يحصلن على التشجيع الكافي للقيام بالرحلات الداخلية. فوجدوا“Travel For Peace” بمثابة متنفس لهن.
6.نصيحة تقدمينها للأمهات اليوم عبر موقع كلنا أمهات من تجربتك ورحلاتك
ما أعرضه على مواقع التواصل هو جزء بسيط من عمل الأمهات اليومي. رسالتي للأم العربية أنها لديها جبال خفية تتسلقها كل يوم، وما أعرضه هو جزء بسيط من عمل الأمهات وإخلاصهم في عملهم. وأقول إنهن قادرات على فعل كل شيء والاهتمام بكل الأمور وتأدية كافة مسؤولياتهن على أكمل وجه؛ لأن الله وضع فينا قدرة عظيمة ولا تجعلين الأمومة هي نهاية نفسك. بل اجعليها فرصة لتكتشفي نفسك وقدراتك من جديد.