ريما دياب مؤسسة أول منظمة غير ربحية للذكاء الاصطناعي والتدريب التكنولوجي

قصص أمهات ملهمة

ريما دياب مؤسسة أول منظمة غير ربحية للذكاء الاصطناعي والتدريب التكنولوجي

WhatsApp Image 2020-07-21 at 1.42.19 PM

النجاح والمنصب والألقاب والسفر إلى أهم دول العالم لم يجعل من ريما دياب سيدة أعمال من الطراز الأول فقط؛ بل جعل منها ملاكاً حارساً للأطفال الأقل حظاً. لم تغريها زينة الحياة الدنيا وتجعل منها شخص يبحث عن المكانة الاجتماعية المرموقة بين رجال الأعمال والمناسبات المجتمعية الزائفة؛ بل كانت مصدر وحي وإلهام لمن لا منبر له.. لأطفال منسيين في مخيمات اللاجئين. كان العمل التطوعي رفيقها الدائم وعملت على دعم الأطفال المستضعفين لتكون لهم مصدر القوة. كانت بدايتها مع دعم الأطفال بالخبز والطعام؛ إلا أن مكنتهم تكنولوجياً وأمنت لهم أجهزة الحاسوب، ودربتهم على استخدام البرامج الأساسية وحتى لغات البرمجة! اليوم تعطينا ريما دياب درساً في العطاء بلا مقابل وحب الغير.


عرفينا عن نفسك

ريما دياب عملت مديرة لشركة Alcatel/ Nokia في الأردن، وكنت أصغر مدير تنفيذي في منطقة الشرق الاوسط، وأول امرأة عربية أردنية تعين بمنصب مدير تنفيذي لواحدة من أكبر شركات الإتصالات برأس مال يتجاوز 111 مليار! وكرمت من قبل الشيخ محمد بن راشد في دبي على هذا الإنجاز.

رافقت الملك عبدالله الثاني في رحلته إلى سنغافورة بالإضافة لمشاركتي في العديد من الوفود الاقتصادية لتمثيل المملكة وفي عدة تبادلات اقتصادية. كما شاركت مع البنك الدولي في واشنطن لإرشاد اليافعين في ايجاد حلول تكنولوجية مستدامة.

تم اختياري كإحدى القيادات التكنولوجية النسائية بدعم من وزارة الخارجية الأمريكية؛ للمشاركة مع كبرى شركات التكنولوجيا. مثل: جوجل و لينكدان و تويتر وتسلا. وحاصلة على جائزة أفضل مشروع تكنولوجي في سان فرانسيسكو. وجائزة النساء في قطاع التكنولوجيا من مؤسسة ميرا كول فاونديشن الأمريكية. صنفت كأفضل رياديي الاعمال في برلين-ألمانيا.

وحصلت على درجة الماجستير في إدارة الاعمال الدولية من أمريكا و درجة البكالويوس في المحاسبة من الجامعة الأردنية. حالياً أكمل دراسة الدكتوراة في إدارة المنظمات العالمية في بريطانيا.

أسعى لتغيّر حياة النساء والرجال والأطفال من خلال تمكينهم  بالتكنولوجيا الحديثة، وخاصة في الأماكن الأقل حظاً. وأعمل حالياً كرئيسة تنفيذية في مجرتي الخاصة بالتكنولوجيا منظمة Galaxy للتدريب وتكنولوجيا المعلومات. وهي منظمة غير ربحية دورها بناء قدرات النساء والأطفال و الشباب أيضاً، و تطوير مهاراتهم في التكنولوجيا على أنظمة الذكاء الاصناعي و لغات البرمجة و الروبوتيكس و أمن المعلومات.

من أين أتت فكرة مشروع جالاكسي Galaxy؟ 

أتت فكرة منظمة جالاكسي كمبادرة مجتمعية سنة 2013؛ لتعليم الأطفال اللاجئين بشكل تطوعي في مهارات التكنولوجيا والروبوتكس. حيث أن خبرتي في مجال التطوع زادت وعيي بمشاكل المخيمات، وتزايد الفجوة في تعليم الأطفال في المناطق الأقل حظاً.

وبعد تعليم المهارات للأطفال اللاجئين احتجنا لأجهزة حاسوب لتعليم الأطفال. لذلك؛ سعت مبادرة جالاكسي “كمبيوتر للمدارس” لتحقيق هذا المبتغى من خلال تبرع المقتدرين بأجهزة كمبيوتر فائضة عن حاجتهم.

في مجتمعنا العربي أغلب من يعمل في مجال التكنولوجيا رجال، كيف أثبت نفسك في هذا المجال وهل واجهتك أي تحديات أو انتقادات؟

أنا أتفق تماماً معك خصوصاً قطاع الاتصالات. لم يكن طريقي سهلاً على الإطلاق! حيث أن كادر العمل الذي أترأسه معظمه رجال! وتدرجي الوظيفي جاء بناءً على عملي وقدرتي على تأدية المهام. ولا أخفيكي قد رأوا في ريما دياب قدرات عملوا على تعزيزها بمهام أكثر صعوبة، وكنت دائماً أنجزها. مثل تأهيلي لدورات وسفرات ومؤتمرات إقليمية دولية حيث كنت أسافر بين باريس وعمان طوال السنة.

وصفتي للنجاح أولاً الإيمان والثقة بالله، تطوير المهارات وخصوصاً التعلم المستمر في قطاع متغير مثل قطاع التكنولوجيا، اللغات حيث أن إجادتي للغتين الفرنسية والإنجليزية ساعدتني كثيراً في العلاقات المهنية.

والأمر الأهم انني كنت أطالب مديري ورئيسي في العمل بالالتحاق بدورات تخص عملي والذهاب إلى مؤتمرات بالإضافة لطلب الترقيات بما يتناسب مع خبرتي، وما لاحظته خلال سنين عملي أن معظم النساء لا يطالبن بالمساواة في حقوقهن أو طلب الترقية.

العادات و التقاليد تجعلنا نشعر بالخجل من حقوقنا وهذا شائع في نطاق العمل، أذكر حينما عينت في منصب المدير العام أخذ مني الأمر عاماً كاملاً ما بين نقاش و مقابلات وتحضيرات مع رؤسائي لإقناعهم أنني أستحق المنصب بالرغم من صغر سني وكان التحدي أن أوقع مشاريع للشركة بقيمة تفوق 4 مليون في السنة وفعلتها وحصلت على أكبر مشروع مع شركة اورانج للإتصالات بقيمة 28 مليون.

تعرضت للكثير من الإنتقادات خلال مسيرتي المهنية وسمعت الكثير من التعليقات السلبية مثل، إنت بنت مين؟ ليه محجبة مع فرنسيين؟ إنت المترجمة معهم؟ شكلك صغير مين واسطتك؟ عشنك حلوة؟ اعطيني رقمك! ليش بتسافري؟ اهلك كيف سامحينلك؟ عشان هيك ما تجوزتي؟ مع انك حلوة بس الشباب بتخاف من الارتباط بامرأة ناجحة ومستقلة متلك.

أخبرينا عن دورك في دعم المرأة العربية وكيف ساعدت جالاكسي في خلق فرص للنساء في مجال التكنولوجيا…

بصفتي مؤسسة منظمة Galaxy، فقد تعلمت إنشاء شبكات وابتكار حلول اجتماعية للشركات، وأهدف لمساعدة جميع شرائح المجتمع في الحصول على حلول وخدمات تكنولوجية مستدامة فورية ودائمة لخلق مستقبل داعم ومنتج ومتساوي للجميع، وسأنقل هذا الشغف والخبرة إلى فريقي، مهمتي الآن دعم الجيل القادم من القيادات النسائية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) من الأردن وخاصة النساء في المناطق النائية ومخيمات اللاجئين من خلال تزويدهن بالفرص اللازمة للنهوض بحياتهن المهنية وتحقيق أحلامهن، وإلهام النساء والفتيات في مجتمعاتهن.

نصيحة بتقدميها للسيدات أو الأمهات اللي بيفكروا ياخدوا أول خطوة نحو العمل الحر؟

طوري من مهاراتك اولاً وحددي هدف واحد للبدء منه، ثم ثقي بنفسك وأحيطيها بأشخاص لديهم إرادة وعزيمة، يشاركونك نفس الأفكار والطموح، ولو فشلت مرة تأكدي أن النجاح أقرب لك في كل مرة، أيضاً صادقي نفسك وأحبيها وآمني أن القمة تتسع للجميع فخذي بيد أحدهم معك نحو القمة.


المزيد من قصص النجاح الملهمة على مدونة أمهات بالتالي:

تحرير: ربا أبو شمعة

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0